أول طائرة كهربائية 100% تحلق فوق فرنسا وتعلن بداية عهد جديد

في لحظة فارقة من تاريخ الطيران الفرنسي، أقلعت أول طائرة كهربائية مصنعة بالكامل في فرنسا، في تجربة جديدة نحو مستقبل أكثر هدوءًا واستدامة.
المشروع لا يمثل مجرد إنجاز تقني، بل تحولًا جذريًا في فلسفة النقل الجوي، حيث تنفصل السماء للمرة الأولى عن ضوضاء المحركات وانبعاثات الكربون. ومع تسارع اختبارات الطيران، تُثبت فرنسا أنها لا تكتفي بالتحدث عن البيئة، بل تبني لها أجنحة تحلّق بها.
وبعد سلسلة من التجارب الناجحة، أقلعت أول طائرة كهربائية فرنسية 100% مجددًا يوم الثلاثاء، لإجراء اختبارات إضافية، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية.
فكيف يبدو أول طراز طائرة كهربائية صُنع بالكامل في فرنسا؟
بعد عدة تجارب ناجحة، عاد أول نموذج لطائرات كهربائية فرنسية للتحليق هذا الثلاثاء، 22 يوليو/تموز، في اختبارات قد تمثل خطوة كبيرة على الصعيدين التكنولوجي والبيئي، وتضم الطائرة مقعدين فقط، وهي مزودة بمحرك كهربائي 100% ومكونات مستدامة بالكامل.
وقالت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، إن المستقبل يبدو مشرقًا للطيران الكهربائي، موضحة أنه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم الكشف عن أول طائرة كهربائية فرنسية خلال فعالية في تولوز على يد فرانسوا دوروفري، الوزير السابق المكلف بالنقل.
وفي 22 يوليو/تموز، أُجري اختبار طيران جديد لنموذج INTEGRAL-E، والذي يعتبر المشروع الأكثر تقدمًا في قطاع الطائرات الكهربائية بفرنسا. وقد تم تنفيذ أول اختبار بنجاح في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024.
أما التجربة الثانية، فكانت فريدة من نوعها، إذ تم تنفيذ رحلة مقلوبة بالكامل في أبريل/نيسان 2025، ومنذ ذلك الحين، يواصل هذا الطراز الثنائي المقعد التحليق أسبوعيًا للحصول على الشهادات الرسمية.
وقال جيريمي كوساد، الشريك المؤسس ورئيس شركة AURA AERO – المطورة للطائرة – في بيان صحفي: "تسير حملة اختبارات INTEGRAL-E كما هو مخطط، ونحن راضون جدًا عن أداء الطائرة". وتعزى هذه النتائج الإيجابية إلى المكونات المتطورة المعتمدة في تصميم الطائرة.
محرك كهربائي بالكامل
الطائرة من تصميم شركة AURA AERO الفرنسية المتخصصة في صناعة الطيران، ويمكنها البقاء في الجو لمدة ساعة واحدة تقريبًا، ولا تحتاج سوى 30 دقيقة فقط للشحن الكامل.
وتعمل الطائرة بمحرك ذكي كهربائي بالكامل من طراز ENGINeUS بقدرة 100 كيلوواط، توفره شركة Safran Electrical & Power، الرائدة عالميًا في مجال كهرباء الطائرات. ويدمج المحرك مع بطاريات ليثيوم-أيون.
والطائرة بطول 7.26 متر، وبعرض 8.78 متر – أي أصغر بـ10 مرات من طائرة A380 العملاقة. ويبلغ وزنها 1005 كيلوغرامات فقط، مقابل 421 طنًا لطائرة A380.
وقد تم تصميم الطائرة لتلبية أعلى معايير الاستدامة البيئية. فلا ينبعث منها أي ثاني أكسيد الكربون، ويُساهم هيكلها المصنوع من خليط الخشب والكربون في جعلها خفيفة الوزن، متينة، وسهلة الاستخدام.
ثورة صناعية خضراء
بدوره، عبر برونو بيلانجيه، المدير العام لقسم الطاقة في Safran Electrical & Power، عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: "شراكتنا مع AURA AERO تمثل تعاونًا مثاليًا بين شركة صناعية كبرى وشركة ناشئة تعملان معًا على إزالة الكربون من الطيران من خلال الدفع الكهربائي. نحن الآن في المرحلة الأخيرة للحصول على شهادة محرك ENGINeUS، الذي خضع لاختبار الطيران اليوم".
وتم تصميم نموذج INTEGRAL-E خصيصًا لأغراض العروض الجوية، والتدريب، والمنافسات، واستعادة السيطرة في حالات الطوارئ، مع هدف بيئي واضح في الأفق.
وفي بيان رسمي، قالت الشركة التي تأسست عام 2018: "تلتزم AURA AERO بخدمة الإنسانية من خلال تصميم وتصنيع طائرات تُسرّع عملية إزالة الكربون من وسائل النقل الجوي".
معادلة حرجة
في عام 2024، سافر 4.9 مليار شخص بالطائرة، في رقم قياسي عالمي. وتتوقع التقديرات أن يتضاعف هذا الرقم بحلول 2043.
لكن الطيران مسؤول عن 5% من أسباب تغيّر المناخ، نتيجة احتراق وقود الكيروسين، وتكوّن السحب الناتجة عن خطوط التكاثف، وانبعاثات بخار الماء.
فعلى سبيل المثال، رحلة واحدة من باريس إلى نيويورك تُنتج حوالي 2 طن من ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد، أي أكثر بكثير من الحد المسموح به لكل شخص للحفاظ على هدف الحياد الكربوني.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA=
جزيرة ام اند امز