روسيا وأوكرانيا.. 4 مفاتيح لإنهاء أطول حروب أوروبا الحديثة

لا تزال الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسير نحو طريق مسدود، وهو ما اتضح في المحادثات الفاشلة في إسطنبول، حيث يتمسّك كلا الطرفين بمواقفهما.
فمن جهة، تصر أوكرانيا على وقف فوري لإطلاق النار كمقدمة لأي مفاوضات، في حين ترفض روسيا ذلك إلا بعد معالجة "الأسباب الجذرية" للنزاع، وفقا لمجلة ناشيونال إنترست.
أولاً: يجب أن تبدأ مفاوضات سرّية وجادة، بدلًا من المفاوضات العلنية مثل محادثات إسطنبول. فالتسويات الحساسة اللازمة لوقف إطلاق النار -خاصة تلك المتعلقة بالضمانات الأمنية ومصير الأراضي المتنازع عليها- لا يمكن تحقيقها إلا عبر قنوات سرية.ثانيًا: يجب أن تُدرج هذه المحادثات ضمن إطار أوسع يشمل مناقشات حول الأمن الأوروبي وقضايا الاستقرار الاستراتيجي. فالحرب ليست سوى جانب واحد من الصراع الأوسع بين روسيا والغرب. ومن دون إجراء محادثات متوازية حول هذه القضايا، لا يمكن تحقيق تقدم كبير في إنهاء الحرب.
ثالثًا: وبناءً على النقطة السابقة، يجب أن تنخرط إدارة ترامب بفعالية في الدبلوماسية. فالولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر على حشد الأطراف المختلفة وتنسيق المسارات التفاوضية. كما تمتلك واشنطن نفوذًا حاسمًا على كييف (من خلال الدعم العسكري والسياسي) وموسكو (باعتبارها القطب العالمي الوحيد القادر على منح الشرعية الدولية لروسيا).
رابعًا: يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في تقديم الدعم الكامل لأوكرانيا، لا سيما من خلال تزويدها بالأسلحة. فمن الضروري إقناع بوتين بأن هذه الحرب لن تنتهي بانتصار روسي على ساحة المعركة، ولا باستسلام أوكراني، بل بتسوية تفاوضية يتخلى فيها كل طرف عن أقصى طموحاته مقابل تحقيق الحد الأدنى من متطلباته الأمنية.
ومع تصاعد القصف الروسي والعمليات التخريبية الأوكرانية، يبدو تحقيق السلام أمرا بعيد المنال، لكنه ليس مستحيلاً. ويتطلب إنهاء الصراع خطة عملية ترتكز على أربع خطوات مترابطة:
ولا يعني هذا إلغاء المفاوضات العلنية، بل استخدامها كغطاء للتفاوض الحقيقي خلف الكواليس.
كما يتطلب النجاح إشراك أطراف متعددة في مسارات متوازية، كمشاركة أوروبية فاعلة في مناقشة ترتيبات الأمن القاري. ومفاوضات ثنائية روسية-أمريكية حول الاستقرار الاستراتيجي والردع النووي. ومباحثات أوكرانية-روسية مباشرة للقضايا العالقة مثل تبادل الأسرى والحدود.
ويجب أن تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية صياغة "اتفاقية إطار" تُحدد مبادئ وقف إطلاق النار والتسوية الدائمة، مع تقديم ضمانات أمنية واقعية لكلا الجانبين. فبدون الضمانات الأمريكية – التي ظلت حجر الزاوية في الأمن الأوروبي منذ 1945 – لن يثق أي من الطرفين بأي تسوية.
وحتى مع تنفيذ هذه الخطوات، فإن السلام سيتطلب تنازلات مؤلمة من جميع الأطراف. ولن تحقق التسوية النهائية "انتصارًا أخلاقيًا" كاملاً لأوكرانيا أو حلفائها، فبعض الأراضي المحتلة قد تبقى تحت السيطرة الروسية، ولن تدفع روسيا تعويضات كافية عن الدمار. لكن الأولوية الآن هي وقف إراقة الدماء ومنع تصعيد قد يهدد أوروبا والعالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز