مدرب ريال مدريد الأسبق لـ«العين الرياضية»: برشلونة الأقرب للفوز بالكلاسيكو والليغا

مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد تعد إحدى أهم المواجهات التي تنتظرها جماهير كرة القدم حول العالم.
موقعة الكلاسيكو، مساء الأحد، التي ستجمع الفريقين على ملعب "لويس كومبانيس الأولمبي"، ضمن الجولة 35 من الدوري الإسباني، ستكون حاسمة في الصراع على لقب المسابقة.
برشلونة يحتل صدارة الترتيب برصيد 79 نقطة بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد الوصيف، أي أن فوز الفريق الكتالوني سيفتح أمامه أبواب التتويج بالليغا، أما خسارته ضد الريال، ستعني اشتعال السباق بينهما لآخر جولة.
وفي حديث خاص لـ"العين الرياضية"، تحدث البرازيلي باولو كامبوس، المدرب المساعد الأسبق في ريال مدريد، عن رؤيته الفنية لموقعة الكلاسيكو المنتظرة بين ريال مدريد وبرشلونة، وحظوظ الفريقين في حسم لقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025.
ويُعد كامبوس أحد الأسماء التي عايشت كواليس النادي الملكي عن قرب، إذ عمل ضمن الطاقم الفني للمدرب البرازيلي الشهير فاندرلي لوكسمبورغو في عام 2005، خلال فترة حملت كثيراً من التحديات والأسماء اللامعة.
الصراع على لقب الليغا
واستهل باولو كامبوس حديثه مع "العين الرياضية" بالقول: "المباريات المتبقية على وشك أن تُحسم، والدوري الإسباني يدخل مراحله الأخيرة، ريال مدريد لديه أربع مواجهات صعبة، منها مباراتان على أرضه، ومثلهما خارج الديار".
وأضاف: "نفس الوضع ينطبق على برشلونة، وهو ما يجعل الصراع محتدماً حتى اللحظة الأخيرة، ومع اقتراب موعد الكلاسيكو المنتظر، يوم الأحد فإن الأنظار تتجه نحو واحدة من أعظم مباريات الموسم".
وأشار: "رغم قوة الفريقين، إلا أن برشلونة يبدو في وضعية أفضل، فقد انتصر ذهاباً في سانتياغو برنابيو، ويعيش حالة بدنية ونفسية مستقرة مقارنةً بريال مدريد.
وواصل: "ورغم ذلك، لا يمكن استبعاد أي مفاجآت، فريال مدريد غالباً ما يتألق في اللحظات الحاسمة، وكما ذكرت سابقًا، الكلاسيكو دائماً مباراة استثنائية، وكل الاحتمالات فيها واردة، لكن وفقًا للمعطيات الحالية، يبدو أن برشلونة الأقرب لحسم اللقاء، وربما لقب الليغا أيضاً".
أسباب تراجع ريال مدريد
وبسؤاله عن أسباب التراجع المفاجئ لريال مدريد بين فبراير/ شباط ومايو أيار، قال كامبوس: " منذ بداية العام، شعرت أن هناك خللاً واضحاً في التناغم بين الخطوط، بالطبع، لديهم لاعبين رائعين، لاعبين مهمين، لكن غياب الثقة، والتحفيز، والقوة خصوصاً في لاعبي خط الوسط هو ما أثر على الفريق".
وأكمل: "التوازن في الفريق يبدأ من الوسط. إذا كان لديك مهاجمون جيدون ومدافعون جيدون، لكن الوسط لا يعمل بشكل ممتاز، فإن الدفاع يعاني".
وأوضح: "ريال مدريد لا يملك دفاعاً قوياً جداً، الظهيران، والمدافعان في قلب الدفاع، لديهم بعض المشاكل من حيث التنظيم، والتغطية، والتمركز، وأشياء كثيرة أخرى، لذا هم الآن يعتمدون على التسجيل، لكن بدون جودة تنظيم اللعب كما يجب".
وعما إذا كان كارلو أنشيلوتي هو المسؤول عن تراجع ريال مدريد، هذا الموسم في الليغا، أوضح: "الجميع لم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم ، نعم ريال مدريد يملك مهاجمين مميزين، لكن مودريتش – الذي يُعد من الركائز الأساسية – لم يشارك في عدد كبير من المباريات، أليس كذلك؟".
واستطرد: "ولذلك، فقد الفريق جزءاً كبيراً من قدرته على التحكم في إيقاع اللعب، وأصبح الاعتماد يتجه نحو لاعب أو اثنين في مجهودات فردية، وهذا أحياناً لا يكون كافياً، خاصة في دوري تنافسي جداً، ومع خصوم أقوياء".
وأردف: "الكثير من اللاعبين وحتى البدلاء، لم يكونوا على المستوى الذي كان يأمله جمهور ريال مدريد أو الفريق نفسه، بالطبع، كارلو أنشيلوتي مدرب جيد، وصاحب خبرة زذكي، لكن في رأيي، بدأ يشعر بالارتباك من الوضع الذي كان يعيشه ريال مدريد خلال المباريات، وهذا هو السبب، في رأيي، الذي جعل الفريق يُعاني كثيراً".
وعن رأيه بشأن إصرار أنشيلوتي على الاعتماد على عدد من اللاعبين الكبار وتجاهل المواهب الشابة مثل إندريك وأردا غولر، علّق: "كمدرب، أعتقد أنه (أنشيلوتي) بدأ يشعر ببعض الارتباك".
وأضاف: "هو بدأ يفقد الثقة في بعض اللاعبين، وبالطبع، هذا يهز عقلية وتركيز اللاعبين، أحياناً، ليس اللاعبون الكبار في السن هم من يصنعون الفارق، وأحياناً كذلك ليس اللاعبون الصغار من يصنعون الفارق، لأن التوازن بين الخط الدفاعي، وخط الوسط، وخط الهجوم هو الأهم، يمكنك المزج بين الخبرة والشباب للحصول على فريق جيد".
وأتبع: "لكن الأداء عموماً تراجع، المدرب، في رأيي، لم يتصرف بالشكل الصحيح في العديد من المرات وبدا مرتبكاً بعض الشيء، لأنه يعلم أن الفريق لا يلعب كما يريد، أو كما يمكنه أن يفعل. وهذا جلب لحظات صعبة".
وزاد: "تذكر مباراة الفريق ضد أوساسونا، خسر الريال وفي بعض المباريات الأخرى، تعرض للهزيمة أمام فرق أقل قوة من ريال مدريد، لم يتمكن الفريق من تقديم شيء، وهذا يعني أنهم عانوا بشدة"
كامبوس واصل تصريحاته: "الآن هم يأملون أن يقدموا شيئاً الآن في نهاية الدوري، يريدون إنهاء الموسم بشكل جيد، لكن الأمر ليس سهلاً، المباريات الأربع المتبقية صعبة للغاية، والأمر سيكون صعباً بكل تأكيد".
وحول ما إذا كانت المشكلة الرئيسية لريال مدريد، تكتيكية أم بدنية، أوضح: "كما قلت من قبل، المسألة ليست فنية أو نفسية أو بدنية فقط، حسناً؟ كل اللاعبين مستعدون للعب، المشكلة الكبرى هي أنهم لم يجدوا التوازن، بعض تغييرات المراكز لم تؤتِ ثمارها كما كانوا يتوقعون".
وأسهب: "في رأيي، هم لا يملكون هدافاً حقيقياً، اللاعب الرقم 9 الكلاسيكي، الهداف الكبير، غير موجود، بنزيما لم يعد موجوداً، فينيسيوس ليس رقم 9، رودريغو أيضاً ليس رقم 9، وهم يريدون التسجيل لكن لا يوجد من يسجل،أحياناً تخلق فرصاً، ولكن لمن؟، لأنك بحاجة لهداف رقم 9 يترجم الفرص".
واختتم حديثه في هذا الجزء: ""ريال مدريد افتقد هذا المركز، لديهم لاعبين جيدين، نعم، لديهم لاعبين يخلقون فرصاً، في رأيي بعضهم من أفضل اللاعبين، لكنهم ليسوا هدافين كبار، الفريق من جميع النواحي يعاني من مشاكل تكتيكية ونفسية وأعتقد أن الجانب البدني ليس المشكلة الأكبر".
احتياجات ريال مدريد حالياً
وعن احتياجات ريال مدريد في سوق الانتقالات، قال كامبوس: "أرى أن على ريال مدريد أن يُركّز جيداً على الموسم المقبل، ويسعى للتعاقد مع لاعبين أقوياء، خصوصاً في مركز رأس الحربة".
