هل تصبح بيلاروسيا أول دولة ثالثة تدخل حرب أوكرانيا؟
تصعيد سياسي ودبلوماسي بين بيلاروسيا وجيران أوروبيين في مقدمتهم أوكرانيا بات ينذر باحتمالية انضمام مينسك كطرف في حرب موسكو- كييف.
وبدأ الجيش البيلاروسي تنفيذ خطة انتشار مع قوات روسية قرب أوكرانيا؛ تنفيذا لأوامر ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الرئيسي لفلاديمير بوتين، بعد اتهامه ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بتدريب بيلاروسيين "متطرفين" لشن هجمات "إرهابية".
الرئيس البيلاروسي اتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالعمل على "تفاقم الوضع" بتدريبهم ناشطين بيلاروسيين متطرفين في بولندا وليتوانيا وأوكرانيا لتنفيذ مهام تخريبية ضد مينسك.
ولم ينتظر لوكاشينكو كثيرا، حيث أعلن قبل ساعات اتفاقه مع بوتين على نشر مجموعة عسكرية إقليمية، على خلفية تفجير جسر القرم.
ويتشكل الجيش البيلاروسي من 60 ألف فرد، إذ سبق لمينسك نشر 6 مجموعات قوامها عدة آلاف في المناطق الحدودية، وسط اتهامات لكييف بممارسة استفزازات على الحدود.
رفض أوروبي
لكن الاتحاد الأوروبي وعلى لسان ممثله الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، رفض اتهامات بيلاروسيا لأوكرانيا بالتخطيط لشن هجمات ضد مينسك.
وخلال محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني دمترو كوليبا، الإثنين، اعتبر بوريل أن اتهامات بيلاروسيا لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة.
الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي دعا لوكاشينكو إلى "الامتناع عن تورط إضافي في هذا العمل الوحشي غير الشرعي"، في إشارة إلى الحرب الأوكرانية.
الاتحاد الأوروبي طالب بيلاروسيا كذلك بسرعة التوقف عن السماح لبوتين باستخدام أراضيها كمنصة لتوجيه ضربات ضد "مدنيين أوكرانيين".
أزمة تأشيرة السفير
دبلوماسيا بدت أزمة جديدة في الأفق بعد اضطرار سفير الاتحاد الأوروبي لدى بيلاروسيا، الألماني ديرك شوبل، إلى مغادرة منصبه في مينسك لرفض سلطاتها تمديد تأشيرته واعتماده.
وتولى الدبلوماسي الألماني مهامه سفيرا للاتحاد الأوروبي لدى بيلاروسيا منذ العام 2019، لكنه دخل في "الدائرة الحمراء" لمينسك بعد انتقاده لانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بعد انتخابات الرئاسة 2020.
أزمة قديمة بين بروكسيل ومينسك، بعد وقف الاتحاد الأوروبي اعترافه بلوكاشينكو رئيسا لبيلاروسيا، بل ودعمه الاتحاد الحركة الديمقراطية بقيادة زعيمة المعارضة المنفية سفيتلانا تيشانوفسكايا.
ووفقا للسفير الأوروبي في مينسك فإنه سيهتم ببرنامج الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي في المستقبل، والذي يركز بدوره على المجتمعات المدنية بالجمهوريات السوفياتية السابقة، مثل أوكرانيا وأرمينيا وجورجيا.
حشود عسكرية
وفي مقابل التحركات العسكرية الروسية البيلاروسية، أجرى لواء ألماني مكلف بتأمين الجبهة الشرقية لحلف الناتو في ليتوانيا أول تدريب عسكري له في هذا البلد.
وتحت اسم "فاست جريفين"، أطلق الجيشان الألماني والليتواني مناورة عسكرية تشهدها ساحة التدريبات جيزيوناي القريبة من قاعدة روكلا العسكرية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن كريستيان نافرات، قوله إن المناورة هدفها اختبار قدرات الشركاء الليتوانيين خلال الاشتباكات، حيث يبدأ التدريب بـ"فهم تكتيكي وتنسيق على مستوى القيادة" وينتهي بـ"لغة لاسلكية مشتركة".
ونافرات هو قائد لواء المشاة الميكانيكي 41 "فوربومرن" الذي يتولى مهمة تعزيز حماية ليتوانيا، حيث يشارك في التدريب نحو 200 جندي ألماني من كتيبة 413 مشاة ونحو 50 مركبة للنقل والقتال.
وتشمل المناورة التدريب على تنفيذ مهام مختلفة حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول الحالي والتنسيق بين الوحدات العسكرية وهياكل القيادة، إذ تضمن سيناريو التدريب اليوم والذي تم في منطقتي غابة وخالية مجاورة على تخطيط وتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية.
واللافت هذه المرة هو سماع دوي نيران المدفعية وظهور الغبار جراء مرور المدرعات القتالية، إضافة إلى استخدام الذخيرة الحية في تدريبات أخرى على القتال.
وليتوانيا دولة أوروبية تقع على حدود منطقة كالينينجراد الروسية وبيلاروسيا، الحليف الرئيسي لموسكو. ومنذ 5 سنوات، أصبحت ليتوانيا موقعا لكتيبة للناتو تقودها ألمانيا ويبلغ قوامها حاليا نحو 1600 جندي أكثر من نصفهم ينتمون للجيش الألماني.