تهريب النفط الليبي.. سفينة تونس "الغارقة" تطفو بالملف المسكوت عنه
أعادت قضية غرق السفينة النفطية قبالة السواحل التونسية، ملف سرقة أهم مصدر للدخل القومي في ليبيا.
وبعد غرق السفينة أعلنت السلطات السويسرية فتح تحقيق في تورط شبكة ليبية وشركة سويسرية في نهب الوقود الليبي.
واتهم القضاء السويسري شركة "كولمار جروب" بالتورط في تهريب الديزل بحراً من مصافي نفط تابعة للدولة الليبية بين عامي 2014 و2015.
وفي تحقيق نُشر في آذار/مارس 2020، اتهمت المنظمتان غير الحكوميتين السويسريتان "بابلك آي" و"ترايل أنترناشيونال" الشركة السويسرية "كولمار جروب" بممارسة أعمال تجارية بين عامي 2014 و2015 مع شبكة ليبية نافذة تعمل في تهريب الوقود.
وإزاء رخص سعر الوقود في ليبيا حيث يعتبر بين الأدنى في العالم، فإن تهريب المحروقات خصوصا إلى تونس المجاورة غربا وإيطاليا ومالطا شمالا، يعتبر نشاطا يدر أموالا كثيرة.
ما يقرب من مليار خسائر
وفي عام 2018، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله، إن خسائر قطاع النفط في ليبيا بسبب التهريب والسرقة بلغت 750 مليون دولار سنويا، متحدثا عن آفة تهدد اقتصاد بلاده.
الزاوية وزوارة
يأتي ذلك فيما كشف الوزير والنائب التونسي السابق المبروك كرشيد أن ناقلة النفط الغارقة قبالة قابس تمارس التهريب بين سواحل ليبيا وتونس.
وأضاف كرشيد في تصريحات صحفية أن السفينة تقوم بإطفاء راداراتها أثناء المرور بالبحر المتوسط
وبين الوزير التونسي السابق أن مالك السفينة تركي وآخر ليبي، مشيرا إلى أنها كانت محملة بالبترول الليبي المهرب من مدينة الزاوية وكانت في طريقها إلى مالطا.
واستطرد المسؤول التونسي السابق أن تلك الظاهرة متفشية منذ زمن طويل في غرب ليبيا وأن هناك سفنا في البحر المتوسط قريبة من منطقة الزاوية وزوارة يتزودون بكميات كبيرة من النفط الليبي المهرب إلى مالطا.
انتشار المليشيات
واتفق مع كرشيد، المستشار الليبي في قطاع النفط والغاز، عبد الجليل معيوف، الذي رأى أن تهريب الوقود مستمر منذ عام 2013 من مصفاة الزاوية وعن طريق صبراتة وزوارة.
وأضاف عبد الجليل لــ" العين الإخبارية" أن هناك كتيبة تسمي كتيبة النصر مسيطرة علي مصفاة الزاوية وهي تعتبر الحلقة الأولى في موضوع التهريب ويوجد شبكة إجرامية تتكون من حوالي 500 شخص تقوم بكل عمليات التهريب مثل توفير أماكن التخزين والنقل إما إلي تونس أو مالطا وإيطاليا.
وشدد المستشار الليبي في قطاع النفط والغاز على أن هذا معروف لدي المؤسسة الوطنية للنفط ولكل السلطات الليبية وكذلك النائب العام، لافتا إلى أنه في إحدى تقارير خبراء مجلس الأمن تم ذكر كل تفاصيل عمليات التهريب هذه.
وأكد عبد الجليل أن هناك تواطؤ دولي لإن المستفيدين عددهم كبير، لافتا إلى أن قصة هذه الباخرة جزء من هذه المسرحية الحزينة والمستمرة في سرقة قوت الليبيين.
وأرجع الخبير النفطي السبب إلى غياب الدولة الليبية وسيطرة المليشيات المسلحة والإجرامية على مدن الغرب الليبي.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز