مؤسس سامسونج.. قصة "بائع أسماك" بنى إمبراطورية تكنولوجية
تزخر قصص النجاح عادة بالمفارقات المدهشة، لكن جرعة الدهشة تزيد كثيرا في حكاية مؤسس سامسونج الذي بدأ بداية بسيطة في بلد ضعيف.
ولد لي بيونج تشول في منطقة أوريونج بمقاطعة جيونج سانجنام دو إبان عهد الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية، حيث بلاده تعاني نقصا في التعليم، وضعفا في الإدراة.
- هاتف سامسونج Galaxy F23 5G يقتحم الأسواق.. السعر والمواصفات
- سامسونج تحتفي بطراز مرسيدس الجديد بهذا الهاتف
حصل "تشول" على التعليم المبكر في مسقط رأسه بإحدى المدارس المحلية، وبعد ذلك التحق بجامعة واسيدا في العاصمة اليابانية طوكيو لإتمام تعليمه الجامعي، لكنه ترك الجامعة من دون أن يستكمل دراسته بسبب وفاة والده.
إرادة حديدية
“نظر إلينا اليابانيون بازدراء، قالوا إن الكوريين لا يعرفون التضامن وبالتالي لا تتوقع منهم إدارة حتى شركة صغيرة"، قال مؤسس سامسونج في تصريحات سابقة.
وتابع: "كان هذا دافعا وراء قراري إنشاء شركة.. كان لدي رغبة جامحة في إثبات خطأ هذا التوقع".
في عام 1938 وبينما ترزح كوريا تحت الحكم الياباني، أسس "بيونج تشول" شركة سامسونج كشركة تجارية صغيرة لبيع وتجارة الأسماك.
النجوم الثلاثة بالعربية، أو "سامسونج" بالكورية، هو الاسم الذي منحه "لي بيونج تشول" لشركته ويحمل 3 مبادئ أساسية "كبيرة، قوية، وجدت لتبقى للأبد".
كانت الشركة تضم 40 موظفا، وتتوسع تدريجيا إلى سلع البقالة والمعجنات.
وبداية من عام 1947، نقل تشول مقر سامسونج إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيول، لكنه أجبر لاحقا على مغادرة سيول بعد نشوب الحرب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وانتقل إلى بوسان التي أسس فيها مصنعاً للسكر.
ثم أسس مصنعا للأصواف كان الأكبر من نوعه في البلاد، وبالتالي نمت شركة سامسونج بشكل متزايد.
وفي عام 1961، وتوسعت أعمال الشركة وأصبحت تشتمل على الأوراق المالية والتمويل والإعلام والمواد الكيميائية وبناء السفن والتأمين وتجارة التجزئة وجاءت جميع علامتها التجارية تحت شعار "سامسونج".
سامسونج كما نعرفها
كان "لي بيونج تشول" أكبر المستفيدين من السياسة الكورية الجنوبية لمحو الأمية الإلكترونية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث ركزت كوريا الجنوبية (التي استقلت كدولة بعد تقسيم شبه الجزيرة الكورية عقب الحرب) جهودها على إنهاء أمية مواطنيها تكنولوجياً، لتتمكن بعد ذلك من فرض سطوتها العالمية على مجال التكنولوجيا وتصبح من أهم صادراتها.
وفي أواخر ستينيات القرن الماضي، بدأ عهد شركة سامسونج في العمل بصناعة الإلكترونيات، وضمت العديد من الأقسام المطورة لمختلف التقنيات، بما في ذلك قسم لأجهزة سامسونج للإلكترونيات، وقسم للإلكترو مياكنيك، وقسم سامسونج كورنينج وسامسونج أشباه الموصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية.
وكان أول منتج إلكتروني تنتجه سامسونج في تاريخها، هو تلفزيون بالأبيض والأسود.
وفي الفترة بين عام 1970 و1990، كانت ذروة انخراط سامسونج في تصنيع المنتجات الإلكترونية.
وأول حاسوب تقدمه الشركة العملاقة حمل مسمى تسويقي "أس بي سي 1000"، الذي قدمته عام 1982 كأول حاسوب شخصي من انتاجها يباع في السوق الكورية فقط.
ونجحت مجموعة سامسونج في أن تصبح أكبر منتج لرقائق الذاكرة في العالم عام 1992 وثاني أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم بعد شركة إنتل.
و بعد 10 سنوات من هذا التاريخ، نمت سامسونج لتصبح أكبر شركة مصنعة للوحات شاشات الكريستال السائل في العالم.
وفي الوقت الحالي، مع بداية عام 2022، تتصدر سامسونج قائمة الشركات المصنعة للهواتف الذكية، كأضخم شركة من حيث نسب الإنتاج والمبيعات السنوية.
وفاة المؤسس
شغل "لي بيونج تشول" منصب رئيس اتحاد الصناعات الكورية وكان معروفاً كأغنى رجل في كوريا، حتى توفي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1987 في سيول بكوريا الجنوبية وكان يبلغ 77 من العمر.
وبعد وفاته، تم فتح ممتلكاته أمام العامة للقيام بجولات ومشاهدة مجموعاته الفنية التي تعد واحدة من أكبر وأفضل المجموعات الخاصة في البلاد وفيها العديد من القطع الفنية التي اعتبرتها حكومة كوريا ثروة وطنية، ويقع هو-أم (منزل تشول) على بعد مسافة قصيرة من إيفرلاند أشهر منتزه ترفيهي في كوريا الجنوبية والذي تعود ملكيته إلى مجموعة "سامسونج".
وعقب وفاته أيضا، تم تقسيم مجموعة سامسونج إلى خمس مجموعات تجارية هي، مجموعة سامسونج ومجموعة "شينسيجاي" ومجموعة سي جي" ومجموعة "هانسول" ومجموعة "جونج أنج".
وتتخصص كل من هذه الأقسام فيما يلي: مجموعة "شينسيجاي" أصبحت متجر متعدد الأقسام، ومجموعة "سي جي" أصبحت شركة لبيع الأغذية والمواد الكيميائية ومواد الترفيه والجستيات.
ومجموعة هانسول، أصبحت شركة لصناعة الورق والاتصالات، في حين تخصصت مجموعة "جونج أنج" في صناعة الميديا.
وفي الوقت الحالي هذه الشركات منفصلة بشكل كامل عن مجموعة سامسونج المعروفة الآن.