بالصور .. "فسحة." مبادرة شبابية لدعم السياحة بمصر
"فسحة" فكرة تبناها ثلاثة شباب مصريين، لتتطور لمبادرة شبابية تدعم السياحية التاريخية والبيئية منذ 2012.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع مستويات السياحة بمصر، تظهر مبادرات شبابية عديدة للترويج للسياحة داخل وخارج القاهرة، ومن بين هذه المبادرات مبادرة "فسحة" التي أطلقت بشكل تطوعي منذ أكثر من 4 أعوام، وسط إقبال كبير بين المسافرين المصريين.
"فسحة" ليست مجرد صفحة دشنت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولكنها فكرة تبناها 3 شباب مصريين، لتتطور لمبادرة شبابية تدعم السياحية التاريخية والبيئية بمصر منذ عام 2012، من خلال تنظيم وإعداد رحلات وبرامج سياحية لمناطق مختلفة بمصر.
" الكثير من المصريين يفتقدون فكرة السفر والاستكشاف، فضلاً عن غياب الكثير من المعلومات التاريخية عن مناطق داخل البلد"، هكذا بدأ محمد رفعت مؤسس المبادرة، حديثه عن فكرة تأسيس صفحة فسحة.
وقال محمد رفعت، الذي يعمل في مجال الهندسة، عن سبب تبني المبادرة قائلاً "توفير رحلة جيدة بأسعار مناسبة لجميع مستويات المصريين أمر صعب تطبيقه، لذا تعمل الصفحة على توفير رحلات بأسعار مناسبة من حيث أسعار تذاكر السفر والإقامة، والتوجه لأماكن جديدة من أجل استكشاف الجديد وإضافة معلومة قيمة للمسافر".
وأوضح رفعت، صاحب الثلاثين عاماً في حديثه لـ بوابة "العين" الإخبارية، أن الهدف الرئيسي من فكرة إقامة رحلات شهرية بشكل منتظم لأماكن مختلفة داخل وخارج القاهرة، هو هدف توعوي بالدرجة الأولى، والتعرف على ثقافات وعادات جديدة، خاصة أن كل منطقة بمصر لها طابع خاص، مضيفاً "يركز فريق العمل المكون من 3 أشخاص وبعض المنسقين بالمحافظات، على تقديم رحلة مختلفة، من حيث وسيلة السفر ومكان الإقامة، بشكل يسمح للمسافر بالاستمتاع بطبيعة ومميزات كل منطقة مثل النوبة، وواحة سيوة، وجبل وادي علبة".
وتعد مبادرة "فسحة" هي وسيلة تسويق ودعاية جديدة، وقال رفعت "التسويق بالأدوات التقليدية والدعاية عبر الإعلانات لم يعد مناسباً في هذا التوقيت"، مؤكداً أن خوض التجربة هي أفضل وسيلة تسويق بالنسبة للسياحة في مصر.
وتحدد أماكن الزيارات بناء على درجات الحرارة وطبيعة طقس كل محافظة، فالأقصر وأسوان وواحة سيوة يفضل زيارتهم في فصل الشتاء، بينما في فصل الصيف يفضل مدينة دهب ورأس محمد في سيناء، وتابع رفعت قائلًا "أعداد المسافرين تتراوح بين 40-50 شخصاً، ومدة الرحلة ما بين 3-5 أيام، بهدف تقديم رحلة مناسبة وبتكلفة تناسب جميع المستويات".
وعن ردود فعل المسافرين، أكد رفعت أن عملية تهيئة المسافر لأجواء الزيارة وظروف كل رحلة تسمح لهم بالاستمتاع برحلة بشكل أفضل، فظروف زيارة المتحف المصري تختلف عن رحلة السفاري أو التخييم بالصحراء، فالأعداد الجيدة للرحلة نقطة أساسية للحصول على ردود فعل إيجابية من المسافرين.
وقالت رشا عباس، طبيبة صيدلانية،" فكرة السفر كانت مرفوضة بالنسبة لأسرتي، ولكن بعد أول تجربة بزيارة شارع المعز بالقاهرة، تشجعت لإقناع أسرتي بالسفر خارج القاهرة"، مؤكدة على كلام مؤسس المبادرة، أن التجربة أضافت لها الكثير من المعرفة والمعلومات التاريخية واكتشاف مناطق لم تعلمها من قبل.
واتفق سمير عباس، مرشد سياحي معها، مشيراً إلى أن إيمانه بدور السياحة التنموي وأهميتها في دعم الثقافة العامة لدى المصريين، كان عاملاً أساسياً ليتحمس لفكرة دعم السياحة الداخلية المرتبطة بالتاريخ والطبيعة.
وأضاف عباس أن البرامج السياحية يجب أن تراعي التوازن بين الناحية التاريخية والترفيهية، فضلاً عن توجيه المرشد السياحي إلى مكان الزيارة المناسب لخبرته وثقافته.
ويبدو أن طموح أصحاب المبادرة لم يتوقف عند مواقع التواصل الاجتماعي، ويتطلع رفعت وزملائه إلى تدشين أول دليل إرشادي لتقديم كل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالسفر عن طريق تفعيل خط هاتف مجاني، فضلاً عن البدء في إطلاق أول قناة عبر "يوتيوب" متخصصة في تسجيل الرحلات بلغات مختلفة لجذب ملايين السياح من خارج مصر.