6 تحديات "شائكة" أمام حكومة باشاغا بليبيا.. هل تستطيع تجاوزها؟
وسط مشهد ملتبس وتطورات "شائكة"، بدأت حكومة فتحي باشاغا مهامها من الجنوب الليبي، في محاولة للضغط على رئيس الوزراء السابق عبدالحميد الدبيبة لتسليم السلطة.
إلا أن تلك الحكومة تواجه العديد من التحديات التي تغيرت كثيرًا عن لحظة منحها الثقة من مجلس النواب، قبل قرابة 50 يومًا، بفعل "تعنت" الدبيبة في تسليم السلطة، وما تسبب فيه ذلك، من بعثرة جهود الحل في عدد من الملفات، مما يستدعي جهودًا مكثفة على عاتق باشاغا ويضعه في اختبار "صعب" سيحدد مدى قدرته على قيادة ليبيا نحو الانتخابات التي طال انتظارها.
توحيد اللجنة العسكرية
أول الملفات "الشائكة" والأكثر أهمية، هو إعادة توحيد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، بعد تعليق الجيش الليبي مشاركته فيها، مدفوعًا بمواقف عدة لحكومة الدبيبة "المقالة" والتي علقت رواتب عناصره عدة مرات.
ورغم أن ذلك الملف، يستدعي من حكومة باشاغا تكثيف العمل لمحو آثار الدبيبة السلبية فيه، وخاصة أن وفد الجيش الليبي في لجنة 5+5، أكد أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية "المقالة" هددهم بالحرب.
وبينما حاولت الأمم المتحدة خلال الأيام الماضية تذليل العقبات وحل الخلافات وتسوية النقاط العالقة التي أعاقت عمل اللجنة ككل، إلا أن رئيس وفد الجيش الوطني الليبي الفريق مراجع العمامي أكد أن "البعض لا يريد التوافق بيننا وبين الزملاء في العاصمة الليبية"، في إشارة إلى الدبيبة.
ملف النفط
تسبب "تعنت" الدبيبة في فقدان ليبيا قرابة نصف إنتاجها النفطي، بسبب الحصار المضروب على حقول ومرافئ تصدير رئيسية، من قبل أهالي وأعيان مدن، اشترطوا تسليم رئيس الحكومة "المقالة" السلطة أولا قبل إعادة فتح الموانئ النفطية.
ويعد ملف النفط سلاح ذو حدين، فهو سلاح ناجع في تحقيق مكاسب، لما له من آثار فورية في حرمان الدبيبة والمليشيات المسلحة من العوائد ويجعله محاصرًا أمام المليشيات المسلحة التي تضغط عليه للحصول على مستحقاتها، إلا أنه في الوقت نفسه يحرم ليبيا من عوائد "هائلة" وخاصة أنه يأتي في توقيت تشهد فيه أسعار الذهب الأسود أعلى مستوياتها في سنوات.
إلا أن حكومة باشاغا، بدأت العمل على هذا الملف مبكرًا، بحسب مجلس النواب الليبي الذي أعلن عن شروع الحكومة الجديدة في إجراء اتصالات لمعالجة أزمة إغلاق موانئ النفط في البلاد.
دخول طرابلس
أحد التحديات "الهائلة" أمام حكومة باشاغا هو دخول العاصمة طرابلس وتسلم السلطة من الدبيبة الذي يرفض حتى اللحظة تسليمها.
إلا أن ذلك التحدي، أصبح أصعب بشكل كبير، وخاصة بعد عودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابي عبدالحكيم بلحاج إلى العاصمة طرابلس مساء الخميس، وسط تحذيرات من احتمالية عودة الحرب مجددًا.
وفيما تشرئب أعناق الليبيين إلى باشاغا، مترقبين كيف سيستطيع دخول طرابلس والحكم من هناك، أبدوا تخوفاتهم من إعادة الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، وخاصة أن "الجراح السابقة" لم تندمل بعد.
