رسائل "مهمة" من مسؤولة أممية سابقة بشأن التغير المناخي
قالت كريستيانا فيجيريس، الدبلوماسية المديرة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن مواصلة النمو غير المستدام غير ممكن بعد الآن.
وذكرت "فيجيريس" في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أنه يتعين على المجتمع الدولي إدراك أن الاستدامة هي الطريق الوحيد للمضي قدما في المنطقة وفي أي مكان آخر، لتحقيق الاستدامة.
وقالت: "ببساطة، مواصلة النمو بشكل غير مستدام لن يكون ممكنا بعد الآن، لأننا لم نكتف بحدود الكوكب فحسب، بل تجاوزناها.. لذلك ينبغي علينا مواصلة النمو، خاصة في البلدان النامية".
وعدلت العديد من دول العالم من نسب انبعاثات الكربون هبوطا بحلول عام 2030، سعيا منها للوصول إلى الحياد الكربوني، وخفض توقعات ارتفاع درجات حرارة الأرض من درجتين ونصف بحلول 2050 إلى 1.5 درجة مئوية.
وزادت فيجيريس: "يمثل التحدي الرئيسي بطبيعة الحال في انتقال الطاقة.. ونحن نكن احتراما كبيرا ونتطلع إلى مزيد من القيادة في مجال انتقال الطاقة لهذه المنطقة".
وضمن الجهود العالمية لمحاربة التغير المناخي، ينعقد المؤتمر السنوي للدول الأعضاء في اتفاقية تغير المناخ، المعروفة باسم "كوب"، في نسخته الـ26، بنهاية العام الجاري في مدينة جلاسكو الإسكتلندية.
وسيشهد "كوب 26"، للمرة الأولى منذ التصديق على اتفاقية باريس، التي توجب على جميع البلدان الأعضاء في اتفاقية المناخ، الاجتماع للحديث جميعا عما فعلوه خلال السنوات الخمس الماضية.
وقالت: "الأهم من ذلك، ما الذي سيفعلونه أيضا خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، من أجل توحيد كل هذه الجهود لخفض 50% من الانبعاثات العالمية بحلول عام 2030.. إنه الموعد النهائي الذي حدده العلم، ونتوقع أن تلتزم الدول به".
الشباب والوعي
وأشارت المسؤولة الأممية السابقة، أنه في الأشهر الـ24 الماضية، "كانت المساهمة الضخمة فيها للشباب هي رفع الوعي لدى أولئك الذين لم يعودوا شبابا منا، وزيادة وعينا بشأن الضرورة الملحة للعمل المناخي والحلول المناخية".
وأوضحت: "ما يثير قلقي هو أن تلك المساهمة القيمة للغاية، جاءت على حساب حزن عميق وألم بين الشباب.. وهذا مصدر قلق لنا بسبب الجائحة من جهة والإحباط الناجم عن نتائج التغير المناخي السلبية.. السبيل الوحيد للخروج من الألم يتمثل في المبادرات الذاتية".
وتعتقد "فيجيريس"، أن الاتفاق العالمي يجب أن يكون على الرسالة الموجهة إلى قادة العالم، "وهي أننا في الطريق الصحيح، ونعمل على إزالة انبعاثات الكربون من الاقتصاد، لكننا لا نفعل ذلك بالسرعة والنطاق المطلوبين".
وأضافت: "نحن نقف على حافة الهاوية؛ لقد بذلنا بالفعل جهودا مهمة، لكنها لم تكن كافية ولا تسير بالسرعة الكافية.. نحن بحاجة إلى إزالة الكربون من جميع قطاعات النشاط البشري.. علينا أن نبدأ بالطاقة والنقل والزراعة".
وبحسب تقرير للبنك الدولي صدر في أكتوبر/ تشرين أول 2020، سيحتاج العالم إلى القيام باستثمارات كبيرة في البنية التحتية على مدار السنوات العشر القادمة، تتجاوز 90 تريليون دولار بحلول عام 2030.
لكن البنك الدولي، يرى أن التحول التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر، يمكن أن يفتح فرصا ووظائف اقتصادية جديدة، إذ يمكن لاستثمار دولار واحد في الاقتصاد الأخضر أن يدر 4 دولارات من الفوائد.
في المقابل، وجد تقرير الاقتصاد المناخي الجديد الصادر في 2020، أن العمل المناخي الجريء بالتحول للاقتصاد الأخضر، يمكن أن يؤدي إلى مكاسب اقتصادية مباشرة قدرها 26 تريليون دولار حتى عام 2030 مقارنة بالعمل الحالي.