الدنمارك أول دولة في العالم تتخلى عن لقاحات كورونا.. فما السبب؟
بحلول 15 مايو/ أيار المقبل، ستصبح الدنمارك أول دولة بالعالم تتوقف عن توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة.
وقالت هيئة الصحة الدنماركية إنها قررت إنهاء برنامج توزيع اللقاحات بدءا من 15 مايو/ أيار المقبل، بعد أن "حصل كثيرون على اللقاح"، مشيرة إلى أن "الإصابات الجديدة تتراجع ومعدلات الاستشفاء مستقرة".
وكانت كوبنهاجن قد رفعت جميع القيود المتعلقة بفيروس كورونا في فبراير/ شباط الماضي، بعد نهاية الموجة الثالثة من الوباء. وقالت مديرة الأمراض المعدية بهيئة الصحة الدنماركية بوليت سوبورغ: "لذلك نحن بصدد إنهاء برنامج التطعيم الشامل".
من جانبها، ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أن مسؤولي الصحة في الدنمارك وضعوا خطة لاستئناف البرنامج بعد انتهاء فصل الصيف، بناء على المستجدات المحتملة.
وقالت سوبيرغ: "نخطط لإعادة برنامج التطعيم في الخريف. سيسبق ذلك تقييم مهني شامل لمن سيحصل على اللقاح وإلى متى، مع تحديد اللقاحات المناسبة".
وتلقى نحو 81 بالمائة من سكان البلد البالغ عددهم 5.8 مليون نسمة جرعتي لقاح، فينا حصل 62 بالمائة على جرعة معززة.
وتأتي خطوة الدنمارك، رغم تحذير منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من خطورة التراجع الكبير في عدد اختبارات كوفيد التي يتم إجراؤها، ما ترك العالم في حالة عمى حيال استمرار تطور الفيروس وتحوراته الخطيرة المحتملة.
وقالت المنظمة إن الإصابات والوفيات التي يبلغ عنها سجلت أيضا تراجعا كبيرا. وصرح مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحفيين: "الأسبوع الماضي تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 15 ألف حالة وفاة بقليل (...) وهو أدنى رقم إجمالي أسبوعي يسجل منذ مارس/ آذار 2020".
وفي حين رحب غيبريسوس بهذا الاتجاه الجديد في مسار الفيروس، إلا أنه حذر من أن انخفاض الأرقام قد يكون أيضا نتيجة للتراجع الكبير في عدد الاختبارات التي تجرى للكشف عن الإصابات بالفيروس.
وأضاف "هذا يصيبنا بالعمى أكثر حيال أنماط انتقال الفيروس وتطوره"، معقبا "عندما يتعلق الأمر بفيروس قاتل، فإن الجهل ليس نعمة".
بدوره أعرب ويليام رودريغيز الذي يترأس تحالف التشخيص العالمي "فيند" أيضا عن غضبه لأن العديد من الحكومات توقفت في الأشهر الأخيرة بكل بساطة عن إجراء اختبارات للكشف عن المصابين بالفيروس.
وأشار رودريغز إلى أنه في الأشهر الأربعة الماضية ووسط ارتفاع الإصابات بالمتحور أوميكرون "انخفضت معدلات الاختبارات من 70 إلى 90 بالمائة في جميع أنحاء العالم".
والمفارقة أن التراجع في عدد الاختبارات جاء في وقت أصبحت فيه إمكانية التوصل إلى نتائج دقيقة حول الإصابة أكثر من أي وقت مضى. وأشار رودريغيز إلى أنه "لدينا الآن قدرات غير مسبوقة لمعرفة ما الذي يحدث".
وأضاف: "مع ذلك، نظرا لأن الاختبارات اليوم كانت أول ضحية لقرار عالمي بالتخلي عن حذرنا، فقد أصابنا العمى وأصبحنا غافلين عما يحدث مع هذا الفيروس".
وتسبب وباء كورونا وفق الارقام الرسمية في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص منذ ظهوره لأول مرة في الصين أواخر عام 2019، لكن يُعتقد أن العدد الحقيقي أكثر بثلاثة أضعاف على الأقل.
وفي حين أن العديد من البلدان تلغي التدابير الوقائية وتحاول العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الوباء لم ينته بعد.