الصيد واللقاحات والغذاء.. هل تتجاوز التجارة العالمية قضاياها الشائكة؟
تتواصل مفاوضات الفرصة الأخيرة لمنظمة التجارة العالمية للتوصل لاتفاقات بشأن صيد الأسماك وبراءات الاختراع للقاحات كورونا والأمن الغذائي.
وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على الموعد النهائي المحدد، يواصل المفاوضون نقاشاتهم في المؤتمر الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية لمحاولة التوصل إلى اتفاقات بشأن القضايا الشائكة كصيد الأسماك وبراءات الاختراع للقاحات كوفيد-19 والأمن الغذائي.
وكان نائب رئيسة المفوضية الأوروبية المسؤول عن التجارة فالديس دومبروفسكيس قد كتب بعد ظهر الخميس 16 يونيو/حزيران 2022 على "تويتر"، "مسيرة نحو اتفاق نهائي في المؤتمر الوزاري الثاني عشر... نقترب منه".
وبدأ ممثلو 164 دولة عضوًا في منظمة التجارة العالمية يجتمعون منذ يوم الأحد في جنيف، سباقًا حقيقيًا من المفاوضات خلال الـ24 ساعة الماضية.
ويشارك عدد قليل فقط من كبار المسؤولين من منظمة التجارة العالمية والدول الرئيسية في اجتماعات ضيّقة للبحث في القضايا الصعبة.
وثيقة ختامية بعد مفاوضات ماراثونية
وعقب محادثات ماراثونية بين الدول في مؤتمر منظمة التجارة العالمية في جنيف، تم الاتفاق على وثيقة ختامية.
قال مسؤولون إن الهند كان لها تأثير كبير، حيث انعكست وجهة نظرها في جميع الركائز، مضيفين أن مصلحة البلاد لم يتم المساس بها في أي مكان.
وقالت المصادر إنه في حين تم تخفيف الفقرات العامة، فإن التنازل عن الجوانب المتعلقة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية (تريبس) سيمتد ليشمل المواد الخام أيضًا، ومن المرجح أيضًا أن يذهب بند إعادة التصدير الذي كان حجر عثرة.
قضية الصيد.. معلقة
ولم يتم ذكر مسألة تجميد الصيد ومن المتوقع أن تتم مناقشتها في الاجتماع الوزاري المقبل المقرر في غضون تسعة أشهر.
وقال المسؤولون إنه تم الحفاظ على الوضع الراهن فيما يتعلق بقضية الزراعة، مع إزالة جميع النصوص ذات الصلة من الوثيقة.
وظلت المحادثات بشأن الزراعة ومصايد الأسماك عالقة مع مقاومة نيودلهي للمواقف التي اتخذتها معظم الاقتصادات المتقدمة التي تحرم العالم النامي من اتخاذ تدابير عادلة.
ويبقى الوضع الراهن أيضًا بشأن مسألة الوقف الاختياري لتطبيق الواجبات على عمليات الإرسال الإلكترونية.
وقد تم التوصل إلى اتفاق بالإجماع حول مصايد الأسماك، والصحة، ومستقبل إصلاحات منظمة التجارة العالمية، والتكنولوجيا الرقمية، والغذاء، والبيئة.
تمديد إضافي.. وفرصة أخيرة
وتعتبر الطموحات لعقد صفقات في منظمة التجارة العالمية، من نواحٍ عديدة، ضحية لهيكل المنظمة نفسه. وتعمل الهيئة التجارية المكونة من 164 عضوًا بالإجماع، مما يعني أن كل دولة يجب أن توقع على القرارات أو على الأقل ألا تعترض طريقها الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، بعدما أعاقت بمفردها التعيينات في محكمة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة العالمية، والتي تهدف إلى التوسط في النزاعات التجارية.
وقد تم تمديد الاجتماع الذي استمر أربعة أيام وافتتح يوم الأحد ليوم واحد لمنح المفاوضين فرصة أخيرة للتوصل إلى اتفاق تبعي واحد على الأقل، سيكون الأول منذ سنوات.
وقال وزير التجارة الهندي بيوش غويال الذي اتُّهم خلال المؤتمر بأنه يعوق الجهود إنّ "الهند مقتنعة بأن هذا الاجتماع للوزراء سيكون واحدا من الأنجح لمنظمة التجارة العالمية منذ أمد طويل".
وتابع "لقد اتّخذنا قرارات قوية.. الجيد في الأمر هو أن أمرا لن يتفق بشأنه ما لم يتم الاتفاق على كل الأمور وأنا واثق بأن هذه الروحية ستساعدنا على تخطي العوائق".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز