إعصار كورونا "يشل" الموسم السياحي بمنتجعات المكسيك
يعتبر فصل الربيع تحديدا هو ذروة موسم السفن السياحية، كما أن منتجع كوزوميل هو أحد أهم الموانئ التي تحظى بزيارات السفن السياحية
في الوقت الذي كان يستعد فيه منتجع كوزوميل السياحي في المكسيك لموسم ضخم، تسبب فيروس كورونا المستجد في وضع نهاية مأساوية لذلك، حيث تم إغلاق المطاعم والمحلات التجارية الخاوية، بالإضافة إلى شعور المواطنين بالقلق بشأن توفر سبل عيشهم مع غياب السياح.
ويعتبر فصل الربيع تحديدا هو ذروة موسم السفن السياحية، كما أن كوزوميل هو أحد أهم الموانئ التي تحظى بزيارات السفن السياحية في العالم.
وفي عام 2019، رست هنا أكثر من 1300 سفينة سياحية، كانت تقل على متنها 4.5 مليون راكب، وهو رقم قياسي كانت الجزيرة تهدف لتجاوزه في عام 2020. وتعتبر السفن شريان الحياة المالي في كوزوميل، حيث تمثل أكثر من 70% من النشاط الاقتصادي للجزيرة.
ويقول بابلو راميريز (23 عاما) الذي يعاني من الإحباط، وهو يعرض سلسلة من فكي أسماك القرش: "لدينا جميع أنواع أسماك القرش... ولكن، في الوقت الحالي، لا يوجد أحد هنا لشراء أي شيء".
ويضيف: "لا يوجد سوى أرصفة خاوية من البشر، لا توجد أي سفن سياحية في الأفق".
وهناك مشكلة كبيرة في منتجع مارجريتفيل، حيث أثّر انهيار رحلات السفر الدولية بسبب تفشي وباء كورونا على صناعة السياحة في المكسيك، التي حققت في عام 2019 أرباحا بلغت 24 مليار دولار، أي ما يمثل نحو 8% من إجمالي الناتج القومي للبلاد.
وقد تعرض عدد قليل من الأماكن لضرر أكبر من الذي حدث هنا في كوزوميل، المنتجع السياحي الشهير الذي يقع قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
ويقوم محبو القيام برحلات على متن السفن السياحية بإنفاق عشرات الملايين من الدولارات سنويا لشراء كل شيء، بداية من الساعات الفاخرة والأساور المصنوعة من الماس، والحلي ذات الطابع المكسيكي، وصولا إلى إنفاق الكثير على الطعام والشراب أيضا.
إلا أن الخطر الناجم عن انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، جاء ليوقف كل شيء.
وقد ألغت خطوط السفن السياحية محطات التوقف التي كانت تخطط لها، بعد أن قالت السلطات إن السفن الكبيرة تعتبر أماكن محتملة لتكاثر الفيروس.
ولا تعتبر حالة الانهيار الحالية الأولى من نوعها في كوزوميل، حيث كانت الجزيرة قد عانت من صدمات اقتصادية سابقة بسبب حدوث أعاصير وانتشار وباء إنفلونزا الخنازير الذي نشأ في المكسيك عام 2009. ولكن في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المكسيكي بالفعل، فإن الشكوك بشأن مدة بقاء هذا الوباء زادت من القلق العام والانزعاج.
ومن جانبها، تعهدت السلطات الاتحادية وسلطات الولايات المكسيكية بمساعدة الجيوب السياحية التي تعاني من تدهور أوضاعها في البلاد، ولكن دون أن تظهر أي خطط إنقاذ مالي ملموسة حتى الآن.