الغاز المصري صوب لبنان.. عودة "النور" لباريس الشرق
يقترب لبنان من استعادة لقب "باريس الشرق الأوسط" بعد إعلان وصول الغاز المصري له خلال الفترة المقبلة.
موعد وصول الغاز المصري إلى لبنان
وقال بيان للرئاسة اللبنانية اليوم الأربعاء إن من المتوقع الانتهاء من إصلاحات بخط لنقل الغاز بنهاية فبراير/شباط بما سيسمح بوصول الغاز المصري إلى لبنان.
ونقل البيان عن وزير الطاقة وليد فياض قوله "مع حلول أواخر فبراير/شباط، من المفروض أن يكون قد تم الانتهاء من إصلاح الخط في المرحلة الأولى، بما يسمح بوصول الغاز إلى دير عمار".
تقع دير عمار على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال من مدينة طرابلس في شمال لبنان.
من المقرر بموجب خطة تدعمها الولايات المتحدة لتخفيف أزمة الكهرباء في لبنان أن تزوده مصر بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب يمر بأراضي الأردن وسوريا.
وعد مصري
وقال وزير البترول المصري طارق الملا، في تصريحات صحفية خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن مصر تتوقع بدء تصدير من 60 مليونا إلى 65 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا إلى لبنان بحلول 2022.
وأضاف الملا خلال تصريحات صحفية على هامش مؤتمر للنفط والغاز بأبوظبي، اليوم الثلاثاء، أن مصر ستورد الغاز بما يتماشى مع الكمية التي طلبها لبنان "بأسرع ما يمكن... يمكن توقعها في نهاية العام أو مطلع العام المقبل".
وقال "نقوم فقط بالفحص النافي للجهالة ونفحص خطوط الأنابيب".
بموجب خطة تدعمها الولايات المتحدة للمساعدة في تخفيف أزمة الكهرباء في لبنان، ستزود مصر لبنان بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب يمر عبر الأردن وسوريا.
ويمكن أن تساعد هذه التدفقات في تخفيف النقص المزمن في الكهرباء في لبنان، حيث يحدث هناك انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.
وحققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز بعد اكتشاف حقل "ظهر" عام 2015، تسعى البلاد لتحقيق نفس الخطوة بشأن الوقود بحلول 2023.
وكشف الملا في تصريحات صحفية سابقة، أن مصر تبيع حاليًا نحو 60% من الغاز الطبيعي المسال من خلال عقود طويلة الأجل و40% على أساس فوري.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه مصر لأن تصبح مركزًا رئيسيًا لشحن الغاز إلى أوروبا، حيث يتزايد الطلب مع انتقال الحكومات من أنواع الوقود الأحفوري الأكثر تلوثًا مثل الفحم والنفط.
أزمة طاقة
يشهد قطاع الكهرباء في لبنان نقصاً مزمناً في التغذية الكهربائية ويعتمد على الدعم الحكومي، ويتكبّد خسائر فنية وغير فنية تتراوح نسبتها التقديرية بين 36% و40%، بحسب الدراسات التي صدرت عن وزارة الطاقة اللبنانية ومؤسسة كهرباء لبنان.
ويعتمد لبنان لتوليد الطاقة الكهربائية على محطات حرارية بكفاءة متدنية تستخدم النفط الثقيل والديزل المستوردَين والمكلفَين والملوِّثَين، كما أنّ التغذية الكهربائية ليست كافية، فذروة الطلب تصل تقديرياً إلى 3500 ميجاوات، ما يؤدي إلى نقص في التغذية بمقدار 1600 ميجاوات.
وفي الفترة الأخيرة ومع توقف الاعتمادات لشراء الفيول نتيجة الشح في العملات الأجنبية، توقفت كهرباء لبنان عن إمداد البلاد سوى بساعتين من الكهرباء من أصل 24 ساعة في اليوم، كما أدى الشح في مادة المازوت إلى توقف المولدات الرديفة التي كانت تغطي عجز الدولة، ما أوصل لبنان إلى شبه ظلمة شاملة مع توقيف العديد من القطاعات الحيوية.