سياسة
"جماعة ضغط" خارجية.. الدبيبة يستميت للبقاء في المشهد الليبي
رغم إقالتها من البرلمان الليبي قبل 50 يومًا إلا أن مساعي حكومة عبدالحميد الدبيبة الداخلية والخارجية للاستمرار في المشهد لم تتوقف يوما.
أحد تلك المساعي، ما كشفت عنه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير لها، عن أن حكومة الدبيبة استعانت بجماعة ضغط تقودها نائبة رئيس مجموعة "بوديستا" للسياسة العالمية والاتصالات إليزابيت ديماري، ورئيسة موظفي المجموعة هيلين هاجرتي، لدعمها أمام الإدارة الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن مهمة جماعة الضغط ستكون تسهيل الاجتماعات مع البيت الأبيض وإدارة الرئيس جو بايدن، بالإضافة إلى مسؤولي الكونجرس ووسائل الإعلام، لـ"إثبات وتعزيز علاقات الدبيبة مع قادة الفروع التنفيذية والتشريعية للحكومة الأمريكية".
غرض مزدوج
وبحسب "بوليتيكو"، فإن قرار الدبيبة، يأتي وفقا لخدمة "الغرض المزدوج" المتمثل في الحفاظ على "مكاسب" الحكومة وتعزيز الاتفاق على أساس دستوري لانتخابات عام 2022، وفقًا لنسخة من العقد المقدم إلى وزارة العدل، الذي أشار إلى أن الطرفين ما زالا يتفاوضان على سعر الترتيب.
تأتي تلك المحاولة بعد يوم من زيارة خارجية لعبدالحميد الدبيبة إلى الجزائر، في محاولة منها للحصول على الدعم، ولكسر "العزلة" التي تعاني منها حكومته، بعد إقالتها من البرلمان.
إلا أن تلك المحاولات، وصفها المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بـ"استنزاف مروع" للمال الليبي، مؤكدًا أن السياسات الأمريكية تجاه ليبيا لا تتأثر بهذه "الهرطقات"، بل بمصالحها.
المصالح الأمريكية
وأوضح المحلل الليبي أنه لا توجد أي أسباب لدى مصادر صناعة القرار الأمريكي، تجعلها تختار الدبيبة، بناء على ما تقدمه لها شركات العلاقات العامة، بل إنها تقرر ما يخص ليبيا عمليا بناء على مصالحها وما يضعه المخططون الاستراتيجيون، وتقارير المخابرات و"الأفريكوم" المسؤولة عسكريا عن ليبيا.
وأشار إلى أن شركات العلاقات العامة تصلح لدعم عمليات المفاضلة بين المتنافسين السياسيين بالدولة المستقرة التى تؤثر أمريكا بصورة ما في قرارها السياسي، إلا أنه لا يصلح مع ليبيا التي قال إنها "تقع تحت الوصاية الأمريكية".
خسارة الفرص
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنها لن تنجح، مشيرًا إلى أن حكومة الدبيبة خسرت كل الفرص التي كانت متاحة أمامها.
وأوضح المحلل الليبي أن حكومة الدبيبة تلعب الآن في آخر أيامها، مشيرًا إلى أن الدول الغربية لا تهتم بالأشخاص بقدر اهتمامها بمصالحها الشخصية، وهو ما ينطبق على الولايات المتحدة التي لن تكون مصلحتها مع الدبيبة.
طرق جديدة
وفيما قال إن الخيار الذي لجأ إليه الدبيبة كان بهدف البقاء بأي شكل، مشيرًا إلى أنها تحاول في كل مرة تجربة طرق جديدة تحاول من خلالها الحصول على بعض الدعم الدولي.
إلا أن المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، اعتبر أن تلك المحاولة من حكومة الدبيبة المقالة ليست الأولى؛ فهي تعاقدت في وقت سابق مع جماعات للضغط نحو إفشال الانتخابات.
وأوضح المحلل الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن محاولات الدبيبة لن تنجح في إبقائه على رأس السلطة.