غضب بباريس من استهداف نظام إيران علماء فرنسيين

وسائل الإعلام الفرنسية اعتبرت أن النظام الإيراني يساوم على الرعايا الفرنسيين لأغراض سياسية
نددت وسائل إعلام فرنسية، الأربعاء، باستهداف النظام الإيراني لعلماء فرنسيين، داعية لإطلاق سراح الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الأفريقي رولان مارشال المحتجز لدى طهران منذ 4 أشهر.
وتحت عنوان "إيران تحتجز باحثا فرنسيا ثانيا"، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن رولان مارشال محتجز تماما مثل زميلته الباحثة في الأنثروبولوجيا فريبا عادل خواه في طهران، ولكن لم تلتفت إليه السلطات الفرنسية لإطلاق سراحه أو التنديد باعتقاله.
وأضافت "لوموند" أن الباحثين الفرنسيين اعتقلتهما مليشيا الحرس الثوري في 5 يونيو/حزيران الماضي، في مزاعم تجسس، مشيرة إلى تزامن توقيت اعتقالهما في القضية نفسها ولكن ليس معا.
وأوضحت أن "مارشال" اعتقلته السلطات الإيرانية من المطار، بينما تم اعتقال "فريبا" من منزلها خلال قضائها إجازة العيد مع أسرتها، حيث تعدها سلطات طهران مواطنة إيرانية، رغم حملها جنسية مزدوجة.
وأشارت إلى أن أسرة مارشال وزملاءه التزموا الصمت مثلما أمرتهم السلطات الفرنسية لمنع استغلال قضيته من قبل النظام الإيراني كورقة ابتزاز ضد فرنسا.
وأدانت باريس اعتقال مارشال ووصفته بـ"غير المقبول"، موضحة أنها تعتزم وضع حد لهذا الاعتقال دون تأخير.
ومن جانبها، وصفت إدارة جامعة باريس للعلوم السياسية، التي ينتمي إليها رولان مارشال، في رسالة بريدية مرسلة إلى طلاب الجامعة، اعتقاله بأنه "تعسفي وفضيحة ومثير للاشمئزاز".
مفاوضات صعبة
من جهته، أدان المدير السابق لجامعة باريس للعلوم السياسية جون فرنسوا بايار تعسف طهران في التعامل مع الباحثين الفرنسيين، موضحا أن إدارة المعهد لم تستطع التواصل مع طهران بشأن هذا الأمر.
وأضاف أن "عدم إذاعة خبر اعتقال الباحث جاء بالاتفاق مع وزارة الخارجية الفرنسية التي كانت حريصة على عدم تعقيد المفاوضات من خلال وضعها تحت نار لعبة المليشيا الإيرانية للمساومة واستغلال القضية في أغراض سياسية وورقة ابتزاز".
بدوره، قال مقرب من مارشال: "إن ظروف احتجازه قاسية، لكنه لا يتعرض لسوء المعاملة".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، أصدرت فرنسا تحذيرا لرعاياها من السفر إلى إيران بسبب ممارسات الاعتقال والاحتجاز التعسفيين التي تقوم بها أجهزة الأمن والمخابرات الإيرانية.
ورفضت طهران حتى الآن الدعوات الفرنسية المطالبة بالإفراج عن فاريبا عادل خواه، واصفة إياها بـ"التدخل في الشؤون الداخلية لإيران".
ابتزاز إيراني
من جانبها، نددت مجلة "لوبوان" الفرنسية من تأخر السلطات الفرنسية في التدخل لإطلاق سراج الباحث، فضلا عن سياسة باريس الخارجية تجاه طهران.
كما اعتبرت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية أن قضية مارشال تندرج ضمن عملية استهداف الفرنسيين كورقة ابتزاز من طهران للضغط على فرنسا في المضي قدما لتطبيق الآلية الأوروبية والتوسط لطهران لدى واشنطن لتخفيف العقوبات.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكدت الخارجية الفرنسية اعتقال إيران للباحث الفرنسي رولان مارشال، مضيفة أن الدبلوماسيين يعملون على إطلاق سراحه وزميله المحتجزين لدى طهران.
وكان "صندوق تحليل المجتمعات السياسية" أعلن أن الباحث الفرنسي رولان مارشال اعتقل في يونيو/حزيران الماضي في إيران مع زميلته الفرنسية الإيرانية فريبا عادل خواه.