الانتخابات البلدية في فرنسا تتحدى "كورونا"
الانتخابات تنطلق اليوم ودُعي إليها نحو 48 مليون ناخب في 15 و22 من الشهر الجاري لانتخاب أكثر من 500 ألف عضو مجلس بلدي
يتوجه الناخبون الفرنسيون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات البلدية، التي تشمل مجالس القرى والبلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد.
ويتوقع أن يطغى انتشار فيروس كورونا على عملية التصويت، بعدما أصاب 4500 شخص وأدى إلى وفاة 91 شخصا بالبلاد، حتى السبت.
وأكد رئيس الوزراء إدوارد فيليب للمواطنين أن "الانتخابات يمكن أن تستمر ضمن إجراءات صارمة للنظافة".
ودُعي نحو 48 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع في 15 و22 من الشهر الجاري، لانتخاب أكثر من 500 ألف عضو مجلس بلدي سيقع عليهم لاحقاً اختيار رؤساء 34970 بلدية لـ6 سنوات.
وسبق للسلطات الفرنسية أن أكدت أنّ "التأجيل ليس مطروحاً على جدول الأعمال"، لافتة إلى العمل على تزويد مداخل مراكز الاقتراع بمطهرات الأيدي وأقنعة الحماية.
واعتبر مراقبون الانتخابات بمثابة اختبار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولشعار "لا يمين ولا يسار" الذي قاده إلى سدّة الرئاسة في 2017، وسط استمرار التوتر الاجتماعي منذ نهاية 2018، مع أزمة "السترات الصفر" والإضراب الطويل، احتجاجا على إصلاح الأنظمة التقاعدية والغضب الذي انتشر في المستشفيات والقطاع التعليمي.
وكان ماكرون استبق هذه الفرضية بتقليله من أهميتها، وبالتشديد على الطابع المحلي للاقتراع.
وقال: "لن أعتبر أنّ الناس يصوّتون لمرشح أو آخر لأنّهم يؤيدون الرئيس أو لا"، مبدياً اعتقاده بأنّ ذلك "غير صحيح، ولن أستنتج بصورة تلقائية تبعات على الصعيد الوطني".
بيد أنّ مارسيال فوكو، مدير مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية، يعتبر أن "هذا الاقتراع سيشكّل مؤشراً ثميناً جداً لمعرفة مدى تغلغل الماكرونية على المستوى المحلي".
ويرى أنّ رهان الحزب الرئاسي "الجمهورية إلى الأمام" الذي تأسس في 2016 لإعطاء زخم للحملة الرئاسية لماكرون في العام التالي، يكمن في التحقق مما إذا كان "بالمقدور ترجمة تجربة 2017 على المستوى المحلي"، وأيضاً إذا ما كان بالإمكان الفوز بمدن كبيرة على غرار ليون وستراسبورج أو حتى باريس.
وتعرضت المنافسة في العاصمة باريس لانتكاسة، إثر تخلي بنجامان جريفو، القريب من ماكرون، عن ترشحه في فبراير/شباط بعدما قام ناشط روسي بنشر مقاطع مصوّرة له ذات طابع إباحي، واختيرت بدلاً منه أنييس بوزين خلال مهلة قصيرة، وكانت في حينه وزيرة للصحة.
ويقول برونو كوترس من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي: "بالتأكيد إنّ باريس مدينة ستجتذب اهتمام الرأي العام الدولي".
وأضاف: "أعتقد أنّ الجميع سيكون مهتماً على المستوى الأوروبي بالنتيجة التي سيحققها حزب إيمانويل ماكرون".
وحدد ستانيسلاس جيريني، رئيس "الجمهورية إلى الأمام"، الهدف على المستوى الوطني بالحصول على 10 آلاف عضو مجلس بلدي.
ويعلّق مارسيال فوكو قائلاً: "يبدو الرهان جريئاً جداً"، خاصة في ضوء السياق الاجتماعي.
من جانبها، تأمل المعارضة الفرنسية، سواء اليمينية أو اليسارية والتي ضعفت أركانها عقب فوز إيمانويل ماكرون وفريقه بالانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2017، في استعادة الروح خلال هذا الاقتراع، وتراهن أطرافها على رسوخها القديم في المستوى المحلي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز