قبلة حياة للحكومة الفرنسية.. بايرو يعبر «مطب» سحب الثقة
![فرنسوا بايرو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/05/204-214205-france-government_700x400.jpg)
مطب جديد نجح رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، في تجاوزه اليوم.
فقد نجا بايرو من تصويت أولي لحجب الثقة في البرلمان، دعا إليه أقصى اليسار، بعدما امتنع التجمع الوطني المنتمي لأقصى اليمين والاشتراكيون من يسار الوسط عن تأييد الاقتراح.
وصوَّت 128 نائبًا، اليوم الأربعاء، لصالح الاقتراح، وهو عدد أقل بكثير من العدد المطلوب، وهو 289 صوتًا.
وقدم نواب من أقصى اليسار اقتراحين بحجب الثقة عن رئيس الوزراء، بعد أن استند إلى سلطات دستورية خاصة لفرض ميزانية 2025.
وتسمح الأداة، المعروفة باسم المادة 49.3، لحكومة الأقلية بتمرير تشريع بدون تصويت برلماني.
وفي حال سقوطه، كان بايرو سيحقق "امتيازًا مخزيًا بكونه أقصر رئيس وزراء في تاريخ فرنسا الحديث"، على حد قول مجلة بوليتيكو الأمريكية.
كما أنه كان سيترك البلاد دون ميزانية، في الوقت الذي يتساءل فيه المستثمرون عمَّا إذا كانت فرنسا قادرة على سداد ديونها.
الأكثر من ذلك، من المنتظر أن سحب الثقة، في حال حدوثه، كان سيؤدي إلى تفاقم المخاوف من أن ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا أصبح غير قابل للحكم، في الوقت الذي يقف فيه الاقتصاد الألماني في وضع صعب، وتواجه القارة حربًا تجارية محتملة مع الولايات المتحدة.
أمل ماكرون
ويُنظر إلى بايرو، على نطاق واسع، على أنه الأمل الأخير للرئيس إيمانويل ماكرون لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تسببت فيها انتخابات تشريعية مبكرة دعا إليها الرئيس على عجل الصيف الماضي.
وكان الرجل، البالغ من العمر 73 عامًا، في قلب السياسة الفرنسية لجيل كامل، وهو سياسي ذو ثقل يحظى بالاحترام، وله تاريخ في العمل مع السياسيين من مختلف أنحاء المشهد السياسي الفرنسي المنقسم.
وتصويت اليوم الأربعاء هو الاختبار الأبرز لحنكة بايرو السياسية.
وقال برونو جانبارت، خبير استطلاعات الرأي في مؤسسة OpinionWay: "إذا فشل بايرو، ستفسر الأسواق سقوطه على أنه دليل على أنه لا يمكن لأحد آخر أن ينجح" في البلد الأوروبي.
ومضى قائلًا: "إنه وسطي، لذلك إذا لم يتمكن من التوصل إلى حل وسط، فمن يستطيع؟".
فرصة لتجاوز الانقسام
وبعد تجاوز بايرو عقبة تصويت الثقة، فقد يتمكن من المساعدة في فتح المشهد السياسي الفرنسي، الذي كان منقسمًا بشدة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، وبينهما الوسط والمحافظون.
ومن خلال جذب الاشتراكيين إلى معسكره، سيحدث بايرو شرخًا كبيرًا بين حزب يسار الوسط وشركائه في حزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد (أقصى اليسار).