أسرار كرة القدم.. لغز أخطاء الحراس وصيام المهاجمين
في كرة القدم ثمة أشياء غريبة ليس لها تفسير، لكنها تحضر بقوة في كل بلاد العالم التي يملؤها الشغف والحماس.
من بين هذه الأشياء، الصيام التهديفي وأخطاء الحراس الساذجة، وهما لغزان يرى بعض المحللين أنهما لا علاقة لهما بثقة اللاعب في نفسه من عدمها.
البعض يرى أن استمرار الانهيار وراءه سبب واحد، هو الثقة التي يفقدها اللاعب عند زيادة فترة الصيام التهديفي، أو تتالي الأخطاء الساذجة بالنسبة لحراس المرمى، بينما يشير البعض الآخر إلى أن ذلك يتعلق بسر من أسرار كرة القدم، ليس له أي تفسير.
لغز المهاجمين
يغيب المهاجم عن التهديف عدة مباريات، فيزداد سوء التوفيق كلما لاحت له الفرص أمام المرمى، سواء كانت سهلة أم صعبة، ويتحول الأمر إلى شبه لعنة حتى ينجح في التسجيل مجددا.
عرفت كرة القدم مثل هذه الحالات كثيرا، كان أحدثها ما جرى مع كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الذي توقف 320 دقيقة عن التهديف، في 3 مباريات متتالية بموسم 2018-2019، مع إهدار للفرص السهلة ليشك الجميع في قدرته على الاستمرار ضمن صفوة لاعبي العالم.
ظل رونالدو غائبا عن التهديف حتى كسر سوء الحظ أمام ساسولو بهدفين، وبعدها عاد للتسجيل بصفة دورية بمعدله الطبيعي.
النجم المصري محمد صلاح هداف الجيل الحالي في ليفربول، مر بالمحنة ذاتها عدة مرات، أبرزها عندما دام صيامه عن التهديف في الدوري إلى 572 دقيقة موسم 2018-2019 لكنه نجح في العودة لتسجيل أمام ساوثهامبتون في الأسبوع 33 من المسابقة.
بعدها عاد صلاح لمعدله الطبيعي للتهديف وارتقى إلى قمة جدول الهدافين.
مصر شهدت حالة شهيرة جداً، كان بطلها الأنجولي فلافيو الذي سجل في مونديالي المنتخبات والأندية وحطم العديد من الأرقام القياسية التهديفية.
فلافيو ظل أغلب فترات موسمه الأول مع الأهلي المصري لا يسجل، حتى ارتطمت به الكرة عن طريق الخطأ وعانقت شباك غزل المحلة لينفجر بعدها الأنجولي، وكأن ثمة لعنة قد انتهت، ليحصل على لقب هداف الدوري لاحقا ويقود فريقه لمنصات التتويج المحلية والأفريقية.
لغز الحراس
نفس ما يحدث مع المهاجمين يتكرر مع الحراس، لكن يكون الموقف أكثر وضوحاً، نظرا لحساسية المركز وتأثيره على الفريق أكثر من إهدار فرص المهاجمين.
الحالة الأبرز، كانت في الموسم الحالي للبرازيلي أليسون حارس مرمى ليفربول، الذي يعد من بين أفضل حراس العالم ويسير بخطى ثابتة، ويحلم الجميع بهز شباكه رغم صعوبة المهمة.
لكن مع خطأين في مباراة مانشستر سيتي في أنفيلد، بداية الموسم، اهتز مستوى أليسون تماماً وباتت أخطاؤه متكررة حتى هزم ليفربول مرة أخرى أمام ليستر سيتي في الجولة التالية بخطأ فادح جديد، ليستقبل 7 أهداف في مباراتين، ثم يستأنف الخسائر بعد ذلك بسقوط جديد أمام إيفرتون بمستوى سيئ للغاية للحارس البرازيلي، لتتوالى الأزمات.
يورجن كلوب مدرب ليفربول قال إن أليسون ما زال محل ثقته وكذلك جميع أفراد الفريق، في محاولة لمحاربة فقدان الثقة التي يمر بها الحارس وإعادته إلى المسار الصحيح، لكن إذا لم يكن الأمر متعلقا بالثقة، وكان من أسرار كرة القدم التي لا نعرفها، فإن كلوب قد ينتظر طويلا.