ويعد دخول طرابلس أحد التحديات "الهائلة" التي ستحدد مدى قوة باشاغا على الأرض، وخاصة بعد أن أعلنت مدينة مصراتة (مسقط رأسه والدبيبة) قبل أيام وقوفها على الحياد، مطالبة الرجلين المتنافسين بإبقاء "الصراع" سياسيًا.
وفي محاولات مبكرة للتمهيد للدخول لطرابلس، أكد مجلس النواب أن حكومة باشاغا ناقشت أيضا إجراءات أمنية وعسكرية لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أنها أيضا بحثت حماية العاصمة طرابلس من التهديدات الأمنية التي تواجهها.
المليشيات المسلحة
المليشيات المسلحة تعد أحد أبرز الملفات الجديدة القديمة، التي تواجه حكومة باشاغا، إلا أن "استفحالها" خلال الفترة الماضية، يضع على عاتق الحكومة الجديدة، مهمة تسريع وتيرة إعادة إدماجهم في المؤسسات الأمنية، وفق الاشتراطات التي نص عليها اتفاق جنيف.
وعاشت العاصمة الليبية طرابلس خلال الفترة الماضية على وقع أعمال عنف واشتباكات مسلحة بين المليشيات المسلحة تنشب بين الحين والآخر، والتي كان آخرها فجر اليوم الجمعة، في محاولة منها لبسط نفوذها والحصول على مكاسب "آنية".
تحديات اقتصادية
تواجه حكومة باشاغا تحديات اقتصادية "هائلة" فرضتها الأزمة الأوكرانية الروسية، بينها معالجة أزمة ملف استيراد القمح، والذي أدى إلى تضاعف أسعار الخبز عدة مرات خلال الفترة الماضية، مما ألقى بتبعات ثقيلة على الليبيين.
وتسببت الأزمة الأوكرانية، في منع بعض الدول تصدير منتجاتها إلى ليبيا، بشكل أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير في الأسواق الليبية، مما يتطلب من حكومة باشاغا سرعة إنجاز تلك التحديات.
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هناك تحديات كثيرة أمام حكومة باشاغا، أولها وأهمها تأكيد قدرتها على شرعيتها ودخولها العاصمة طرابلس وإزاحة حكومة الدبيبة، محذرًا من أن فشلها في تحقيق ذلك خلال الأسبوعين القادمين، سيحولها لحكومة موازية بدون أي صلاحيات.
رؤوس الإرهاب
وأوضح المحلل الليبي، أن وصول ثلاثة من رؤوس "الإرهاب" في ليبيا ممن شاركوا في حروب افغانستان إلى طرابلس، بيهم عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، يعد مؤشرًا خطيرًا على ما يخطط له آل الدبيبة، بشأن تسليم العاصمة طرابلس.
وحول ملف النفط، قال المحلل الليبي، إنه محوري في الصراع الليبي، فتحول إلى سلاح قوي يستخدم من كل الأطراف، مؤكدًا أن وقف انتاج وتصدير النفط يعني قطع الشريان المالي الذي تعيش عليه حكومة الدبيبة، ويضعها أمام صعوبات كبيرة في تلبية طلبات الميليشيات الموالية لها وكذلك تمويل الفساد والنهب الذي ترعاه لشراء الذمم ومعاقبة مناطق ليبيا الأخرى المناوئة لها.
شرط النجاح
وأشار إلى أن إيقاف إنتاج وتصدير النفط يبقى الخيار السلمي الأفضل للتخلص من حكومة "الفساد" في طرابلس، لأنه سيحرمها من دفع مزيد من الأموال لميليشيات طرابلس، وسيضغط على الدول الداعمة لها، لمراجعة مواقفها وإجباره على الرحيل، إذا كانت تريد تعويض النفط الروسي.
أما عن مدى قدرة باشاغا على تجاوز تلك التحديات، فقال المحلل الليبي كامل المرعاش، إنه سيبقى مرهونًا بدخوله إلى طرابلس بأسرع وقت ممكن، سلمًا أم حربا، مشيرًا إلى أن خطوة كهذه سيمكنها من العمل في كل مناطق ليبيا وسيجعلها تحظى بدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز