أزمة الطاقة تطفئ أنوار متاحف ستراسبورج.. فرنسا تتقشف
طالت أزمة نقص الطاقة في فرنسا العديد من القطاعات، وسط مخاوف الفرنسيين من تفاقم المشكلة وتأثيرها على مجريات الحياة.
ووفق وكالة الأنباء الألمانية، أحدث القطاعات التي تضررت بالأزمة،المتاحف، ما أجبر السلطات على زيادة أيام الغلق.
وقالت،تعتزم سلطات المتاحف في مدينة ستراسبورج الفرنسية زيادة أيام الغلق في المستقبل القريب في محاولة لتوفير الطاقة وسط نقص مرتقب في الكهرباء.
ومن المنتظر أن تصبح أيام الغلق الأسبوعية الآن يومين بدلا من يوم.
وصدرت أوامر لتلك المنشآت أيضا بغلق أبوابها ما بين الواحدة والثانية ظهرا يوميا.
- أرباح غازبروم الروسية في 6 أشهر تفوق مساعدات أمريكا لأوكرانيا
- أزمة الطاقة تستنزف المليارات من خزائن الدول الأوروبية
وتدخل تدابير توفير الطاقة الجديدة حيز التنفيذ في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر وسوف تطال ثمانية متاحف. وفي المقابل لن ترتفع رسوم الدخول.
يشار إلى أن كثيرين اعتبروا الإجراء الذي اتخذته العمدة جان بارسيجيان مثيرا للجدل.
ومن هذا المنطلق أطلق العديد من السياسيين التماسا ضد الإجراء، ودعا الاتحاد العام للعمل، العاملين بالمتاحف إلى الإضراب في 17 أيلول/سبتمبر.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، إن حكومة بلاده تشعر بالقلق إزاء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة، مشيرا إلى أنها تحاول إيجاد سبل لدعم المستهلكين والشركات.
أشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الحكومة الفرنسية كانت تعهدت باحتواء الزيادة السنوية في أسعار الكهرباء عند 4% باللجوء إلى التخفيضات الضريبية في المقام الأول.
وأوضحت بلومبرج أن الزيادة في تكاليف البيع بالجملة قد فاجأت صانعي السياسات، ولهذا تتفاوض وزارة المالية مع شركة الكهرباء المملوكة للدولة "إلكتريسيتيه دو فرانس" (إي.دي.إف) من أجل إجراء إصلاحات أخرى.
وأضاف لومير ،الجمعة:"إذا لم نتوصل لحل خلال الأيام المقبلة، سيشهد الفرنسيون زيادة تتراوح بين 35% و40% في فواتير الكهرباء".
وتابع وزير المالية الفرنسي قائلا:"إنها حالة طوارئ تماما لأن الارتفاع في أسعار الكهرباء ليس مستداما للأسر أو للشركات".
وذكر محللون في بنك "جولدمان ساكس" أن أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا قد ترتفع بقوة، لتقترب من مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال شهر أغسطس الماضي، بعد أن أوقفت روسيا الغاز عبر خط "نورد ستريم 1".
وبحسب تقرير لوكالة "بلومبرج"، فقد قال محللون في البنك الاستثماري الأمريكي، بمن فيهم رئيس أبحاث الطاقة، داميان كورفالين، إن قطع الغاز الروسي من شأنه أن "يعيد إشعال" حالة عدم وضوح الرؤية بسوق الغاز العالمي، خاصة في ظل عدم الثقة في قدرة دول الاتحاد الأوروبي على استخدام وإدارة مخزوناتها من الغاز خلال فصل الشتاء القادم.
وارتفعت أسعار الغاز في نهاية شهر أغسطس الماضي لمستويات قياسية، إذ تجاوزت أسعار العقود الآجلة القياسية مستوى 318 يورو لكل ميجاوات/ساعة، لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، قبل أن تقلل من ارتفاعها، لتغلق عند أعلى مستوى لها منذ شهر مارس/آذار الماضي.