ليبيا تفقد نصف إنتاجها النفطي.. قلق أمريكي وسط تعثر حل الأزمة
موجة رابعة من الإغلاقات النفطية، أدت لخسارة ليبيا قرابة نصف إنتاجها من الذهب الأسود، في وقت تشهد فيه الأسعار العالمية ارتفاعات كبيرة.
وقال المكتب الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان مقتضب، الأربعاء، إن ليبيا تخسر حاليا أكثر من 550 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط بسبب الحصار المضروب على حقول ومرافئ تصدير رئيسية.
وقالت مؤسسة النفط، إنه في الوقت الذي تشهد فيه أسعار النفط انتعاشا كبيرًا نظرا لزيادة الطلب العالمي عليه، الأمر الذي تستغله كل الدول المنتجة لزيادة إيراداتها، يتعرض الخام الليبي لموجة إغلاقات وصفتها بـ"غير شرعية"، محذرة من أنها سيكون لها بالغ الضرر على الآبار والمكامن والمعدات السطحية لقطاع النفط، بالإضافة إلى فقدان خزينة الدولة لفرص بيعية محققة بأسعار قد لا تتكرر لعقود قادمة.
وحذرت المؤسسة الليبية من أن إيقاف الإنتاج بشركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز ستكون له تداعياته على استقرار الشبكة العامة للكهرباء وخاصة في المنطقة الشرقية؛ إذ إن معظم المحطات الكهربائية تتغذى على الغاز المنتج من حقول الشركة.
موجة رابعة
بيان مؤسسة النفط الليبية، جاء بعد ساعات من إعلانها حالة القوة القاهرة على ميناء البريقة النفطي، بعد موجة رابعة من الإغلاقات للحقول النفطية، قالت عنها إنها ستؤدي لاستحالة تنفيذ التزاماتها وتعاهداتها اتجاه السوق النفطي.
من جانبه، قال عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب الليبي ميلود الأسود، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن إغلاق الحقول والموانئ النفطية وإيقاف تصدير النفط تعد "خطوة تصعيدية"، تلحق ضررًا جسيمًا بالاقتصاد الوطني، خاصة في ظل أسعار النفط الحالية.
ورغم أنه قال إنه يقدر الأسباب والدوافع التي أدت إلى موجة الإغلاقات الحالية، إلا أنه أكد أنه "لا نريد اتخاذ هذه الخطوة أبدا"، مطالبة حكومة عبدالحميد الدبيبة المقالة من البرلمان بالرحيل فورًا لتهدئة الموقف والسماح بإعادة إنتاج وتصدير النفط.
تعثر الحل
وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن أي محاولة أو تدخل لإنهاء الوضع الراهن، بسبب أن المنفذين لعملية الإغلاق ليسوا جهة رسمية أو جهة واحدة، مما يصعب مهمة التواصل معهم.
وفي محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل وإنقاذ الوضع، عقد سفيرها في ليبيا ريتشارد نورلاند، ونائب مساعد وزير الخزانة الأمريكية إريك ماير، اجتماعًا مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، أعربا خلاله عن قلق واشنطن بشأن توقف نصف إنتاج النفط الليبي.
وكانت وكالة "بلومبرج" قالت قبل أيام، إنه من المقرر أن تصدر ليبيا خلال الشهر الحالي 3ر32 مليون برميل بما يعادل 08ر1 مليون برميل يوميا، مقابل 4ر31 مليون برميل بما يعادل 01ر1 مليون برميل يوميا خلال مارس/آذار الماضي.
قلق أمريكي
وأوضح السفير نورلاند، أنّ "الاضطرابات القسرية والممتدة في إنتاج النفط تؤدّي إلى خلق ظروف عصيبة للشعب الليبي، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي، ومشاكل إمدادات المياه، ونقص الوقود، وتدمير البنية التحتية للنفط، ممّا يهدّد مستقبل قطاع الطاقة الليبي وقدرته على الاستمرار في توليد الإيرادات لصالحه".
وبحسب بيان للسفارة الأمريكية، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن الاجتماع نافش الجهود المشتركة لتعزيز الشفافية في مصرف ليبيا المركزي، لا سيما فيما يتعلّق بالإنفاق العام.
حماية النفط
وأكد السفير نورلاند أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تشارك الليبيين قلقهم من إمكانية تحويل الأموال لدعم أغراض سياسية حزبية أو تقويض السلام والأمن في ليبيا.
وحث السفير ونائب مساعد وزير الخزانة ماير، مصرف ليبيا المركزي على حماية عائدات النفط الليبية من "الاختلاس" لإعادة بناء الثقة في المؤسسة والمساهمة في الاستقرار.
وجدّد المشاركون التأكيد على الأهمية البالغة لتوفير الدعم المالي لعمليات المؤسسة الوطنية للنفط، حتى مع استمرار المناقشات في محاولة للتوصل إلى اتفاق واسع بشأن النفقات الحكومية الأخرى.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز