هولاند يدلي بشهادة في محاكمة "داعش".. هاجمونا فكان الرد
دافع الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند عن الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدا أن باريس لم تكن تملك معلومات استباقية عن هجمات باريس.
جاء ذلك في إفادة قدمها هولاند خلال جلسة محاكمة المتهمين في هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد أن دعته المحكمة للجلسات بصفة شاهد،
وأكد هولاند في شهادته التي استمرت أربع ساعات، أنه يدرك حجم "معاناة ضحايا" هجمات باريس، لكنه قال "للأسف لم تكن لدينا المعلومات التي كان من الممكن أن تكون حاسمة لمنع الهجمات".
وأضاف "منذ هجومي يناير/كانون الثاني 2015 اللذين استهدفا صحيفة "شارلي ايبدو" الأسبوعية الساخرة، ومحل لبيع الأطعمة اليهودية، كنا تحت التهديد كل يوم".
ومضى قائلا: "علمنا أن هناك عمليات جارية وأفرادا اختلطوا باللاجئين الذين تدفقوا من سوريا... كنا نعرف كل ذلك".
وتابع الرئيس الاشتراكي السابق (2012-2017): "لكننا لم نكن نعرف أين ومتى وكيف سيضربون".
سياسة أم محاكمة؟
ولم يُلق هولاند أي نظرة على قفص الاتهام على يساره، لكنه رد على تفسيرات المتهم الرئيسي صلاح عبد السلام الذي برر الهجمات بأنها رد على التدخل العسكري الفرنسي في سوريا، قائلا "شنوا علينا الحرب فقمنا بالرد"، وفق "فرانس برس".
وذكر هولاند بأن الضربات في سوريا لم تبدأ حتى 27 سبتمبر/أيلول 2015، مشيرا إلى أن ذلك "يعني أن المجموعة المسلحة استعدت جيدا من قبل" هذه الضربات.
هولاند قال أيضا إن تنظيم "داعش"، "لم يضربنا بسبب طريقة عملنا في الخارج بل بسبب أسلوب حياتنا هنا".
وتحت ضغط هيئة الدفاع عن المتهم الرئيسي صلاح عبد السلام لتوضيح التدخل العسكري الفرنسي ضد تنظيم "داعش" بشكل أعمق، بدا هولاند مستاءً.
وسألته المحامية أوليفيا رونين "هل يمكن أن تكون الضربات الفرنسية قد تسببت بسقوط ضحايا جانبيين في سوريا والعراق؟"، فرد هولاند "ما معنى سؤالك؟".
وأضاف هولاند "تريدين الربط بين ما نفعله والهجمات (...) لا يمكن أن أكون أكثر دقة"، مؤكدا أنه "ليس على علم بسقوط ضحايا جانبيين".
غضب هولاند
وأثارت أسئلة طرحها الدفاع عن استراتيجية فرنسا في الشرق الأوسط غضب هولاند أيضا، وقال الرئيس السابق: "في الواقع، محامو الدفاع يعملون في السياسة الدولية وليسوا في السياسة الجزائية".
وخلال المحاكمة، جرى عرض مقاطع من تسجيل فيديو يقول فيه أحد المهاجمين "لا تلوموا سوى رئيسكم فرانسوا هولاند".
وسأل أحد محامي الادعاء المدني هولاند "هل استمعت إلى هذا الشريط الصوتي؟". فردّ الرئيس السابق بأنه "رسالة" من أجل "دفعنا إلى وقف تدخلاتنا في العراق وسوريا" ولفرض "قطيعة، وحرب دينية" بين الفرنسيين.
وأكد أن ورود اسمه في القضية "جعله يفكر في مسؤوليته الشخصية". لكنه أضاف "كنت سأفعل الأمر نفسه تماما اليوم"، مشيرا إلى أنه يقول "ذلك أمام الأطراف المدنيين الذين يعانون.. الذين فقدوا أحباءهم".
وستستأنف محاكمة المتهمين بالاعتداءات الثلاثاء المقبل، بجلسات استماع لباحثين وأكاديميين.
وفي مساء 13 نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١٥، تعرضت باريس لسلسة اعتداءات إرهابية غير مسبوقة، تبناها تنظيم "داعش"، وأدت إلى مقتل 130 شخصا على الأقل فيما أصيب العشرات بجروح خطيرة.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز