منتدى تعزيز السلم ينظم مؤتمر "القيم الدينية في عالم التعددية"
المؤتمر يأتي في إطار محاولة دؤوبة؛ لمناقشة مستقبل الأديان ودور العقائد في بناء المجتمعات التي تزداد تنوعا في العالم؛ في ظل عولمة جارفة
ينظم "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، مؤتمر "القيم الدينية في عالم التعددية"؛ بالشراكة مع "المجلس الإسلامي في سنغافورة"، الذي يعقد في سنغافورة على مدى يومي 7 - 8-نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
ويقام المؤتمر وسط حضور رسمي، ممثلا برئيس مجلس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، ووزيري الخارجية والدفاع في سنغافورة، وبحضور الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم، ومشاركة دولية تضم ممثلي الأديان ونخبة واسعة من العلماء، ومن المقرر أن يلتقي الشيخ عبدالله بن بيه والوفد المرافق بفخامة رئيسة جمهورية سنغافورة حليمة يعقوب، ورئيس مجلس الوزراء السنغافوري للتباحث في إطار تعزيز ثقافة السلم والعيش المشترك ومكافحة الإرهاب.
ويستلهم المؤتمر وثيقتي "إعلان مراكش التاريخي" حول حقوق الأقليات في الديار الإسلامية، و"إعلان واشنطن" الذي أطلق منتدى تعزيز السلم من خلاله "حلف الفضول العالمي" للتحالف بين الأديان في العالم.
ويأتي المؤتمر في إطار محاولة دؤوبة؛ لمناقشة مستقبل الأديان ودور العقائد في بناء المجتمعات التي تزداد تنوعا في العالم، في ظل عولمة جارفة تكتسح المجتمعات الإنسانية شرقا وغربا.
كما يسعى المؤتمر للتأكيد على حقيقة أن الدين ليس مجرد قوة موحدة تجمع الناس على الرغم من التنوع، وإنما يلهم البشر السلوك الجماعي الإيجابي الذي يعزز ثقافة التسامح، ويصون الكرامة الإنسانية ويدفع قدما بعجلة التنمية الاجتماعية، ويساعد في خلق مجتمعات آمنة تتعايش بوئام وسلام.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى مؤتمر سنغافورة الدولي أيضا لتقديم رؤية استشرافية حول أفضل المناهج والخبرات لمعالجة التحديات المعاصرة، وتعزيز الدور الإيجابي للمجتمعات الدينية في صناعة المستقبل.
وتتمحور فعاليات المؤتمر على جملة أهداف، أهمها التأكيد على الجهود التي تبذلها مختلف الجماعات والمؤسسات الدينية، لإلهام الآخرين وإفشاء السلام بين الجميع، ومناقشة سبل المجتمعات الدينية للمضي قُدُما، من خلال تكييف العادات والتقاليد الدينية؛ كي تلائم المناهج المعاصرة، التي تعزز قيم الشراكة في مواجهة التحديات المقبلة. هذا فضلا عن وضع تصورات بغرض وضع إطار ابتكاري للقيم الدينية في المجتمعات التعددية.
تقام فعاليات المؤتمر على 3 محاور:
أولا- التقاليد الدينية
يسعى هذا المحور إلى تعزيز وتحسين الحياة الدينية في المجتمعات التعددية الحديثة، باعتبار أن الأديان على الدوام كانت تمثل ثروة غنية ومتعددة من العادات والتقاليد، ولا تزال هذه التقاليد تشكل مصادر للتوجيه، ليس في نطاق حياة الشعائر الشخصية فقط ولكن أيضا في الأخلاق العامة والحياة الطبيعية.
ثانيا- القيم الدينية
يسعى المحور الثاني إلى النهوض بالقيم التقدمية من أجل الصالح العام من خلال تعزيز الأخلاقيات العامة في ظل التنوع والتعددية المتنامية؛ إذ يجب أن يكون الشغل الشاغل اليوم هو استعادة إنسانيتنا المشتركة وجوهر ديننا، الذي يدعو إلى السلام والشراكة الإنسانية، بدلا من التركيز على الاختلافات.
ثالثا- المؤسسات الدينية
يبحث المحور الثالث التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في غرس قيم التلاقي والحوار وثقافة التسامح والتكافل؛ في ظل انتشار وسائط التواصل الاجتماعي، التي تتيح فرصا كبيرة للعبث بعقول الناشئة والشباب؛ إذ يتعين عليها وضع تصورات وبرامج وخطط تهدف إلى نشر قيم التعاون والتراحم من أجل غد أفضل.
وسيجيب هذا المحور على جملة من الأسئلة، منها: ماذا يمكن أن تقدم المؤسسات الدينية من الناحية العملية لتقوية المجتمعات الشمولية والمتماسكة وتعزيز روابط الإنسانية؟ ما هي أفضل الممارسات والدروس التي يتعلمها المرء من التجارب الغنية والمتنوعة والجماعية من أجل استكمال وتفعيل المشاركة في وضع البرامج والسياسات العامة والمبادرات الوطنية؟