السياسة الألمانية بعهد ميرتس ووادفول.. تشدد بالشرق وعبور للأطلسي

القيادة الجديدة لوزارة الخارجية الألمانية تشير إلى موقف أكثر صرامة تجاه الصين وروسيا.
ومن المقرر أن يصبح يوهان وادفول، وهو محافظ وخبير مخضرم في السياسة الدفاعية، وزير خارجية ألمانيا المقبل في مرحلة حاسمة في علاقة أوروبا مع الحلفاء والخصوم التقليديين.
ويمثل تعيين وادفول تحت قيادة المستشار المعين، فريدريش ميرتس، من الاتحاد المسيحي، تحولًا كبيرًا نحو سياسة خارجية أكثر اعتمادًا على الأمن وعابرة للأطلسي، ويمكن أن يعيد تشكيل موقف برلين تجاه موسكو وبكين.
ولطالما كان وادفول، وهو عضو في البوندستاغ (البرلمان) منذ عام 2009 ونائب رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي، أحد أكثر المؤيدين للسياسة الأطلسية (العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة) صراحةً في السياسة الألمانية.
ودعا وادفول باستمرار إلى تقديم دعم عسكري ألماني أقوى لأوكرانيا، وتعميق الاندماج داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف أكثر انتقادًا لنفوذ الصين المتنامي في أوروبا.
العلاقات عبر الأطلسي
وفي ضوء تشكيك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الطبيعة الأساسية للتحالف عبر الأطلسي، كان واديفول واضحًا في تقييمه للتحدي في إطار هذه العلاقات.
وفي مقابلة مع صحيفة ”فرانكفورتر ألغماينه“ الألمانية اليومية، وصف المواجهة الأخيرة التي قام بها ترامب ونائبه جيه دي فانس مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير/شباط الماضي بأنها ”صادمة - عاطفيًا وفكريًا على حد سواء“.
وحذر وادفول من أنه على الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الأمريكية في عهد ترامب، إلا أنه لم يتوقع ”مثل هذا الانقلاب في المسؤولية عن الحرب في أوكرانيا“.
وعلى الرغم من اعتقاده بأن ”أمريكا تقف إلى جانب حلف الناتو“، إلا أن وادفول حذر من أن بعض التصرفات والتصريحات الأخيرة في واشنطن ”مقلقة“، ولا تعكس العلاقة بين الحلفاء الحقيقيين.
وقال إنه يجب على ألمانيا أن تستعد لمزيد من الاستقلال الاستراتيجي، مشددا على أن ”هناك الكثير من الأسباب التي تدعو أوروبا إلى أن تصبح ذات سيادة“.
اختلاف واضح
وبينما وازن وزراء الخارجية الألمان السابقون، بمن فيهم أنالينا بيربوك من حزب الخضر، بين البراغماتية الاقتصادية والدبلوماسية القائمة على القيم، من المتوقع أن يقود وادفول اصطفافاً استراتيجياً أكثر صرامة مع واشنطن وباريس، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
ومن المرجح أن يصبح الإنفاق الدفاعي وأمن الطاقة والقدرة على الصمود في مواجهة التهديدات الهجينة على رأس الأولويات في ظل قيادة السياسي المحافظ للسياسة الخارجية الألمانية.
ويشير سجل وادفول إلى أن برلين ستضغط من أجل تشديد الضوابط على الاستثمار الصيني في القطاعات الحيوية، ومن أجل تنسيق أقوى بين الاتحاد الأوروبي بشأن صادرات التكنولوجيا وحماية البنية التحتية.
الأكثر من ذلك، من المتوقع أن يدعم توسيع حلف "الناتو" وتوسيع نطاق وجوده الأمني في أوروبا الشرقية.
aXA6IDMuMTQuMTMzLjEzOCA=
جزيرة ام اند امز