فرنسا تضمد "جراح" الشغب في "يوم الباستيل"
فرنسا المثقلة بندوب الشغب تحاول التعافي من جراحها في عيدها الوطني، في احتفالات تأتي هذا العام وسط إجراءات مشددة.
وتحتفل فرنسا في 14 يوليو/تموز من كل عام بعيدها الوطني أو ما يعرف أيضا بـ"يوم الباستيل"، احتفاء بذكرى اقتحام السجن في 1789.
ففي 1880، أقرت الجمهورية الثالثة في فرنسا هذا اليوم عيدا وطنيا يهدف إلى توحيد الفرنسيين وتذكيرا بـ"مهرجان الاتحاد" في 14 يوليو/تموز 1790 أو مهرجان المصالحة.
وفي ظل الأحداث التي سبقت العيد، والشغب والاحتجاجات التي عمت على خلفية مقتل الفتى نائل برصاصة شرطي، يأتي العيد هذا العام باهتا.
فيما طوقت قوات الأمن جادة الشانزيليزيه، حيث من المنتظر أن ينتظم العرض العسكري التقليدي.
شراكة ووسام
وستكون الهند ضيفة الشرف في العرض العسكري، حيث سيحضر رئيس وزرائها ناريندرا مودي، صباح الجمعة، كضيف شرف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العرض العسكري في جادة الشانزيليزيه.
وهذه الزيارة ستشكل مناسبة لبحث سبل شراء 26 مقاتلة رافال جديدة بحرية من شركة داسو للطيران وكذلك ثلاث غواصات، وهي صفقة أعطت نيودلهي موافقتها عليها مبدئيا الخميس.
وسيدلي ماكرون ومودي بإعلان مشترك قبل لقاء في الإليزيه عند الساعة 17,05 (15,05 ت غ)، وسيقام عشاء رسمي في متحف اللوفر.
وتحتفل باريس ونيودلهي هذه السنة بالذكرى الـ25 لشراكتهما الاستراتيجية التي تطمح فرنسا إلى تعزيزها لكي تتمتع بثقل في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
وقال ماكرون مساء الخميس في خطاب للجيوش "ستلعب الهند دورا مهما بالنسبة لمستقبلنا، هي أيضا شريك استراتيجي ودولة صديقة".
وسيفتتح العرض 240 عنصرا من القوات المسلحة الهندي وسيشمل العرض الجوي ثلاث طائرات رافال هندية كما أعلن قصر الإليزيه.
وفي وقت لاحق، منح ماكرون مودي وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، كما أعلن الإليزيه الجمعة.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن "هذا الوسام يشكل تحية لدور رئيس الوزراء في علاقة الصداقة والثقة الممتازة" بين باريس ونيودلهي.
أجواء متوترة
تجري هذه الاحتفالات في أجواء أمنية متوترة. ففي نهاية يونيو/حزيران الماضي تسبب مقتل مراهق برصاص شرطي خلال عملية تدقيق مروري، بعدة ليال من أعمال الشغب وأضرار كبرى.
ونشرت الحكومة تعزيزات في محاولة لاحتواء الأحداث التقليدية التي تجري خلال الاحتفالات، حيث حشدت من مساء الخميس وحتى مساء السبت حوالي 45 ألف شرطي ودركي ووحدات من النخبة ومدرعات.
وفي باريس والدوائر المحيطة بها، سيتم نشر حوالي عشرة آلاف شرطي ودركي.
وستشمل الاحتفالات هذه السنة 6500 مشارك بينهم 5100 سيرا على الأقدام، كما ستشارك في العرض أكثر من 60 طائرة بينها طائرات أجنبية و28 هليكوبتر و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 حصان من الحرس الجمهوري في الشانزليزيه.
وأعلن الرئيس الفرنسي مساء الخميس أنه في عام 2024، سنة الألعاب الأولمبية الصيفية في فرنسا، سيكون العرض استثنائيا.