عودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة لطرابلس.. نذر حرب
عاد أمير الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية عبدالحكيم بلحاج إلى العاصمة الليبية طرابلس بعد سنوات من غيابه عنها.
وتثير عودة بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة –فرع تنظيم القاعدة الإرهابي- إلى طرابلس في هذا التوقيت مخاوف من أن يكون تم استدعاؤه من قبل رئيس الحكومة المنتهية ولايتها والرافضة لتسليم السلطة عبد الحميد الدبيبة استعدادا لخوض حرب لمنع الحكومة الشرعية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا من دخول العاصمة.
وفوجئ الليبيون باستقبال حاشد لبلحاج فور وصوله إلى مطار معيتيقة حيث استقبل في قاعة كبار الزوار بحضور عدد من أقاربه ورفاقه في الجماعة الليبية المقاتلة وسط تأمين كبير من قوات الحرس الرئاسي بإمرة أيوب أبوراس.
من هو بلحاج؟
عبدالحكيم بلحاج مواليد 1966 بطرابلس، هو أمير ومؤسس الجماعة الليبية المقاتلة، فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، الذي أسسه أثناء مشاركته في القتال إلى جانب الجماعات الإرهابية في أفغانستان، ونفذ العديد من العمليات ضد الدولة الليبية، وعام 1995ضربت السلطات مراكز التدريب التي يديرها.
وقبض على بلحاج في تايلاند عام 2001 وسلمته بانكوك إلى ليبيا حيث سجن إلى أن أطلق نظام القذافي سراحه عام 2010 ضمن ما عرف حينها بـ"الدراسات التصحيحية" وهي مصالحة بين الجماعات الإسلامية ونظام القذافي- والتي اقتضت ألا يعادي أحدهما الآخر، إلا أنه بعد أشهر قليلة قامت ثورة على نظام القذافي في 17 فبراير شارك فيها بلحاج والقوات التابعة له.
وفر بلحاج من طرابلس منذ 2017 لتورطه في عدة جرائم وصدر أمر قبض بحقه من النائب العام في 2019.
كما وضعه مجلس النواب الليبي على قوائم الإرهاب، حيث أسس بلحاج شركة للطيران بعد استيلائه على الملايين من الدولارات من أموال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد أحداث 17 من فبراير 2011، وتواجه شركته المعروفة بـ"الأجنحة" اتهامات بتهريب الإرهابيين إلى ليبيا.
ورطة الدبيبة
يقول الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح، إن "الدبيبة في ورطة حقيقية كونه لم يستطع أن يقدم شيئا فعليا لليبيين ولم يستطع إجراء الانتخابات وفق تعهداته، وباقتراب شهر يونيو تنتهي مدة خارطة الطريق الأممية ولا يكون للدبيبة أي مبرر لوجوده، ولذلك سيتمسك بالسلطة وقد يدخل البلاد في حرب حقيقية".
وتابع صالح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الدبيبة لجأ لاسترضاء الجماعات المتشددة خاصة تيار المفتي المعزول الزعيم الديني للإرهابيين الصادق الغرياني وكذلك لجأ لزعيمهم العسكري والرمز بالنسبة إليهم عبدالحكيم بلحاج خاصة مع ما لديه من علاقات دولية فقد يحتاج إلى كل ذلك لو اضطر إلى خوض معركة للدفاع عن منصبه.
وأضاف الحقوقي الليبي أن الليبيين أصبحوا يدركون أن سياسات الدبيبة ستدفع البلاد إلى حرب كبرى، خاصة مع تعنته ضد الجيش الليبي وجهاز الأمن الداخلي والسكان في المنطقتين الشرقية والجنوبية، والذي شق عصا لجنة 5+5 العسكرية لأول مرة منذ اتفاق وقف إطلاق النار 2020، وهو ما ظهر على لسان رئيس أركان المنطقة الغربية، محمد الحداد الذي ألمح إلى ان هنالك من يسعى لجر البلاد إلى حرب للحفاظ على منصبه.
بلحاج الورقة المحروقة
يرى المحلل السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن "بلحاج هو الورقة المحروقة التي يريد أن يلعب بها الدبيبة ظانا أنه يستطيع أن يجمع كل المليشيات ويسيطر عليه كونه كان رئيس المجلس العسكري بطرابلس ولديه علاقات قوية بكافة التيارات المختلفة ويستطيع أن يضغط على المليشيات التي مالت إلى باشاغا".
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "ورقة بلحاج أصبحت ورقة محروقة لاعتبارات كثيرة منها أن الرجل له أعوام خارج العاصمة وتغير الكثير وظهرت العديد من القيادات التي ليس له علاقة به أو يستطيع الضغط عليها، كما ان بلحاج أصبح يركن إلى الدعة وترك السلاح وسكن الفيلات الفخمة والضخمة وترك هذه الأمور لأتباعه مستفيدا من أموال القذافي وشركة الطيران".
وأردف أن اللعب على وتر الجماعات الإرهابية وخاصة الموالية للقاعدة لم يعد مجديا وسيجد رفضا كبيرا من العديد من الدول التي ترفض بلحاج والجهات الداعمة له حيث إن مشاركته لن تجعل الملف داخليا بل ستبدأ لتعود الأزمة لتدار من الخارج بشكل كبير وربما هذا ما يريده من أرسله إلى طرابلس.
وعقدت الحكومة الليبية أول اجتماع لها الخميس 21 إبريل 2022 بمدينة سبها جنوب البلاد، بعد منحها الثقة بـ51 يوم، بعد رفض الدبيبة التسليم في العاصمة، رغم تسلم نائبي فتحي باشاغا مقرات الحكومة شرقي وجنوبي ليبيا إلا أن الوساطات الدولية لا تزال جارية بين الطرفين.