الأمير أندرو يحرك جدلا جديدا.. رحلات رسمية ووثائق محجوبة
أُعيدت وثائق حكومية رسمية تتناول بالتفصيل الرحلات الرسمية، للأمير السابق أندرو ماونتباتن وندسور إلى "قبو السرية"، ما يثير جدلا.
الوثائق التي تتناول فترة عمل الأمير السابق، كمبعوث تجاري للمملكة المتحدة، أعيدت إلى أقبية الأرشيف الوطني، في خطوة أثارت موجةً من التساؤلات واتهامات للحكومة، بالتستر لصالح العائلة المالكة.
وفي وقت سابق، نشر الأرشيف الوطني البريطاني الوثائق التي تعود لعام 2004، بموجب "قاعدة العشرين عامًا" القياسية، والتي تتيح الإفراج عن السجلات الحكومية بعد مرور هذه المدة، بحسب صحيفة "التايمز".
وكانت الملفات تحتوي على محاضر اجتماعات "لجنة الزيارات الملكية"، وهي لجنة حكومية تُشرف على تنظيم وتكاليف الزيارات الرسمية لأفراد العائلة المالكة.
ومن بين الموضوعات التي ناقشتها اللجنة آنذاك، كان الجدل الدائر حول الجهة الحكومية المكلفة بتمويل رحلات أندرو، حيث تقرر نقل مسؤولية الدفع من وزارة التجارة والصناعة إلى "مكتب السفر الملكي"، وهو قرار إداري روتيني يتعلق بكيفية إنفاق أموال دافعي الضرائب.
لكن المفاجأة وقعت عندما كان الصحفيون والباحثون يفحصون هذه الوثائق، حيث تم سحب الملفات فجأة وإعلان إغلاقها أمام الجمهور بشكل نهائي.
وتزامن هذا الإجراء مع سحب وثائق أخرى ضمن المجموعة ذاتها.
تبرير ورفض شعبي
برر مكتب مجلس الوزراء البريطاني، وهو الجهة المسؤولة عن نقل السجلات إلى الأرشيف، خطوة السحب بأنها نتيجة "خطأ إداري"، مؤكدًا أن هذه المحاضر "لم تكن مُعدّة للنشر من الأساس"، وذلك لأن محاضر أخرى لاجتماعات اللجنة في العام ذاته، كانت محجوبةً في النسخة الرسمية.
وأضاف متحدث باسم المكتب، أن جميع السجلات تُدار وفق القانون، وأن نشرها يخضع لـ"عملية مراجعة شاملة تشمل التشاور مع أصحاب المصلحة".
غير أن هذا التبرير فشل في تهدئة المخاوف وتبديد شكوك النقاد، الذين رأوا في الخطوة محاولةً مبيتةً للتستر.
الصحفي أندرو لوني، مؤلف كتاب "المستحقون" الذي يتناول الفضائح المحيطة بأندرو، وصف القرار بأنه "تصرف غريب"، لكنه أوضح أنه ليس مستغربًا في سياق التعامل مع الأرشيف الملكي.
وأشار لوني إلى صعوبات واجهها شخصيًا في الحصول على معلومات مماثلة، قائلًا: "حذف هذه الوثائق مثير للتساؤل، فهي لا تتضمن ما يبعث على الحرج. لكن هذا يتماشى مع تجربتي، حيث يُفرض التعتيم على كل ما يتعلق بأندرو".
وتضمنت الوثائق جدول سفر مقترح لأندرو لزيارات تجارية إلى دول مثل الصين وروسيا والبحرين، إلى جانب مناقشة بسيطة حول إمكانية أن يتحمل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تكاليف حضوره لبطولة كأس الأمم الأوروبية في البرتغال.
كما ناقشت الوثائق خططًا مبكرة لمشاركة الأمير ويليام ولي العهد البريطاني في أنشطة رسمية.
يأتي هذا الحادث ليضيف طبقةً جديدةً من الغموض حول تعامل المؤسسة البريطانية مع الأرشيف المرتبط بأندرو، الشقيق الأصغر للملك تشارلز الثالث، الذي تورط في فضيحة جيفري إبستين الجنسية، وأسقطت عنه الملكة الراحلة إليزابيث الثانية معظم ألقابه وواجباته الرسمية.
وكشف أندرو لوني عن أن بعض الملفات المتعلقة بأندرو لن تُنشر قبل عام 2065، وهو ما وصفه بأنه "تستر مستمر".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز