سياسة
هلال ليبيا النفطي.. محاصر بين تسليم السلطة وتوزيع الإيرادات
تحركات متسارعة يجريها رئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا، لمتابعة أزمة إغلاقات حقول النفط سعيا لإعادة فتحها والعودة للتصدير.
والتقى رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، الأحد، أهالي منطقة الهلال النفطي، للمطالبة باستئناف التصدير على أن تتم إدارة الإيرادات وفق آلية ونزيهة وشفافة، حتى تعود بالمنفعة على جميع الليبيين.
وأكد باشاغا خلال لقائه أهالي منطقة الهلال النفطي على صدق مخاوفهم، مشددًا على حرص الحكومة على عدم التصرف في إيرادات النفط بصورة مخالفة للقانون.
وتابع: ”نحن الآن نعمل بكل قوة وجدية على تقديم مشروع الميزانية لمجلس النواب، ميزانية عادلة وشفافة وواضحة جداً”.
ووعد بأن الميزانية سيكون فيها مبالغ مالية مخصصة لدعم البلديات بما يساهم في القضاء على المركزية وسهولة تقديم الخدمات لكل المواطنين.
وأضاف باشاغا: ”لدينا اتصالات مكثفة مع عدة أطراف محلية ودولية لوضع آلية شفافة تضمن عدم استغلال الإيرادات النفطية والاحتفاظ بهذه الإيرادات في حسابات الدولة الليبية بعيداً عن الصراعات السياسية بحيث نضمن أن تكون هذه الأموال لصالح عموم الشعب الليبي”.
وفي ختام اللقاء استمع رئيس الحكومة للمشاكل التي تعاني منها المنطقة في ظل تردي الوضع المعيشي والخدمات.
ضغوط دولية
يرى المحلل السياسي الليبي، الدكتور كامل المرعاش، أن فتحي باشاغا وحكومته ليس لهما صلاحيات قبل أن يتسلم السلطة رسميا في العاصمة طرابلس ولن يستطيع إقناع الشعب بأي رأي أو سياسة سواء تخص النفط أو غيرها من القضايا، مادامت أسباب الإغلاق قائمة.
وأضاف المرعاش لــ" العين الإخبارية" أن محاولة باشاغا التدخل تأتي في إطار النوايا الحسنة، ومحاولة تحقيق مكسب سياسي يساعده على التحدي الذي يواجه في الدخول إلى طرابلس وتسلم السلطة.
وأعرب المرعاش عن اعتقاده أن الضغوط التي يمارسها الثنائي الأمريكي السفير ومبعوث واشنطن ريتشارد نورلاند والمستشارة الأممية ستيفاني وليامز على رئيس الحكومة السابقة عبد الحميد الدبيبة وحثه على توزيع عائدات النفط بشكل عادل ودفع رواتب أفراد وضباط الجيش الوطني وعدم استخدام الأموال العامة في الترويج له والحد من الفساد، ربما ستفسح المجال لعودة إنتاج النفط في الحقول المغلقة.
المحلل السياسي الليبي أن كل هذه الشروط المطلوبة لإنهاء الإغلاق يشترط ان تكون في شكل اتفاق تضمنه بعض البلدان الجارة لليبيا وأيضا الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن يتم تنفيذ هذه الشروط قبل الشروع في إنهاء الإغلاق.
تسلم السلطة أولاً
بدوره يرى قال المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أن ملامح الاجتماع كانت واضحة بعد رفض الأهالي فتح وإعادة تصدير النفط.
وأضاف الأوجلي لــ" العين الإخبارية" أن مطالب الأهالي واضحة وهي تسليم رئيس الحكومة السابقة عبد الحميد الدبيبة لخلفة السلطة ومقاليد الحكم في طرابلس
والتوزيع العادل للموارد وهو لم يتحقق حتى الان، مطالبين باشاغا باستلام السلطة أولاً لضمان تحقيق مطالبهم قبل إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية.
وتابع الأوجلي أن مطالب التوزيع العادل هو أساسي منذ عهد النظام السابق معمر القذافي، لافتا إلى أن تحركات باشاغا خطوة للحصول على ثقة الدول الراعية للازمة الليبية.
وبين أن مطالب الأهالي واضحة وصريحة ولن تكون محل للمساومات أو الحوارات نظرا لتكرارها خلال السنوات الأخيرة ووعد العديد من الجهات ولم تتحقق مطالبهم، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي هو المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس وكذلك المؤسسات المالية التي تخضع لها.
واعتقد المحلل السياسي الليبي أن مطالب رئيس الحكومة لن تنفذ حتى تسلم السلطة في طرابلس وتقديم وعود جديدة للأهالي.