فرنسا تتخلى عن تعزيز التجارة مع إيران وتكثف مشتريات النفط السعودي
طوال العام الماضي قادت فرنسا جهودا أوروبية للحفاظ على تدفق التجارة مع إيران، لكن بيانات أظهرت توقفها عن شراء نفط طهران خلال نفس الفترة.
على مدى العام المنقضي، قادت فرنسا جهودا أوروبية للحفاظ على تدفق التجارة مع إيران بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية مع طهران وأعادت فرض عقوبات، لكن على مدى الفترة نفسها، تظهر بيانات أن فرنسا أوقفت مشترياتها من النفط الإيراني بينما زادت بشكل حاد وارداتها النفطية من السعودية.
وتظهر الزيادة الكبيرة في مشتريات فرنسا من النفط السعودي أن باريس تخفض أنشطة الأعمال مع إيران، رغم أنها تشجع علانية الشركاء الأوروبيين على إيجاد وسيلة للحفاظ على تدفق التجارة مع طهران عبر نظام التجارة الفرنسي-البريطاني-الألماني (أنستكس).
- إنتاج إيران النفطي يواصل انهياره لأدنى مستوى منذ 19 عاما
- عقوبات أمريكية على شركة عراقية لصلتها بإيران
كما أنها تبرز مدى صعوبة أن تقف قوة عالمية وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي مثل فرنسا في مواجهة الولايات المتحدة وأوثق حليف لها في العالم العربي عندما يعقدان العزم على تشديد الخناق حول إيران.
وفي الشهر الماضي، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن الروابط التجارية مع حلفاء مثل السعودية مهمة لحماية أمن فرنسا ومصالحها في مجال الطاقة.
وتسبب الهبوط الحاد في قدرة إيران على بيع نفطها بالسوق الدولية في ضرر بالغ لاقتصادها.
وأظهرت بيانات وزارة المالية الفرنسية أن فرنسا اشترت خاما إيرانيا خفيفا بقيمة 2.2 مليار يورو (2.49 مليار دولار) في الفترة من أبريل/ نيسان 2017 إلى مارس/ آذار 2018، وهو ما جعل إيران ثالث أكبر مورد لفرنسا.
لكن على مدى الإثنى عشر شهرا التالية، هبط الرقم 57% إلى 936 مليون يورو، مع توقف الواردات من إيران تماما اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2018 فصاعدا.
وعلى النقيض، قفزت مشتريات فرنسا من النفط السعودي 50% إلى 3.7 مليار يورو، في الفترة من مارس/ آذار 2018 إلى أبريل/ نيسان 2019.
وتقول مصادر في قطاع النفط إن الخامين السعودي والإيراني لديهما خصائص متماثلة جدا، وهو ما يجعل كل منهما بديلا جيدا للآخر، وعلى مدى نفس الفترة، زادت باريس أيضا بشكل كبير مشترياتها من الخام الروسي والخام العراقي، وهما متماثلان أيضا.
واضطرت جميع الدول إلى خفض وارداتها النفطية من إيران، مع تصعيد العقوبات، لكن الصين والهند واصلتا الشراء بعد إعفاءات أمريكية مبدئية، إلا أنهما خفضتا الآن أيضا المشتريات من الخام الإيراني.