الحرائق تستعر مجددا في جنوب فرنسا وتشرد الآلاف
اندلعت حرائق غابات في جنوب غرب فرنسا، الثلاثاء، ودمرت 16 منزلا وأحرقت 6 آلاف هكتار من المزروعات، وسط موجة حر وجفاف غير مسبوق.
وأجبرت الحرائق نحو ستة آلاف نسمة على إخلاء المنطقة التي تعرضت لحرائق ضخمة الشهر الماضي. وتعاني فرنسا، مثل بقية أوروبا، من موجات حارة وجفاف تسبب في حرائق غابات متعددة في أنحاء القارة خلال الشهرين الماضيين.
وقالت السلطات المحلية في منطقة جيروند التي تنتشر فيها زراعة العنب في بيان إن "الحريق مستعر ويمتد الآن إلى منطقة لاندز"، مضيفة أنه تم حشد 500 من رجال الإطفاء.
وشهدت منطقة جيروند في جنوب غرب فرنسا في يوليو/ تموز حريقين هائلين، دمرا أكثر من 20 ألف هكتار من الغابات ودفعت نحو 40 ألف شخص إلى ترك منازلهم.
كما اندلعت حرائق، الثلاثاء، في مناطق أخرى من البلاد، أحدها في منطقتي لوزير وأفيرون بجنوب فرنسا، حيث احترق بالفعل ما يقرب من 600 هكتار، ومن المقرر أن يزور وزير الداخلية جيرالد دارمانان المنطقتين في وقت لاحق، الأربعاء.
وشب حريق آخر في منطقة مين إي لوار في غرب فرنسا، حيث أتى على 650 هكتارا ويهدد 500 هكتار أخرى وفقا للسلطات المحلية.
والتهمت حرائق الغابات التي اندلعت في أوروبا هذا الصيف نحو 1.5 مليون فدان، ما يشكل ثاني أكبر مساحة محترقة في القارة العجوز على الإطلاق.
ويأتي ذلك الدمار الواسع على الرغم من أن المنطقة لا تزال في منتصف موسم الحرائق المعتاد، وفقا لبيانات من مركز الأبحاث المشتركة التابع للاتحاد الأوروبي.
وأظهرت البيانات أن حرائق الغابات أتت على أكثر من مليون و484 ألف فدان في دول الاتحاد الأوروبي هذا العام حتى الآن. وتعد هذه ثاني أكبر مساحة إجمالية على الإطلاق منذ عام 2006، عندما بدأت عملية التسجيل. وفي عام 2017، احترق نحو مليوني و441 فدان.
وتغطي بيانات مركز الأبحاث المشترك حرائق الغابات التي تزيد مساحتها عن 74 فدانا، لذلك إذا تم حساب الحرائق الأصغر، فسيكون إجمالي الحرائق أعلى.
وتبلغ مساحة المنطقة المحروقة هذا العام ضعف مساحة لوكسمبورج. ولم يشهد أي عام آخر بحسب البيانات مثل هذا العدد الكبير من الأراضي المحروقة في أوروبا بحلول أغسطس/ آب. ويمتد موسم الحرائق عادة في دول منطقة البحر المتوسط من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول.
ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الحرائق، من خلال زيادة الموجات الحارة والجافة التي تساعدها على الانتشار بشكل أسرع، وتستعر لفترة أطول، وتزيد شدتها. ويستنزف الطقس الحار الرطوبة من الغطاء النباتي، ويحوله إلى وقود جاف، وهي مشكلة تتفاقم بسبب نقص القوى العاملة في بعض المناطق لإزالة هذا الغطاء النباتي.
وبدون إجراء تخفيضات حادة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تغير المناخ، يتفق العلماء على أن موجات الحر وحرائق الغابات وغيرها من الآثار المناخية ستزداد سوءا بشكل كبير.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز