فرانسو أولاند والجمل المسروق.. أكلوا "هدية" الرئيس
لرمزيته يعتبر الجمل من أغلى الهدايا التي يقدمها سكان تمبكتو في مالي لشخص عزيز غير أن كل ذلك قد يتبخر حين يفرض الجوع كلمته.
معادلة متعددة الأوجه، فهذا الحيوان الصبور الذي يستخدمه سكان المدينة الواقعة شمالي البلد الأفريقي، التي دمرتها الحركات المسلحة، قد يتخلى عن وظيفته كوسيلة للتنقل، ويقفز مباشرة إلى المقلاة.
هذا ما أعلنه وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، في 2013، بالقول: "علمنا أن الجمل الذي عُرض على فرانسوا أولاند خلال زيارته إلى تمبكتو في 2 فبراير/شباط (شباط من العام نفسه) ربما أكلته الأسرة المالية التي عُهد إليه بها".
فيما قال الوفد المرافق للوزير "هذا ما قيل لنا محليًا عندما كنا بمالي في 7 مارس (آذار)"، مؤكدين أنه "ليس لدينا المزيد من المعلومات حول إمكانية تتبع الحيوان".
القصة
خلال زيارة أجراها أولاند إلى مالي في 2013، توجه إلى مناطق شمالية حررتها القوات الفرنسية من المتطرفين، ومن بينها تمبكتو، المدينة التاريخية التي عانت لسنوات من هجمات المتشددين ممن دمروا معالمها التراثية وشوهوا مبانيها العريقة.
وخلال تلك الزيارة، أهداه سكان محليون جملا عربيا احتفاء به وتقديرا لجهود باريس في المساعدة على طرد المتطرفين من مدن شمال مالي، لكن تبين لاحقا أن الهدية جمل مسروق من أحد العرب.
وانكشفت القصة حين تقدم لاجئ في مخيم قرب الحدود الموريتانية ببلاغ أعلن من خلاله سرقة جمله، مشيرا إلى أنه نفسه الذي تم إهداؤه للرئيس الفرنسي، وهدد بتحريك دعوى قضائية، لكن لم يُعرف مصير تلك الدعوى بعد أكل الجمل.
ومن غير المعروف إن كان أولاند علم بقصة الجمل المسروق أم لا، لكن المؤكد هو أن باريس كانت تعتزم نقل الجمل إلى فرنسا وضمه بعد تطعيمه إلى حديقة حيوانات، وفي غضون ذلك قال أولاند مازحا إنه سيستخدمه "قدر الإمكان كوسيلة نقل".
لكن سرعان ما تضاءلت آمال الرئيس الجاثم فوق حدبة الجمل، حيث قررت الخدمات الفرنسية أنه من الحكمة ترك الجمل على الفور وعهدت به إلى عائلة مالية بانتظار تقرير مصيره بشكل حاسم.
وبعد فترة غير طويلة، كان لودريان يقف أمام مجلس الوزراء الأسبوعي ليعلن أن الجمل "ذهب إلى المقلاة".
طرافة
في تفاصيل القصة الطريفة التي اهتمت بها تجمعات الأزواديين من أبناء شمال مالي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب صاحب الجمل بجمله الذي قال إنه خطف منه غصبا بعد تدهور الأوضاع في بلدته.
ونقل موقع "الحدث الأزوادي" القصة بكثير من السخرية والطرافة على ما وقع فيه الرئيس الفرنسي، فيما هدد نشطاء أزواديون برفع دعوى قضائية لاسترداد الجمل المسروق.
وفي سياق التندر بالحادثة، طالب نشطاء آنذاك بمحاكمة أولاند بتهمة حيازة "الجمل المسروق"، بينما دعا آخرون إلى "تدويل قضية الجمل".
أما حادثة أكل الجمل، فطغت على معظم التفاعلات، حيث فجرت سيلا من التعليقات الساخرة التي مزجها أصحابها بنكهة سياسية لم تستثن تداعيات ما حصل على العلاقات الدبلوماسية الفرنسية المالية.