وأوضح: "إذا امتلك الفريق مهاجماً مميزاً، ولاعبي وسط قادرين على صناعة اللعب، وتوفير التحركات والتمريرات الدقيقة، وتمريرات الاختراق والتحركات القطرية، مع خط دفاع متماسك تدعمه أظهرة تجيد التقدم والعودة بجودة عالية، فلن تكون المشكلة في النظام."
وأتم هذه الجزئية: "ما يُحدث الفارق الحقيقي هو خصائص اللاعبين وقدرتهم على الانسجام فيما بينهم لتشكيل نظام فعّال داخل الملعب، هذا هو ما يحتاجه ريال مدريد لبناء فريق قوي قادر على المنافسة في الموسم القادم".
ذكريات الكلاسيكو بعيون كامبوس
وعن كيفية الاستعداد لمواجهة برشلونة، خلال فترته في ريال مدريد، أوضح: " أولاً، يجب أن تكون ذكياً جداً في التحضير، من الجانب النفسي، لا تكن خائفاً ولا تكن واثقاً أكثر من اللازم، بل احترم خصمك".
وتابع: "ثانياً، منح اللاعبين وقتاً للراحة مع التركيز على العمل التكتيكي. النظام مهم جداً، سواء لعبت 4-3-3 أو 4-4-2 أو غيرها، يجب أن تكون منظماً جداً، الدفاع يجب أن يكون قوياً، لكن الأهم هو اللعب للفوز، وصناعة الفرص، الفريق كله يجب أن يلعب للهجوم، لصناعة الفرص والتسجيل".
وأتبع: "الأهم في فلسفتي دائماً هو أن يكون الفريق منظماً جداً، جميع الخطوط تعمل معاً، بحثاً عن الهدف، وعن التسجيل وإسعاد الجماهير، هذه هي استراتيجيتي عندما أُعد فريقي لمباراة كبيرة".
وحول ما إذا كانت هناك خطة محددة من أجل إيقاف ليونيل ميسي عندما كان يواجه ريال مدريد، أوضح: " لقد لعبت مباريات كثيرة جداً في حياتي ضد فرق قوية في البرازيل وأوروبا وآسيا وأفريقيا".
وأوضح: "ودائماً حين أواجه خصماً فيه لاعب موهوب جداً، أضع أحد اللاعبين لمراقبته طوال الوقت، يجب أن يكون قريباً منه، حتى لا يستلم الكرة في مساحات خالية، ولا يتسلم التمريرات بحرية من زملائه كلاعب حر، أبداً، لأن في أي لحظة، يمكن للاعب الموهوب أن يصنع الفارق".
وعن سر عدم نجاح حقبة الـ"غالاكتيكوس" في ريال مدريد، قال كامبوس: "للأسف، عندما عملت في ريال مدريد مع فريق الغالاكتيكوس، وصلت في منتصف الموسم، وتحديداً مع بداية النصف الثاني لموسم 2004-2005، ولم أمكث هناك سوى 6 أشهر فقط، لأن المدرب لوكسمبورغو، الذي دعاني للعمل مساعداً له، غادر النادي في ديسمبر، بعد فترة قصيرة من تعييني".
وأكمل: "بطبيعة الحال، العمل مع نجوم كبار بحجم لاعبي ريال مدريد كان أمراً لا يُصدَّق، كانوا يطلبون مني تدريبات إضافية بعد الحصص الرسمية، زيدان، على سبيل المثال، كان يقول لي بعد نهاية التمرين (كامبوس، هل يمكنني أن أتدرب معك 30 دقيقة إضافية؟)، فأوافق، ثم يأتي بيكهام، وبعده رونالدو، ثم ينضم إلينا روبرتو كارلوس قبل التدريب للعمل على الكرات الثابتة."
واستطرد: "تخيل، أربعة من أفضل اللاعبين في العالم يطلبون تدريبات إضافية، سواء بشكل فردي أو جماعي. كنا نحضر معهم حارساً ومدافعين لتكتمل التمارين، مثل سيرجيو راموس، الذي كان لاعبًا شاباً حينها قادماً من إشبيلية، وكان يشارك أحياناً مع زيدان، كان هناك التزام كبير ورغبة واضحة في التطور، لكن رغم ذلك، لم ننجح".
وأتم: "السبب ببساطة أن برشلونة كان في حالة ممتازة ذلك الموسم. رونالدينيو تحديداً صنع الفارق، خاصة في مواجهته معنا، وكان حاسماً بكل ما تعنيه الكلمة."
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4zIA== جزيرة ام اند امز