تنح وتحذير.. فولكر يكتب الفصل الأخير في أزمته مع جيش السودان
"سأتنحى عن منصبي"، كلمات ثلاث كتبت الفصل الأخير في رواية المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتيس، الذي أعلن قبل أشهر شخصًا غير مرغوب فيه.
وكانت وزارة الخارجية السودانية أصدرت في يونيو/حزيران الماضي، بيانا، أعلنت فيه أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، فولكر بيرتيس، شخص "غير مرغوب فيه".
ورغم أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، أعرب عن "فخره" بالعمل الذي قام به بيرتيس، مؤكدًا ثقته الكاملة بممثله الخاص"، إلا ان استقالة فولكر، تضع حدًا للأزمة التي اندلعت بينه والجيش السوداني، على خلفية النزاع الأخير في السودان.
وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان الألماني فولكر بيرتيس استقالته من منصبه الأربعاء، بعد أشهر من تصنيفه شخصا غير مرغوب به من قبل السلطات في الخرطوم.
وقال بيرتيس في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي: "أتوجه بالشكر إلى الأمين العام على هذه الفرصة والثقة التي منحني إياها، لكنني طلبت منه إعفائي من مهامي"، محذّرا من أن النزاع المتواصل منذ أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان ينذر "بالتحول إلى حرب أهلية".
لكن ما قصة الصراع بين بيرتيس والجيش؟
أواخر مايو/أيار الماضي، دعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأمم المتحدة إلى تغيير مبعوثها للسودان فولكر بيرتس، زاعمًا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" على "التمرد".
وفي رسالة بعث بها البرهان، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال فيها، إن "وجود فولكر بيرتس على رأس البعثة الأممية لا يساعد بتنفيذ تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)"، مضيفًا: "نطلب اختيارا بديلا لبيرتس حفاظا على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان".
واتهم البرهان في رسالته -آنذاك- رئيس البعثة بـ"ممارسة التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا حول الاتفاق الإطاري"، مشيرًا إلى أنه "ما كان لحميدتي أن يتمرد لو لم يجد إشارات تشجيع من أطراف بينها بيرتس"، على حد قوله.
وبعد أيام من تلك الرسالة، غادر فولكر بيرتس، مدينة بورتسودان إلى نيويورك، زاعمًا تلقيه تهديدات بطرد البعثة الأممية.
وفي 8 يونيو/حزيران الماضي، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا، أعلنت فيه أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الأممية فولكر بيرتيس، شخص "غير مرغوب فيه"، مشيرة إلى أنها أخطرت "الأمين العام للأمم المتحدة رسميا".
كيف رد مجلس الأمن الدولي؟
قبل أيام من بيان الخارجية السودانية، أعلن مجلس الأمن الدولي، مطلع يونيو/حزيران الماضي، تمديد المهمة السياسية للأمم المتحدة في السودان لستة أشهر.
قرار مجلس الأمن الذي جاء مقتضبا، قال -آنذاك- إن الموافقة جاءت بالإجماع على تمديد تفويض "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان" حتى الثالث من ديسمبر/كانون الأول عام 2023، ما يعني تجاهل مطالب السودان، بتغيير فولكر.
وفي موقف منفصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إنه "صدم برسالة" رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان التي طالب فيها بتغيير بيرتيس، مضيفا أنه "فخور بالعمل الذي قام به الأخير ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص".
وفي يناير/كانون الثاني 2021، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة تعيين الألماني فولكر بيرتيس ممثلا خاصا له في السودان ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية (يونيتامس).
في السياق نفسه، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية التي تتوسط في النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، عن "دعمها القوي" لبيرتيس، مشيرة إلى "قلقها" من رسالة البرهان التي دعا فيه إلى استقالة المسؤول الأممي.