رئاسيات فرنسا.. هل يكتمل سيناريو 2017؟
أٌسدل الستار على الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وسارت البلاد على نفس سيناريو 2017 حتى الآن، فهل يكتمل الأمر للنهاية؟.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت النتائج النهائية للجولة الأولى، تصدر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون السباق بحصوله على 27,85% من الأصوات، متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (23,15%) التي سترافقه للمرة الثانية إلى جولة الإعادة.
وخرج مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون من السباق بعد حصوله على 21,95%، بحسب النتائج النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية.
وبلغت نسبة المقاطعة 26,31% من الناخبين المسجلين، وهو أعلى مستوى لدورة أولى من انتخابات رئاسية في تاريخ فرنسا، بعد نسبة 28,4% المسجلة في 2002.
وبذلك، أفرزت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2022، نفس نتائج انتخابات 2017، وإن كان أداء المرشحين المتصدرين للسباق أفضل بشكل كبير من أداء الانتخابات الماضية.
ففي 2017، حصد إيمانويل ماكرون 24.1% فيما حصدت مارين لوبان ٢١.30% في الجولة الأولى من الاقتراع، وصعدا معا إلى جولة ثانية، وهو نفس ما حدث في انتخابات أمس الأحد.
ويخوض ماكرون ولوبان جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل/نيسان الجاري، إذ يأمل الرئيس المنتهية ولايته في الحصول على نفس نتائج 2017، فيما تمني لوبان النفس بعكسها.
وفي الجولة الثانية في 2017، حصد ماكرون ٦٦.10% من الأصوات فيما حصدت لوبان 33.90%، وهو ما قاد الشاب الطامح ليكون أصغر رئيس في تاريخ فرنسا، وسيد قصر الإيلزيه خلال الـ٥ سنوات الماضية.
ووفق استطلاعات الرأي، فإن الجولة الثانية من انتخابات العام الجاري، ستكون في غاية التعقيد في ظل الفوارق القريبة للغاية بين ماكرون ولوبان في التصويت وجها لوجه، إذ يشير استطلاع لمؤسسة "إيلاب" نشر قبل أيام، إلى تفوق ماكرون بـ51% من الأصوات بفارق نقطتين فقط عن لوبان التي ستحصل على 49%.
كما أن تفوق الرئيس الحالي يظل في نطاق هامش الخطأ، ما يفتح الأبواب أمام كل الاحتمالات، وهو ما لم يكن موجودا في سيناريو 2017 الذي كان يتفوق فيه ماكرون بأريحية في استطلاعات الرأي.
جبهة الجمهورية
وفي 2017، كان فوز ماكرون مرتبطا بحملة قوية عابرة للأحزاب تعرف بـ"الجبهة الجمهورية"، والتي توحدت خلف شعار "لن تمروا" لمنع لوبان مرشحة اليمين المتطرف من العبور للإليزيه.
وتشكلت الجبهة الجمهورية من أطياف الوسط واليمين واليسار المعتدل، لدعم ماكرون، ومنع اليمين المتطرف ولوبان من المرور إلى قصر الإليزيه، ونجت بقوة في هندسة فوز السياسي الشاب آنذاك.
وقبل الجولة الأولى من اقتراع هذا العام، كان هناك شبه إقرار في أروقة حملة ماكرون، بأن فكرة "الجبهة الجمهورية" لم تعد أمرا مسلّما، وفق "فرانس برس".
وقال مستشار للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، للوكالة الفرنسية، إن "مجرد شعار (لن يمروا) لن ينجح في توحيد الصفوف هذه المرة".
كما أن لوبان نفسها غيرت استراتيجيها بشكل كبير عن عام 2017، لتركز على قضايا تشغل بال المواطن الفرنسي، وتحتل أولوية كبيرة في النقاش العام، على حساب قضايا الهجرة التي ميزت خطابها السياسي في 2012 و٢٠١٧.
وفي الفترة الأخيرة، عملت لوبان، التي تصف نفسها بأنها "نسوية"، على تلطيف صورتها، وتقديم نفسها كمعتدلة، مع التركيز على القضايا التي تشغل الشارع.
هل "حان الوقت"؟
واختارت ماري لوبان لحملتها، شعار "حان الوقت"، في إشارة إلى أن دورها حان لدخول الإليزيه عبر صناديق الاقتراع.
وللوصول إلى ذلك، أعدت لوبان برنامجا انتخابيا تضمن لائحة طويلة من التعهدات أبرزها زيادة الحد الأدنى للمعاش التقاعدي، ومنع شغل الوظائف من قبل الأجانب، ومحاربة المخدرات، وتدريب ورفع رواتب مقدمي الرعاية والتمريض، وتقنين المساعدات الطبية للأجانب، وإنهاء إلزامية لقاح كورونا.
ورغم التشكيك في إمكانية تشكيل جبهة جهورية جديدة لدعم ماكرون، ونتائج استطلاعات الرأي المتقاربة، فإن تكرار سيناريو 2017، يبدو السيناريو الأقرب للحدوث في الجولة الثانية أواخر الشهر الجاري، أيضا، وفق مراقبين.
السيناريو الأقرب
وبدا تكرار سيناريو الانتخابات الماضية قريبا للحدوث، أمس، حين ظهرت بوادر توحد خلف ماكرون من أطياف سياسية مختلفة، ودعوة الرئيس المنتهية ولايته جميع الأطياف إلى الانضمام لحملته.
وأمس الأحد دعا ثلاثة مرشحين يساريين لم يحالفهم الحظ في الدورة الأولى هم المدافع عن البيئة يانيك جادو (أقل من 5 % من الأصوات) والشيوعي فابيان روسيل (2 إلى 3 %) والاشتراكية آن إيدالغو (أقل من 2 %) فضلا عن مرشحة اليمين فاليري بيكريس، صراحة ناخبيهم إلى التصويت لصالح ماكرون.
فيما لم يدعو المرشح صاحب المركز الثالث في النتائج النهائية، ميلانشون (21,95% من الأصوات)، بشكل واضح لدعم ماكرون، لكنه دعا أنصاره بشكل واضح أمس إلى عدم منح صوت واحد للوبان.
في المقابل، وفي خطاب أمام أنصاره أمس، دعا مرشح اليمين المتطرف إريك زيمور، إلى انتخاب لوبان في الجولة الثانية من الاقتراع.
وإيرك زيمور يحتل المركز الرابع في النتائج النهائية بـ7.07%.
كما دعا الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، الشعب بكل اختلافاته أن ينضم إليه في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، مضيفا أن فرنسا وأوروبا تشهدان لحظة حاسمة.