صناعة الأغذية في الإمارات.. نافذة الفرص والاستدامة عالمياً

وفق أعلى المعايير والمقاييس لتقديم منتجات ذات جودة عالية، تمضي دولة الإمارات بخطى تنافسية ثابتة نحو تحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً في صناعة الأغذية والمشروبات.
تمثل دولة الإمارات اليوم حلقة وصل بين الشرق والغرب في قطاع الأغذية والمشروبات، ونافذة عالمية لتوسع الشركات العاملة بهذه الصناعة الحيوية.
رؤية استراتيجية طموحة
تبنت دولة الإمارات رؤية استراتيجية وطموحة تهدف إلى تطوير نموذج متكامل وريادي للتجمع الاقتصادي للغذاء ودمجه في الاقتصاد الوطني باعتباره اتجاهاً مستقبلياً واعداً يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي والصناعي في الدولة ويُشكّل هذا النموذج دافعاً قوياً لتعزيز التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية والتنوع الاقتصادي، من خلال ربط قطاعات متعددة تشارك في سلاسل القيمة والإنتاج.
وتهدف دولة الإمارات من خلال تبنّي نموذج التجمع الاقتصادي للغذاء إلى خلق وتمكين أجيال جديدة من المنتجين والمزارعين يتمتعون بأعلى مستويات الخبرة والاطلاع على الممارسات في الأنشطة الغذائية والزراعية.
وحسب بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية، من المتوقع أن يسهم هذا النموذج خلال 5 سنوات في دعم الناتج المحلي الإجمالي بـ10 مليارات درهم (2.7 مليار دولار)، وزيادة حجم التجارة بقيمة 15 مليار درهم (4.1 مليار دولار)، وتوفير 20 ألف فرصة عمل، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية (نحن الإمارات 2031) بأن تصبح الدولة ضمن أفضل 10 دول في مؤشر الأمن الغذائي.
مساهم عالمي رئيسي في تبني وابتكار "تكنولوجيا الأغذية"
أصبحت الإمارات مساهماً عالمياً رئيساً في تبني وتطوير تكنولوجيا الأغذية والابتكار في القطاع، حسب مجموعة "تتراباك".
وقالت سمر الجداوي، مدير إدارة خدمة العملاء والتصميم في شركة "تتراباك - المنطقة العربية"، إن قطاع الأغذية والمشروبات في الإمارات يشهد نمواً مستمراً بسبب الطلب المتزايد، وتأثير التنوع السكاني في الدولة مما يؤدي إلى زيادة في الطلب، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الأغذية والابتكار، حيث تقوم الإمارات بالاستثمار في تحسين البنية التحتية للصناعات الغذائية باستمرار، مما يعزز من القدرة على التوسع والنمو في هذا القطاع.
فيما يعتبر قطاع السياحة عاملاً رئيساً في زيادة الطلب على الأغذية والمشروبات، حيث تجذب دولة الإمارات ملايين الزوار سنوياً مما يزيد من نشاط هذا القطاع.
أكثر من 40 ألف علامة تجارية
وصل عدد العلامات التجارية الوطنية والأجنبية المُسجّلة والعاملة في أنشطة ومجالات الأغذية في الإمارات إلى 40486 علامة بنهاية النصف الأول من عام 2025 الجاري، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية.
وقد بلغت قيمة تجارة الإمارات من السلع الغذائية ومصنوعاتها 148.6 مليار درهم (40.5 مليار دولار) خلال 2024 بنسبة نمو 16.8% مقارنة بـ127.2 مليار درهم (34.6 مليار دولار) في عام 2023، كما حققت الصادرات الوطنية الغذائية نمواً 10.9% لتصل إلى 24.2 مليار درهم (6.6 مليار دولار) في العام الماضي مقارنة بعام 2023، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
ومن المتوقع أن يحقق سوق المواد الغذائية في دولة الإمارات نمواً سنوياً 4.89% (معدل النمو السنوي المركب 2024-2028). كما تشير التوقعات إلى نمو قطاع الأغذية والمشروبات في دولة الإمارات، خلال 2025، بنسبة تراوح بين 7 و10%، بفعل تحول الدولة إلى مركز إقليمي للإنتاج وإعادة التصدير إلى دول المنطقة وأفريقيا والعالم. ومن المتوقع أيضاً أن يصل حجم الموارد إلى 9.68 مليون كيلوغرام بحلول عام 2028.
- أبوظبي تطلق نظام خزانات غاز مسال رأسية للمنشآت الغذائية
- «موانئ أبوظبي» توقع اتفاقية مساطحة بميناء خليفة.. لدعم الأمن الغذائي
أرقام ومؤشرات قياسية
خلال عرض تعريفي لغرفة دبي العالمية في فبراير/شباط 2025، أظهرت الإحصاءات المبنية على بيانات مؤسسة "يورومونيتر" أن قيمة مبيعات التجزئة لقطاع الأغذية الطازجة والمعلبة في دولة الإمارات خلال العام الماضي بلغت 16.3 مليار دولار.
فيما وصل إنفاق المستهلكين على شراء الأغذية بشكل عام عبر منصات التجارة الإلكترونية إلى 1.1 مليار دولار في 2024، مع توقعات بأن يسجل الإنفاق على شراء الأغذية عبر منصات التجارة الإلكترونية معدل نمو سنوي مركب بنسبة 12.2% في الفترة 2025-2028.
كما من المتوقع أن ترتفع مبيعات قطاع خدمات الطعام في دولة الإمارات من 17.2 مليار دولار في 2023 إلى 22.7 مليار دولار بحلول 2028، لتسجل بذلك معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.7%.
قفزة في المبيعات
من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة من الأغذية الطازجة في الإمارات من 9.1 مليار دولار في 2024 إلى 11.3 مليار دولار في 2029، لتحقق بذلك معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.48%، وتستحوذ اللحوم على الحصة الأكبر من مبيعات هذه الفئة، حيث بلغت قيمة مبيعات اللحوم بالتجزئة 2.9 مليار دولار في 2024، مع توقعات أن تحقق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.5% في الفترة من 2024 – 2029، وتأتي الخضار في المرتبة الثانية بمبيعات بقيمة 2.6 مليار دولار في 2024، مع توقعات بأن تحقق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.2% في ذات الفترة وفقاً لبيانات "يورومنيتور".
كما من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة من الأغذية المعلبة في الدولة من 7.2 مليار دولار في 2024 إلى 9 مليار دولار في 2029، لتسجل بذلك معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.53%. وتستحوذ المواد الغذائية الأساسية (على غرار الذرة والأرز والقمح) على الحصة الأكبر من مبيعات هذه الفئة، حيث بلغت مبيعات المواد الغذائية الأساسية العام الماضي 2.5 مليار دولار، مع توقعات بأن تحقق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.9% في الفترة من 2024-2029، تليها في المرتبة الثانية منتجات الألبان بمبيعات قيمتها 2.2 مليار دولار في 2024، مع معدل نمو سنوي مركب 3.8% في ذات الفترة.
وتوقع العرض التعريفي لغرفة دبي العالمية أن ترتفع مبيعات التجزئة من المشروبات في الدولة من 1.7 مليار دولار في 2024 إلى 2.3 مليار دولار في 2029، لتحقق بذلك معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.7%. وتستحوذ المياه المعبئة على الحصة الأكبر من مبيعات هذه الفئة، حيث سجلت مبيعات بقيمة 667 مليون دولار في 2024، مع توقعات بأن تسجل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.7% في الفترة من 2024 – 2029، تليها المشروبات الغازية التي بلغت قيمة مبيعاتها خلال العام الماضي 401 مليون دولار.
جاذبية استثمارية
استحوذت دولة الإمارات على الحصة الأكبر من استثمارات رأس المال المخاطر في قطاع تكنولوجيا المطاعم "ريستورانت تيك" على مستوى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة 2020 - 2024، حيث سجلت الدولة استثمارات بقيمة 932.1 مليون دولار في هذا القطاع خلال الفترة المذكورة وفقاً لبيانات "بتشبوك".
وحلت الدولة في المرتبة الثانية بين دول الشرق الأوسط من حيث قيمة استثمارات رأس المال المخاطر في قطاع التكنولوجيا الزراعية خلال ذات الفترة، إذ استقطبت استثمارات في هذا القطاع بقيمة 386.1 مليون دولار.
حضور مهم في "اصنع في الإمارات"
يحظى المنتج الغذائي الإماراتي بحضور مهم في منتدى "اصنع في الإمارات"، حيث يستعرض قطاع الأغذية والمشروبات والزراعة ابتكارات إماراتية تدفع نحو إنتاج غذائي مستدام وزراعة متقدمة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي والتنوع الاقتصادي المستدام ودفع عجلة النمو الصناعي.
كما يستقطب المنتدى اهتمام المستثمرين والزوار للاطلاع على التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في التصنيع الغذائي والزراعة، وخاصة في قطاعات تتمثل في "الخضار والفواكه والألبان والدواجن ومنتجات الزيوت وغيرها من المنتجات الاستراتيجية".
وتشكل منصة "اصنع في الإمارات" حدثاً مهماً يسلط الضوء على أهمية تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.