الطلاب الأجانب يفضلون بدء مشاريعهم الخاصة في شنغهاي الصينية

أكثر من 210 ألف مغترب يعملون في شنغهاي التي تسعى لجذب المزيد من رواد الأعمال لتصبح مركزًا عالميًا للعلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2030.

كشفت شانغهاي في السنوات الأخيرة عن العديد من الإجراءات لتسهيل حصول الأجانب على تأشيرات رجال أعمال وتشجيعهم على إطلاق خطط أعمالهم في المدينة، كجزء من خطتها الطموحة لتصبح مركزًا تقنيًا عالميًا بحلول العقد المقبل. 

• تعاون بين "حمدان بن محمد الذكية" و"شنغهاي ليكسين" لتطوير التمويل الإسلامي

وحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، ارتفع عدد الخريجين الأجانب من الجامعات الصينية الذين يختارون البقاء في شنغهاي وسط تقدم البلاد في تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح مركزًا عالميًا للعلوم والتكنولوجيا بحلول عام 2030.

ومنذ منتصف عام 2015، تم السماح للأجانب الذين يتخرجون من الجامعات الصينية التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة لمدة عامين من خلال تقديم شهادة التخرج وخطة عمل أو دليل على قيامهم بإنشاء شركة ناشئة في المدينة.

وأغسطس/آب الماضي، بدأت المدينة أيضًا في إصدار تأشيرات رجال أعمال للخريجين من الجامعات الأجنبية الشهيرة، حيث تسمح لهم التأشيرة بالبقاء في البلاد لمدة عام أثناء قيامهم بتأسيس عمل تجاري.

وقال لين تشيان، المدير العام لشركة كودوسباي، وهي شركة استشارية متخصصة في تقديم الخدمات للأجانب الذين يبدؤون أعمالهم في شنغهاي: "مع استمرار مثل هذه التأشيرات في لعب دور في مساعدة المغتربين على تنفيذ خططهم الاستثمارية في شنغهاي، فقد شكلت المدينة بشكل أساسي بيئة لجذب المواهب العالمية لإظهار قدراتهم الإبداعية".

ومن جانبه، قال يانغ جيان رونغ، رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية بمنطقة شنغهاي، إنه يعتقد أن عددًا متزايدًا من الأجانب الموهوبين سيختارون بدء حياتهم المهنية أو تنفيذ خطط أعمالهم في المدينة، خاصةً مع نمو المدينة لتصبح رائدة عالمية في مجال الاقتصاد والتجارة والشحن والبحوث حتى الثقافة.

وأضاف أن "هذا الاتجاه سوف يستمر، حيث تكشف شانغهاي عن تدابير لمنح الأجانب وصولاً أسهل وتقليص أوقات التقديم للحصول على تصاريح إقامة دائمة من أجل جذب الموهوبين من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى خطها الطموحة".

•  شنغهاي في طريقها لتصبح مركزا ماليا عالميا

في حين أنه لا تتوفر أرقام رسمية عن عدد الشركات التي بدأها المغتربون في المدينة، ولكن هناك نحو 600 شركة من هذا القبيل في يانغ بو، وهي منطقة تجريبية في البلدية لريادة الأعمال والابتكار.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 210 ألف مغترب ينتمون إلى 167 دولة ومنطقة يعملون في شنغهاي، لتكون أكبر المدن الصينية جذبا للأجانب بما يمثل نحو 25٪ من الإجمالي الوطني.

وقد ساعدت حاضنات الأعمال بعض رواد الأعمال الأجانب في المدينة على دفع خطط أعمالهم إلى الأمام، حيث قال أنجوت، وهو صاحب إحدى الشركات الأجنبية الناشئة بالمدينة، إن الحاضنة ساعدته هو وشركاؤه في التقدم للحصول على تأشيرات رجال الأعمال في البلاد، ويسرت عليه جميع الإجراءات.

وحاضنات الأعمال هي برامج مصممة لإنجاح تطوير شركات رواد الأعمال من خلال دعمهم بمجموعة من المصادر والخدمات المختلفة.

وقالت باربرا فاكارو من إيطاليا، التي بدأت عملها في أحد استوديوهات الفن في حاضنة مقرها منطقة سونجيانج، بجنوب غرب شنغهاي، في يناير/كانون الثاني الماضي، إنها بينما هي وزوجها ليسوا على دراية كافية بالسياسات التفضيلية للبلاد، إلا أن الإجراءات تمت بسلاسة كبيرة ودون جهد.

وقالت فاكارو التي انتقلت إلى شنغهاي قبل ست سنوات: "ساعدتني الحاضنة في فهم كل الأعمال الورقية الخاصة بطلب الترخيص والتأشيرة، ولقد حصلنا على رخصة العمل خلال أسبوعين، وهو أمر لا يصدق وأكثر كفاءة من الممارسة الأوروبية".

وأعربت فاكارو عن دهشتها بالسوق الفنية المحلية المزدهرة والسرعة التي افتتحت بها متاحف فنية جديدة في السنوات الماضية.

وقال لين من شركة الاستشارات كودوسباي إن شنغهاي تهدف إلى أن يكون هناك 800 ألف أجنبي من المقيمين الدائمين بحلول عام 2035، وأن مفتاحا واحدا لتحقيق الهدف يكمن في جاذبية خدمات الوكالات بما في ذلك الحاضنات.

ومنحت المدينة حتى الآن تأشيرات المواهب لرواد الأعمال الأجانب الذين يتم تضمين مجالات أعمالهم في كتالوج المدينة الحالي لصناعات التكنولوجيا الفائقة.

ويتم إصدار تأشيرة المواهب الصينية لأولئك الذين يتمتعون بمواهب عالية المستوى أو الذين تحتاج البلاد إلى مهاراتهم بشكل عاجل، وهي سارية لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات.

واقترح بعض الخبراء أنه ينبغي على المدينة أيضًا منح مثل هذه التأشيرات لأولئك في قطاع الخدمات الناشئة، مثل الإبداع الثقافي، والإعلام الجديد، والتكنولوجيا المالية.

وتقترح هوانغ يي جينغ الباحثة بمعهد الاقتصاد العالمي التابع لأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية "أن تنظم السلطات لجنة خبراء لتقييم مثل هذه الشركات الناشئة من حيث ميزاتها المبتكرة ومعايير المواهب بها، فإذا كانوا مؤهلين بشكل كافٍ يمكنهم أيضًا التسجيل في حاضنة بدعم تفضيلي ومنحهم تأشيرات المواهب".