أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال لأول مرة
تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من إقصاء قطر عن لقب أكبر مُصدِّر للغاز الطبيعي المسال في العالم منذ الشهر الماضي.
واستحوذت أمريكا على هذا اللقب للمرة الأولى على الإطلاق، وذلك عقب ارتفاع عمليات التسليم إلى أوروبا المتعطشة للطاقة.
وفاق الإنتاج الأمريكي في ديسمبر/كانون الأول إنتاج قطر بعدما قفزت الصادرات من منشآت سابين باس وفريبورت وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج.
وأعلنت "تشينير إنرجي" الشهر الماضي عن إنتاج أول شحنة من وحدة إنتاج جديدة في مصنعها في سابين باس.
زيادة القدرات التصديرية
وأدى زخم إنتاج الغاز الطبيعي الصخري إلى جانب ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في مرافق التسييل إلى تحويل الولايات المتحدة من مستورد للغاز الطبيعي المسال إلى أكبر مصدر في أقل من عقد.
وارتفع إنتاج الغاز بالولايات المتحدة بنحو 70% مقارنة بمستويات عام 2010 حيث من المتوقع أن تمتلك الولايات المتحدة أكبر قدرة تصديرية في العالم بحلول نهاية عام 2022 بمجرد بدء تشغيل محطة كالكاسيو باس التابعة لشركة "فينتشر جلوبل".
وتشير بلومبرج أن صدارة الولايات المتحدة وتحولها لتصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال قد تكون لفترة قصيرة حيث فاقت الصادرات الأمريكية بقليل صادرات قطر وأستراليا لذلك ستغير أي مشكلات في الإنتاج هذا الترتيب الحالي.
على الجانب الآخر، تخطط قطر لمشروع تصدير ضخم ستطرحه على الإنترنت بنهاية العقد الحالي مما قد يعزز إنتاجها لتعود لتصبح أكبر مصدر للغاز.
منافسة العقد المقبل
وفي هذا الإطار يقول مقصيت أشرف المدير الإداري الأول للعمليات الدولية في شركة "أكسنتشر": "سوف تتنافس قطر والولايات المتحدة على صدارة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم خلال العقد المقبل".
وتساعد قفزة صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في تخفيف أزمة الإمدادات العالمية. حيث تواجه أوروبا أزمة طاقة شتوية وسط معاناة المرافق من الانخفاض الموسمي لمخزونات الغاز الطبيعي.
واشترى المستوردون 13% من إنتاج الغاز في الولايات المتحدة في ديسمبر بزيادة تعادل 7 أضعاف مقارنة بمستوياتها من 5 سنوات سابقة عندما لم تكن معظم البنية التحتية المطلوبة لشحن الوقود خارج البلاد موجودة بعد.
وأرسلت محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة 1043 شحنة قياسية في عام 2021، حيث شكلت الدول الآسيوية ما يقرب من نصف الوجهات وأوروبا تشكل الثلث، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج.
وتسجل الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال مستويات جديدة كل عام منذ 2016، ومن المتوقَّع أن تستمر كذلك خلال العام الحالي.
وتتوقَّع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تصل الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال 11.5 مليار قدم مكعب يومياً في 2022.
وتمثل هذه الكمية نحو 22 % من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، والذي من المتوقَّع أن يصل إلى 53.3 مليار قدم مكعب يومياً خلال العام الحالي، لتتجاوز الولايات المتحدة بذلك أستراليا وقطر، وهما أكبر مصدرين للغاز الطبيعي المسال في الوقت الراهن.