إيران أمام خيارات صعبة للرد على الهجوم الأمريكي.. 3 سيناريوهات

بعد استهداف إيران، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رغبته في السلام لكن حديثه عن تغيير النظام قد يجبر طهران على الرد.
ورغم التحذيرات الأمريكية وتدهور القدرات العسكرية الإيرانية، فإن طهران لا تزال تملك خيارات فورية للرد على القصف الأمريكي وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية التي نقلت رؤية محمد علي شعباني، الخبير في الشؤون الإيرانية ورئيس تحرير موقع "أمواج ميديا" حول السيناريوهات المحتملة.
الردُّ "المتناسب".. عمل عسكري يتجنب التصعيد
وقال شعباني "قد يكون الشعور السائد في إيران هو أن عليهم اختيار رد فعال وهي طريقة منمقة لقول (قصف شيء ما)".
ويضع هذا السيناريو في الاعتبار عدم وجود خسائر بشرية وحقيقة أن الهجوم تم تنفيذه بواسطة غواصات وقاذفات لم تغادر القواعد الأمريكية وبالتالي كان الهجوم غير دموي كما أن المواقع المستهدفة تم إخلاؤها إلى حد كبير لذا قد تكون لدى إيران رغبة في فعل الشيء نفسه.
ويعتقد شعباني أن الخيارات المطروحة تشمل هجومًا على المصالح الأمريكية في العراق التي قال "إنها قريبة جدًا، ودفاعاتها الجوية محدودة، ومن غير المرجح أن يكون هناك رد فعل عنيف من الحكومة العراقية".
وقد يعكس هذا النهج ما نشرته "أمواج ميديا" عن مزاعم في طهران بأن الولايات المتحدة أبلغت مسبقًا بالهجوم وقالت إنها لا تسعى إلى مواجهة شاملة.
وتوقع شعباني أنه مهما كانت الخطوة النهائية، فإنها ستكون أشد وطأة من الإجراء المتخذ بعدما أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني عام 2020 حين تضمن رد إيران أول ضربة صاروخية باليستية مباشرة على المصالح الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية حيث استهدفت طهران قاعدتين أمريكيتين في العراق.
وأوضح شعباني أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يرأسه الرئيس ويضم وزراء الحكومة والقادة العسكريين وممثلين عن المرشد علي خامنئي هو الذي سيتخذ القرارات المتعلقة بهذه الإجراءات مؤكدا أن "إيران دولة ذات مؤسسات وجهاز إداري" وأن "خامنئي حريصٌ جدًا على الإشارة إلى أن هذه المؤسسات لا تزال تعمل".
الرد الدبلوماسي.. طرد المفتشين وعدم العودة للمحادثات
قال شعباني إن إيران "قد تُقرر إنهاء عمليات التفتيش الأجنبية وخفض مستوى مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تسمح به".
وتوقع أن تعود إيران والولايات المتحدة في النهاية إلى شكل من أشكال المحادثات لكنه أوضح أنه بعدما ضعفت إيران كثيرًا، فمن غير المرجح أن تعود إلى المسار الدبلوماسي البحت دون اتخاذ إجراء "حركي" أولًا.
كما أن قبول الخطوط الحمراء الأمريكية والإسرائيلية وإرسال جميع اليورانيوم إلى خارج البلاد للتخصيب في ظل ضربة عسكرية ثقيلة كهذه، هو أمر غير مقبول لدى كبار القادة الإيرانيين.
وقال شعباني "إن فكرة استعدادهم للظهور بمظهر المتهربين من المفاوضات غير واقعية.. عليهم أن يحفظوا ماء وجوههم أولاً للتوصل إلى اتفاق".
رد غير متوقع.. الردع من خلال عدم القدرة على التنبؤ
قال شعباني "كانت تصرفات إيران حتى الآن متوقعة إلى حد ما وعقلانية" لكنه أوضح أن "جزءًا من الردع هو عدم قدرة خصمك على حساب ما ستفعله".
وأضاف أن ذلك قد يشير إلى رد غير متكافئ يهدف إلى إلحاق ضرر اقتصادي كبير بالغرب وتابع "أحد الخيارات المتطرفة هو استهداف حركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز والبحر الأحمر".
وسيؤدي إغلاق مضيق هرمز، إلى اختفاء 20% من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرًا من السوق لكن طهران ستضرر من ذلك لأن المضيق يمثل شريان حياة لإيران، التي لم تتوقف عن تصدير النفط.
وحذّر البعض من أن إيران قد تلجأ إلى رعاية الهجمات الإرهابية أو احتجاز الرهائن لكن شعباني قال "لقد مالوا مؤخرًا إلى تفضيل العمل منفردين، والتحرك بشكل مباشر" معتبرا أن اللجوء لذلك الخيار "قد يُشير إلى ضعفهم، وأنهم لا يملكون خيارات أخرى".
ومع ذلك، قد تكون الهجمات الإلكترونية خيارًا أكثر واقعية لكن من الصعب أيضًا تصور استهداف إيران للبنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة لأنه سيُعتبر تصعيدًا، كما أن دفاعات الولايات المتحدة متينة لكن شعباني لم يستبعد هذا الخيار تماما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز