مقترح حائر بين الإعلان والنفي.. هل يدفع لقاء الخميس لحل في أوكرانيا؟
فيما تتواصل الضربات الروسية على أوكرانيا بعد تصاعد المواجهات إثر تفجير جسر القرم، ظلت محادثات السلام بين البلدين تنتظر من يقود دفتها.
تلك المحادثات والتي بات عقدها بين طرفي الأزمة ضربًا من المستحيل بعد التصعيد الأخير، جاء الغرب ليكون طرفًا فيها بديلا عن أوكرانيا، إلا أن إمكانية التئامها تواجه عددًا من العقبات.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إنه "من المحتمل" أن يناقش الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس، اقتراحا تركيا لاستضافة محادثات بين روسيا والغرب بشأن السلام في أوكرانيا.
عقبات
إلا أن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أن استضافة تركيا مفاوضات بين روسيا ودول غربية حول أوكرانيا لا يمكن أن يتم إلا طبقا للشروط التي تختارها كييف وللموعد الذي تحدده.
وأكدت الخارجية الفرنسية، أن مفاوضات إنهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لا يمكن أن تتم إلا وفقا للوقت والشروط التي يختارها الأوكرانيون.
تلك العقبة التي وضعتها فرنسا شرطًا لاستمرار المحادثات جاءت بالتزامن مع تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد فيها أنه لا مجال للدبلوماسية مع روسيا حاليًا.
رفض أوكراني
وشدد الرئيس الأوكراني، في بيان صادر عنه يوم الثلاثاء، على أنه يجب عزل روسيا بالكامل ومعاقبتها على ضم أراض أوكرانية.
ودعا زيلينسكي دول مجموعة السبع اليوم الثلاثاء إلى دعم فرض سقف صارم لأسعار صادرات النفط والغاز الروسية، مستبعدا مرة أخرى إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورغم تلك التصريحات التي زادت وتيرتها خلال الساعات القليلة الماضية، إلا أن وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم الثلاثاء إنها لم تتلق رسميا بعد اقتراحا تركيا باستضافة محادثات سلام بين موسكو ودول الغرب.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس لبحث مسألة أوكرانيا والقضايا الثنائية بين الدولتين.
وعلى الرغم من إعلان وزارة الخارجية عدم تلقيها أي شيء بشأن ذلك عبر القنوات الدبلوماسية، إلا أن الكرملين لم ينف إمكانية مناقشة الزعيمين اقتراحا تركيا باستضافة محادثات سلام بين روسيا والغرب.
ملف الحرب
وفي وقت سابق اليوم، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس لبحث ملف الحرب في أوكرانيا والعلاقات الثنائية، فيما قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الاجتماع سيعقد في قازاخستان.
ودعت تركيا يوم الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن تواصل الحرب يبعد الطرفين أكثر عن المسار الدبلوماسي.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جمع نظيريْه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات سلام في إسطنبول، إلا أن تلك المساعي لم تلق قبولا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مقابلة متلفزة "يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن. كلما تم ذلك في موعد أقرب، كان أفضل".
وأضاف الوزير التركي: "للأسف، ابتعد (الطرفان) بسرعة عن المسار الدبلوماسي" منذ المفاوضات بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول في مارس/آذار الماضي، مضيفًا: "مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يزداد الوضع سوءًا وتعقيدًا للأسف".
ودعا إلى تحقيق "سلام عادل" يقوم على أساس وحدة أراضي أوكرانيا، قائلًا "يجب أن تحصل أوكرانيا على سلام عادل. أين تجري الحرب؟ تجري على الأراضي الأوكرانية".
وأشار إلى ضرورة بدء عملية تضمن حدود أوكرانيا وسلامة أراضيها، مؤكدًا أنه بدون وقف إطلاق النار، لا يمكن الحديث عن هذه القضايا بطريقة صحية.
اجتماع بوتين وأردوغان
وبحسب الكرملين، فإن الرئيسين بوتين وأردوغان سيلتقيان الخميس على هامش قمة إقليمية تستضيفها العاصمة الكازاخستانية أستانا هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن "التحضيرات جارية للاجتماع".
ويقول الكرملين، إن لقاء الخميس، سيشكل فرصة للبحث في الوضع في "أوكرانيا وفي العلاقات الثنائية ولتبادل الآراء بشأن المسائل الحالية".
وقال مسؤول تركي في وقت سابق لوكالة فرانس برس إن اللقاء بين النظيرين التركي والروسي سيحصل الأربعاء، لكنه عاد ليقول لاحقًا إن الاجتماع قد يحصل الخميس وفقًا لجدول الأعمال الذي تمّ تحديثه.
ومن المقرر أن يسافر أردوغان إلى آستانا الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، وفق ما أعلن المسؤول التركي.