فوز ماكرون.. هل تؤثر نتائج انتخابات فرنسا على الملف الليبي؟
بعد عشرية من الصراعات السياسية والعسكرية، ما زال الملف الليبي يتأرجح كـ"كرة لهب"، تتقاذفها الأطراف الداخلية والخارجية.
إلا أن الملف الذي تعثرت سبل الوصول إلى حل له، يتأثر بشكل ما، بالتطورات الخارجية التي تحدث داخل الدول المؤثرة فيه، بينها روسيا وفرنسا وغيرها.
أحد تلك التطورات كان نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتي أظهرت المؤشرات الأولية فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بولاية ثانية كأول حاكم يُعاد انتخابه لفترة ثانية منذ 20 عامًا.
الدور الفرنسي
ورغم أهمية الدور الفرنسي في الملف الليبي، باعتبارها إحدى الدول المؤثرة بشكل كبير في الأزمة، إلا أن محللين ومراقبين، تباينت آراؤهم حول مدى تأثير فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية على الأزمة بشكل عام.
فحسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الأسبق أكد في تدوينة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تجديد ولاية ماكرون سيحرك المياه الراكدة منذ أسابيع في عدة ملفات أوروبية وإقليمية؛ أبرزها الملف الليبي.
وقال المسؤول الأسبق، إن فرنسا هي القاطرة الحقيقية والفعلية للسياسات في أوروبا وداخل منظمة الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن ملف كليبيا لن يكون بمعزل عن هذا التمديد.
ملفات استراتيجية
إلا أن عثمان بركة المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مثل هذه الأمور لا علاقة لها بالملفات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن الملف الليبي ملف استراتيجي عند الفرنسيين ومنطقة نفوذ؛ فهو بلد يلعب كلاعب رئيس في إدارة الأزمة الليبية.
وحول إمكانية أن يستكمل ماكرون سياسته لحل الملفات الشائكة بليبيا، قال المحلل الليبي، إن هذه الدول لا تحل أزمات بل تؤججها بما يخدم مصالحها، مشيرًا إلى أنه لا توجد في الأصل ملفات بليبيا بل مليشيات تنفذ أوامر وتعليمات خارجية عربية وأجنبية.
سياسة فرنسا
وأشار إلى أن فرنسا تسعى لاستمرار هذا الحال؛ لكي تضمن مصالحها في ليبيا، مؤكدًا أن البلد الأوروبي صاحب "عقلية استعمارية"، لا تبحث عن حلول إطلاقا.
وهو ما أشار إليه فوزي الحداد المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، مؤكدًا أن نتائج الانتخابات الفرنسية لن تؤثر على الملف الليبي؛ فكل شيء بقي على حاله.
قائد ليبي لـ"العين الإخبارية": نحاصر إرهاب الجنوب وعلى الدبيبة الرحيل
وأوضح المحلل الليبي، أن سياسة فرنسا في ليبيا ستظل تتراوح بين المواقف الأوروبية والأمريكية من جهة، وبين التأثير الروسي من جهة أخرى.
وحول إمكانية أن تلعب لفرنسا دورًا في حلحلة أزمة الحكومتين، استبعد المحلل السياسي الليبي حدوث ذلك، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية بيد أمريكا حاليا.
البوابة الاستراتيجية
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ليبيا هي البوابة الاستراتيجية لضمان استقرار الأوضاع في منطقة ما وراء الصحراء والتي تمثل أهمية استراتيجية واقتصادية وطاقوية لفرنسا.
وأكد المحلل الليبي، أن ماكرون "مجبر" على التعامل بجدية أكبر لاستقرار الأوضاع في ليبيا، بعد أن تقلص النشاط الفرنسي، مما أفسح المجال للولايات المتحدة للعب دور محوري يعتمد على "استمرار" الفوضى في ليبيا والاكتفاء بإدارتها والهيمنة على الحكم في ليبيا، على حد قوله.
وحذر من أنه إذا ما استمرت فرنسا في نهجها "غير المبالي" بما يحدث في ليبيا، فستكون عواقب ذلك "وخيمة" على نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة في القارة الأفريقية.
ملف الهجرة
وحول تأثير فرنسا في ملف الهجرة غير الشرعية، أكد المحلل الليبي، أن ملف الهجرة شائك أوروبيا، مشيرًا إلى أن فرنسا لن تستطيع معالجته إلا من خلال تشديد قيود الهجرة وحماية حدودها الوطنية، وهذه مسألة صعبة في وجود نظام شنغن والحدود المفتوحة بين دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح المحلل الليبي، أن ماكرون يعد تعديلات على نظام شنغن وأيضا معاهدة دبلن الخاصة ببصمة اللجوء والتأكيد على أن نقطة وصول المهاجر الجغرافية هي وحدها التي يمكن لطالب اللجوء تقديم طلبه فيها، لكن دول الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي تعترض على ذلك، باعتبارها الأقرب جغرافيا لمسارات الهجرة ولا يمكنها تحمل هذا العبء الثقيل وحدها مثل اليونان وإيطاليا.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز