فرنسا في أوروبا.. خارطة الدفاع والمراقبة
نحو تكثيف وجودها في أوروبا الشرقية تتجه فرنسا، في خطوة تأتي ضمن مساعي دول "الناتو" لتعزيز قدراتها قبالة الحزام الشرقي لروسيا.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عزمها تكثيف وجودها العسكري في أوروبا الشرقية.
وفي بيان، قالت الوزارة إنها تعتزم نشر مركبات مصفحة ودبابات إضافية في رومانيا وطائرات مقاتلة من طراز رافال في ليتوانيا وقوات مشاة في إستونيا.
ويأتي قرار باريس في وقت بدأت فيه دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بتعزيز قدراتها العسكرية، خصوصا في أوروبا الشرقية، وذلك في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
تحرك مرتقب قد لا يغير من خارطة انتشار الجيش الفرنسي في القارة العجوز، لكنه يرفع عدد قواته المنتشرة في أوروبا الشرقية.
خارطة انتشار
سواء في البحر أو على الأرض أو في الجو، ينتشر الجيش الفرنسي في عدة دول أوروبية ضمن مهام مختلفة، بينها الدفاعية أو المراقبة.
ويرى مراقبون أن الحرب الروسية الأوكرانية التي تدور رحاها على أعتاب تكتل القارة العجوز، تعيد مسألة الدفاع إلى واجهة المشهد الأوروبي.
وكانت فرنسا من بين الدول التي عززت، في إطار الناتو، وجودها على الجانب الجنوبي والشرقي من أوروبا، غير بعيد عن أوكرانيا.
ضربة البداية بالنسبة لباريس كانت من خلال إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر عقده الناتو في 24 مارس/ آذار الماضي، بالقول: "قررنا مواصلة تكييف موقفنا مع الاتفاق الاستراتيجي الجديد الناجم عن الحرب في أوكرانيا".
وأضاف: "لقد تم تعزيز جميع التزاماتنا الحالية في الأسابيع الأخيرة".
مناورات بالنرويج
شاركت فرنسا في مناورة دفاعية لحلف شمال الأطلسي في النرويج بالفترة من 14 مارس/ آذار إلى الأول من أبريل/ نيسان الماضيين.
وكان الهدف الرئيسي للتمرين الدفاعي الذي جرى التخطيط له لفترة طويلة وتنظيمه كل عامين من قبل النرويج، لاختبار قدرة الدولة المضيفة على تلقي التعزيزات من الحلفاء، وفقًا للمادة 5 من ميثاق الحلف، والتي تُلزم جميع أعضائها لمساعدة أحدهم في حالة وقوع هجوم.
ومثل تلك التدريبات الدفاعية التي تم التخطيط لها لفترة طويلة، لا تتوافق مع وجود عسكري فرنسي طويل الأمد في النرويج.
ومع ذلك، شارك بالمناورات العديد من الجنود الفرنسيين، بما في ذلك 3200 جندي و500 مركبة عسكرية وسفينتين تابعتين للبحرية.
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية معلقة عن الأمر إنها مساهمة "في تعزيز وجود الناتو في شمال أوروبا".
إستونيا
بعد عام من انتشارها، حافظت باريس على وحداتها في إطار مهمة عسكرية لحلف الناتو في إستونيا، وبلغ عدد الجنود الفرنسيين حوالي 350.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، نشرت فرنسا أربع طائرات مقاتلة من طراز إم 2000-5، للقيام بمهام المراقبة والدفاع على حدود دول البلطيق بهدف "ضمان سلامة وسلامة المجال الجوي الإستوني".
مهام المراقبة الجوية
تشارك فرنسا في مهمات الشرطة الجوية نيابة عن دول البلطيق.. هكذا لخص إيمانويل ماكرون الوجود الفرنسي في سماء عدة دول، بما في ذلك بولندا ورومانيا وبلغاريا وبدرجة أقل فوق كرواتيا.
ففي بولندا، يعمل الطيارون الفرنسيون من قواعد مونت دي مارسان وإيستر، وتقوم طائرات رافال بمهام يومية منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تاريخ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي البحر، توجد المجموعة الجوية البحرية في البحر الأبيض المتوسط حول حاملة الطائرات شارل ديغول، لتنفيذ مهام الدفاع الجوي والمراقبة فوق رومانيا وبلغاريا.
ويتم نشر طائرات Rafale Marine وE2-C Hawkeye يوميًا في هذه المهمات.
فرنسا تشارك أيضا مهمة يوفور ألثيا، والتي تتمثل في مساعدة سلطات البوسنة والهرسك في الحفاظ على بيئة آمنة ومأمونة.
وينتشر الجنود هناك دون أن تقدم وزارة القوات المسلحة أي أرقام، كجزء من مهمة Carrier Strike Group، التي تتضمن أيضا مهام المراقبة الجوية في البوسنة.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز