أول مسؤولة بلدية بلبنان تكشف أسرار مشوارها لـ"العين الإخبارية"

فوجئ المارة أن من ينظم حركة السير شابة وليس رجلاً، حيث وجدوا هيلين فارس تقف بين السيارات لتسهيل المرور وكبح المخالفات ومساعدة الناس، ليتبين لهم عند السؤال عنها بأنها أول مسؤولة شرطة بلدية بلبنان.
وتعد هيلين فارس هي أول مسؤولة شرطة بلدية في لبنان، وتمكنت من إثبات نفسها منذ بدء عملها في بلدية أنفة سنة 2016.
"لم يأت تعييني من فراغ لكن بعد أن أثبت أنني مؤهلة لهذا المركز".. هكذا بدأت مسؤولة الشرطة حديثها لـ"العين الإخبارية".
تقول "فارس": "في البداية كنت أرغب في الانضمام إلى صفوف قوى الأمن الداخلي، لكن وزني الزائد حال دون ذلك، من هنا وجدت العمل البلدي قريباً لطموحاتي وبالفعل حاولت ونجحت".
منذ خطواتها الأولى في عملها واجهت هيلين معارضة أهلها ومعظم من يحيطون بها، إلا أنها تابعت الطريق الذي اختارته وتمكنت من التدرج من عنصر في سلك الشرطة البلدية إلى مسؤولة.
وأوضحت: "قد يظن البعض أن عملي يقتصر على تنظيم السير، إلا أن ذلك أحد مهامي المتعددة ومنها متابعة مخالفات البناء والصحة العامة وتنظيم أي حدث أو مناسبة تقام في أنفة، إضافة إلى مساعدة أبناء البلدة، لا سيما بعد حدوث جائحة كورونا، حيث وفرت البلدية أجهزة الأكسجين للمرضى".
وتتابع: "وقفنا إلى جانبهم وقدمنا لهم الدعم النفسي وكل ما يحتاجونه، كنت أرتدي البدلة العازلة وأدخل البيوت دون خوف من التقاط العدوى، فقد كان همي مساعدتهم لتخطي الظروف الصعبة".
كأي وظيفة، تواجه هيلين (30 سنة) صعوبات عدة "لا يخلو الأمر من إشكالات تحصل بين المارة، أتدخل لحلها، كما قد أواجه بالمعارضة عن تسطيري محاضر ضبط في حال ارتكاب المخالفات، مع العلم أنني أرفض الوساطة مطلقاً فما يهمني تطبيق القانون".
كما تطرقت إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في ظل أزمة المحروقات حيث ظهرت طوابير السيارات، ما تسبب في تعطل حركة السير: "كان الغضب يسيطر على المواطنين نتيجة اضطرارهم الانتظار لساعات لتعبئة المحروقات، ما استتبع ذلك وقوع مشكلات علينا حلها وتنظيم فتح المحطات، ولم نكن نسمح لأكثر من محطتين بالعمل في ذات الوقت، كي نخفف الزحام".
وشددت: "رغم كل ما أواجهه ألتزم التعاطي مع الناس بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة وقد سبق أن خضعت لتدريبات في كيفية التعاطي مع الآخرين بمختلف أعمارهم خلال عملي السابق كمنقذة بحرية، وكذلك خلال انضمامي الى الكشافة".
وبسؤالها عن مدى تقبل عناصر الشرطة من الرجال فكرة رئاسة امرأة لهم أفادت: "لا أتعامل معهم كمسؤولة، بل بكل طيبة ومحبة، لا سيما أنهم أكبر مني سناً ومنهم من هم في مقام والدي".
المال ليس كل شيء
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان وانخفاض قيمة راتب هيلين كثيراً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، إلا أنها تقول: "استمر في عملي بسبب حبي له ولمساعدة الناس، فلو تعلق الأمر بالراتب فقط لكنت توقفت عن العمل، وطالما أني في وطني لن أعمل في وظيفة أخرى".
وتوجهت هيلين إلى بنات جنسها بالقول: "أنت قادرة على النجاح في أي مهنة أو وظيفة تختارينها، لا تبالي برفض المجتمع حولك، إذ لا توجد وظيفة حصرية للرجال، وقد تمكنت المرأة من إثبات جدراتها في كل المجالات".
وشددت: "ثقي بنفسك وانطلقي في المجال الذي تحبينه، لا تتركي العقبات تقف في طريقك، تجاوزيها بإيمانك بنفسك وستنجحين".
aXA6IDE4LjExNi44MC43NyA= جزيرة ام اند امز