إغلاق النفط.. هل بدأت انتفاضة قبلية ضد الدبيبة في ليبيا؟
يرى خبراء سياسيون ليبيون أن إغلاق ميناء الزويتينة وحقل الفيل النفطيين بداية انتفاضة قبلية ضد رئيس الحكومة المقال عبدالحميد الدبيبة.
وأمس السبت أعلن محتجون من مدينة الزويتينة الليبية -شرقي البلاد- وقف تصدير النفط من ميناء المدينة، والحقول التابعة له حتى تسليم عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايته السلطة في العاصمة طرابلس.
وبعد ساعات أعلن محتجون قبليون من داخل حقل الفيل النفطي جنوبي البلاد وقف عمليات الإنتاج والتصدير، من الحقل.
سياسات الدبيبة
ويقول دكتور يوسف الفارسي أستاذ العلوم السياسية الليبي إن إغلاق النفط احتجاج وصحوة قبلية ضد سياسات الدبيبة الذي تعمد تجفيف المنابع وإهمال المنطقة الشرقية التي تنتج نحو 90% من إنتاج الدولة.
وتابع الفارسي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الدبيبة خلق فجوة كبيرة بين المصرف المركزي بطرابلس والمنطقة الشرقية والسلطات الموجودة بها ويحاول بالتعاون مع الصديق الكبير عودة البلاد للانقسام لكي يبقى في السلطة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته.
ونوه بأن الدبيبة حارب توحيد المصرف المركزي للسيطرة على إيرادات النفط والتي يؤمنها الجيش الليبي الذي يحمي 95 من المناطق النفطية الليبية ولم تسجل حالة اختراق واحدة.
وأشار إلى أن وكيل وزارة النفط رفعت العبار حاول بالتنسيق مع النائب العام والمصرف المركزي للتوزيع العادل للثروات من منطلق منصبه، إلا أنه تمت محاربته بقوة من قبل أطراف في العاصمة طرابلس، ولذلك لم يجد البعض إلا سبيل التصعيد بعد انسداد باب الحوار.
انتفاضة قبلية
ويقول الحقوقي والسياسي الليبي محمد الحاسي إن سياسات الدبيبة غير المسؤولة دفعت البلاد إلى طريق الانتفاضة الشعبية والقبلية، مع علمهم أنه لن يفي بأي وعود وقد سبق وتعهد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية إلا أنه تراجع عن ذلك وأفشل الاستحقاق.
وتابع الحاسي في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن نحو 3 ملايين ليبي سجلوا بياناتهم لخوض العملية الانتخابية إلا أن سياسات الدبيبة أفشلت الاستحقاق وكان عليه التسليم والارتحال إلا أنه لا يزال يتشبث بالسلطة ويحاول عرقلة خطة مجلس النواب للوصول إلى الاستحقاق.
وأضاف أن الدبيبة حول ليبيا إلى حكومة عائلة ولم يستجب لمطالب العديد من مكونات وفئات الشعب الليبي واكتفى بالاستجابة لطلبات المليشيات المؤيدة له والتنظيمات الإسلامية، ما دفعها للتحرك وسيكون هنالك عدة انتفاضات في مدن أخرى ضد الدبيبة للضغط عليه للارتحال فورا خاصة بعد أن فقد السيطرة تماما على الشرق والجنوب بتسلم حكومة باشاغا السلطة في الإقليمين.
تعنت الدبيبة
وأدت سياسات الدبيبة الذي لا يزال الدبيبة يرفض تسليم السلطة في العاصمة طرابلس للحكومة الجديدة التي نالت ثقة البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، إلى تصعيد من عدة أطراف ضده خاصة بعد وقفه رواتب جنود القوات المسلحة وجهاز الأمن الداخلي وحرس المنشآت النفطية لأكثر من 4 أشهر.
واضطرت سياسات عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المقال أعضاء لجنة 5+5 العسكرية الليبية إلى تعليق أعمالهم، في خطوة تهدد مسارات الحل بالبلاد.
وأعلن أعضاء اللجنة العسكرية الليبية 5+5 الممثلين للقيادة العامة للجيش وقف أعمال اللجنة، والمطالبة بقفل النفط وإغلاق الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب البلاد وتعليق الرحلات الجوية ردًا على ممارسات الدبيبة وعرقلته سحب المرتزقة والقوات الأجنبية وقطع المرتبات وعدم تسليم السلطة وامتثاله للشرعية.
وتسلم نائبا فتحي باشاغا مقرات الحكومة شرقي وجنوبي ليبيا إلا أن الوساطات الدولية لا تزال جارية بين الطرفين بشأن انتقال سلمي للسلطة في العاصمة طرابلس، في حين يتركز الموقف الأممي على دعم مبادرة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لتشكيل لجنة من مجلسي النواب وما يعرف بمجلس الدولة لصياغة قاعدة دستورية للانتخابات المنتظرة.
خسائر كبرى
ويعد ميناء الزويتينة وحقل الفيل من أبرز المواقع النفطية الليبية حيث يصدر ميناء الزويتينة، النفط الخام والغاز المسال منذ عام 1968 ويتكون من الوحدات الرئيسة، وحدة حركة الزيت، ومعمل الغاز، وقسم البحرية، بسعة تخزينية تبلغ 6.5 مليون برميل نفط خام، و988 ألف برميل من النافتا، و240 ألف برميل غاز البيوتان المسال، و270 ألف برميل غاز البروبان المسال.
وحقل الفيل ينتج 60 إلى 70 ألف برميل يوميًا ويمكن رفع الإنتاج إلى 100 ألف برميل يوميا وبه احتياطي 1.2 مليار برميل من الاحتياطيات، وتتشارك في إدارته، المؤسسة الوطنية للنفط عبر شركة مليتة للنفط والغاز وشركة إيني الإيطالية وجازبروم الروسية منذ عام 2008.
ويبلغ إنتاج ليبيا من النفط أكثر من 1.2 مليون برميل نفطي يوميا مستفيدة من إعفائها من قيود مجموعة "أوبك+" المصدرة للنفط من المشاركة في التخفيضات التي أقرتها، لخفض الإنتاج بسبب الأوضاع الداخلية.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز