حلويات رمضان تذكر الأجانب في الإمارات ببلدانهم
الأجانب في الإمارات يتذوقون حلويات بلدانهم وأطعمتها التقليدية في شهر رمضان عندما تتجمع العائلة والأقارب
قادت العراقية نداء محمد سيارتها لمسافة 100 كيلومتر من الفجيرة في شرق الإمارات إلى الشارقة في غربها، لتناول حلويات تقليدية من بلدها الأم عند موعد الإفطار في إحدى أمسيات شهر رمضان.
وتقول، وهي تنتظر الحصول على "شربت زبيب" (عصير الزبيب) من أحد الأماكن المتخصّصة: "هناك في الفجيرة لا يمكن إيجاد أطعمة عراقية"، وتشير إلى أن الأماكن التي تصنع الحلويات والعصائر العراقية: "تعيدني بالذاكرة إلى بلدي".
ويقول سام عبد الوهاب، مالك "حلويات الرباط"، المكان الذي اشترت منه نداء "شربت الزبيب"، إنه فتح متجره في عام 2006 بهدف توفير الأطعمة والحلويات التقليدية للعراقيين المقيمين في الإمارات.
ويؤكد: "لم يكن هناك أي مكان متخصص بصناعة الأغذية للعراقيين، لذا افتتحت هذا المتجر، خصوصا أن طريقة الخبز مختلفة عن حلويات أخرى عربية".
ويتابع: "معظم زبائننا من العراقيين، فهم ينظرون إلى هذا المتجر على أنه مكان يجمعهم، نأتي بالمكوّنات التي يصعب الحصول عليها هنا، من العراق".
وعلى مقربة من الصندوق، وضعت علب صفراء من بسكويت "توتو" الأردني، ويوضح عبدالوهاب أن "توتو"، ورغم أنها أردنية وليست عراقية، حاضرة في ذاكرة العراقيين، كونها إحدى الحلويات النادرة التي كانت تباع في العراق خلال فترة العقوبات في عهد نظام صدام حسين في التسعينيات.
ويعيش في الإمارات أشخاص من أكثر من 100 دولة من حول العالم، وينعم هؤلاء الأجانب في الإمارات بتذوق حلويات بلدانهم وأطعمتها التقليدية في شهر رمضان عندما تتجمع العائلة والأقارب حول المائدة لتناول الإفطار مع غروب الشمس.
ويرى سعد حسين أن الأطعمة التي تباع في "الرباط" تعيد إلى أذهانه خلال شهر رمضان ذكرى لعبة المحيبس العراقية الشهيرة.
وتنص قوانين اللعبة التي تستمر لساعات في أجواء صاخبة وحماسية، على أن يعثر قائد أحد الفريقين المتنافسين أو مساعده على خاتم يوضع في يد أحد أعضاء الفريق المقابل، ويقول حسين: "بالطبع، خلال اللعبة، توزّع الأطعمة والحلويات الرمضانية".
ويذكر السوري سامر القصير المدير العام لحلويات "السلطان" في دبي: "لكل بلد ثقافته الخاصة بالحلويات"، ويضيف، وهو يشير إلى مجموعة من الحلويات المصفوفة بعناية في علبة: "هذه الحلويات مصنوعة على الطريقة السورية"، ويقف بالقرب منه رجال ونساء وأطفال أمام الثلاجات، يحدقّون في الحلويات التي ملأت الرفوف عن آخرها، قبل أن يختاروا أكثر ما يثير شهيتهم.
وفي منطقة السطوة في دبي، يقف الباكستاني أحمد نافيد أمام متجر عائلته يتلقى الطلبيات من الزبائن لأنواع مختلفة من الساموسا أو السمبوسك الآسيوي وهي معجنات تحظى بشعبية كبيرة في مناطق جنوب آسيا.
ويقف كثيرون من دول مختلفة، بما في ذلك عدد من الإماراتيين في الصف في الشارع المزدحم لشراء هذه المعجنات المخبوزة أو المقلية وقت الإفطار.
وكانت الهندية قدسية عثمان تقود سيارتها مع والدتها عندما قررتا التوقف بعدما جذبتهما رائحة الطعام، وتقول: "الرائحة مغرية للغاية" مؤكدة أنها سعيدة لوجود ثقافات مختلفة في الإمارات، وتضيف: "ولدت ونشأت في دبي.. هنا موطني".
ويعتبر الباكستاني محمد شيراز الذي يعيش في الإمارات منذ 20 عاما، هذا البلد موطنه أيضا، ويؤكد "الإمارات توفر كل شيء للسكان"، مشيرا إلى أنه يحب قضاء رمضان في الإمارات بسبب كثرة العروض الخاصة خلال شهر الصوم، لكن مع أن الإمارات أصبحت وطنا جديدا لهم، لا تزال مذاقات ديارهم عالقة في أذهانهم.
ويقول عبدالوهاب: "في السابق لم يكن الوضع مثل اليوم. كان تحضير الطعام يتم في المنزل بما في ذلك الحلويات"، ويضيف مستذكرا والدته: "أمي بالطبع كانت تقوم بذلك"، موضحا: "أكلها ما زال أفضل من أي طعام تناولته في حياتي".
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز