بعد أول تجربة دفاع كوكبي.. ما هي البيانات التي ينتظرها العلماء؟
نجحت مهمة "دارت" التابعة لناسا في ضرب ديمورفوس، مما أدى إلى تدمير المركبة الفضائية وإعطاء الكويكب ضربة قوية.
ويأمل العلماء أن تكون هذه الضربة قد غيرت مدار الكويكب حول رفيقه الأكبر وأثبتت أن لدينا القدرة على تشتيت الكويكبات الخطرة القادمة.
والآن بعد أن قامت "دارت" بعملها واصطدمت بهدف الكويكب، يأمل علماء الفلك في فهم مدى الانحراف الذي أحدثة الاصطدام في مدار الكويكب "ديمورفوس"، بالإضافة إلى معرفة المزيد عن الهيكل الداخلي للكويكب وتكوينه لإعطاء صورة كاملة لما يتطلبه الأمر لتحريك الكويكب.
ويقول باتريك ميشيل، عالم الكواكب في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية والباحث الرئيسي في مهمة هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي ستنطلق في عام 2024 وتصل إلى ديمورفوس والكويكب الأكبر الذي يدور حوله، ديديموس في عام 2026 لمشاهدة آثار اصطدام (دارت): "قبل وصول هيرا، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، فبعد الاصطدام رأت مركبة الفضاء الإيطالية (LICIACube) الحطام الذي حدث نتجة الاصطدام، ولكنها لم تتمكن من متابعة مصير هذا الحطام، كما أنها لن تتمكن من متابعة مدى تأثير الاصطدام على التغير في مدار الكويكب، لأن متابعة هذه التأثيرات سيستغرق أياما أو حتى أسابيع، تكون حينها المركبة الإيطالية قد اختفت واتجهت إلى الفضاء السحيق".
ويضيف في تصريحات لموقع space.com: "لذلك سيقع على عاتق التلسكوبات الأرضية، وكذلك التلسكوبات الفضائية هابل وجيمس ويب، متابعة ما سيحدث بعد ذلك".
وستراقب هذه التلسكوبات التغيير في مدار ديمورفوس، وبخلاف ملاحظات رادار مرصد أريسيبو في عام 2003 والتي تم إجراؤها عندما اقترب ديديموس وديمورفوس على مسافة 4.8 مليون ميل (7.8 مليون كيلومتر) من الأرض، فإن تلسكوباتنا لا يمكنها التعامل مع ديديموس وديمورفوس كأجسام فردية، ويأتي هذا التحدي لأن الصخور الفضائية صغيرة جدًا (2600 و660 قدمًا، أو 780 و170 مترًا على التوالي)، وقريبة جدًا من بعضها البعض (مفصولة بحوالي 0.6 ميل، أو 1 كيلومتر، على الأقل قبل الاصطدام).
لكن معا، تشكل الصخور الفضائية ما يشير إليه علماء الفلك على أنه "ثنائي الكسوف"، وعندما يمر أحدهما أمام الآخر، نرى أن الضو المشترك يتضاءل، وتخبرنا فترة تغيرات السطوع هذه بالوقت الذي يستغرقه ديمورفوس للدوران حول ديديموس.
ويقول ميشيل: "التلسكوبات الأرضية ستدرس ما حدث من تغير في السطوع، كمؤشر على حدوث تغير في مدار الكويكب، وستتأكد مهمة هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من هذه البيانات عندما تصل الكويكب عام 2026".