نورد ستريم 2.. هل تسد ألاعيب السياسة أنبوب الغاز الروسي؟
في الآونة الأخيرة، أبدى الكرملين رغبته الشديدة في أن تتم المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، الذي اكتمل بناؤه في سبتمبر/أيلول.
لكن على ما يبدو أن الرغبات والأمنيات في عالم الاقتصاد والسياسة أدوات غير كافية ومحفوفة بالمخاطر، وربما لا تبصر النور لفترات طويلة، وهذا ما يمكن برهنته اليوم على مشروع الغاز "الروسي-الألماني" والذي لا يزال معطلًا بسبب ورقة أوكرانيا وتهديدات روسيا بغزوها ودخول الولايات المتحدة على مسار الأزمة.
توقعات بالتشغيل بالنصف الأول 2022
من جانبه، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن بلاده تتوقع أن يتم إصدار تصريح التشغيل لخط "نورد ستريم 2" في النصف الأول من عام 2022.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عنه القول في مقابلة مع موقع "آر بي كا" الاقتصادي: "بناء على جداول منح التراخيص التي أعرفها، يتعين أن تكتمل الإجراءات خلال النصف الأول من العام، النصف الأول من العام هو الحد الأقصى للإطار الزمني".
وأكد أن روسيا على ثقة من أنه سيتم التصريح بتشغيل الخط، كون بنائه قد تم بالالتزام بجميع المتطلبات القانونية.
وشدد على أن "إقامة أي بنية تحتية طويلة الأجل تصب في صالح أوروبا، لأنها تمثل طرقا بديلة متنافسة" لتوصيل الطاقة.
وقال :"إننا على يقين من أن الغاز سيتدفق إلى أوروبا عبر هذا الخط".
وكان السفير الروسي في ألمانيا سيرجي نتشاييف طالب باتخاذ قرار سريع بشأن بدء ضخ الغاز الروسي عبر خط أنابيب "نورد ستريم 2". وقال، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، :"لا اعتقد أن هناك من يرغب في التسويف بشأن تشغيل خط الأنابيب".
ورقة أوكرانيا.. ومخاوف التعطيل
وقد رفضت روسيا تهديدات من ألمانيا بعدم تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2"، في حال غزو روسي لأوكرانيا.
وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، لمجلة السياسة الخارجية "ميشدونارودنا جيزن" الجمعة، إنه ما كان يجب جعل خط الأنابيب مسألة للإثارة.
وأضاف: "لن يهاجم أحد أوكرانيا"، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
واتهم الغرب باستخدام خط أنابيب الغاز من روسيا إلى ألمانيا كـ"ورقة مساومة"، ولممارسة النفوذ، والضغط على موسكو.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك، قالت إنه في حال حدوث هجوم روسي على أوكرانيا، فسوف يكون هناك حظر على عمل خط الأنابيب المثيرة للجدل "نورد ستريم 2"، الذي يسير عبر بحر البلطيق بين روسيا وألمانيا.
وبالإضافة لذلك، قالت لقناة "زد دي اف" التلفزيونية، إن الولايات المتحدة والحكومة الألمانية السابقة ناقشا "أنه في حال مزيد من التصعيدات.. لن يتسن ربط خط الأنابيب بالشبكة" مشيرة إلى الوضع المتوتر عند الحدود بين روسيا وأوكرانيا.
فيما عارض المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتز، ربط السماح بتشغيل خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2" بمساعي التهدئة في أوكرانيا.
وقال شولتز ليلة الخميس/الجمعة عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "فيما يتعلق بنورد ستريم 2 يتعلق الأمر بمشروع اقتصادي خاص".
وأضاف أنه من أجل بدء تشغيل خط أنابيب الغاز يتعين توضيح التوافق مع القانون الأوروبي، و"ستقرر ذلك هيئة في ألمانيا بعيدا عن السياسة تماما"، مشيرا إلى أن هذه "قضية مختلفة" عن المساعي الراهنة للحيلولة دون انتهاك الحدود الأوكرانية.
وتم منذ أسابيع الانتهاء من المشروع الذي سينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وستتخذ القرار بشأن التشغيل الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات. ولطالما انتقدت الولايات المتحدة هذا المشروع، وكذلك بعض دول الاتحاد الأوروبي، حيث تخشى من الاعتماد بشكل كبير على روسيا في إمدادات الطاقة.
وهدد الاتحاد الأوروبي خلال قمته بالإجماع روسيا بالرد في حالة وقوع هجوم على أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز