«لعنة أندرو».. قنبلة موقوتة ورثها تشارلز عن الملكة إليزابيث
وسط الأجواء الروحانية للفاتيكان، بدا العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث غارقا في هموم تفوق بكثير ما ناقشه مع البابا ليو من "مخاطر" عدسات المصورين.
فالخطر الحقيقي الذي يهدد عهده، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، لا يكمن في كاميرات الإعلام، بل في الشقيق الذي تحول إلى عبء ثقيل على العرش البريطاني.
تركة ملكية ثقيلة
تشكل أزمة الأمير أندرو أحد أصعب الملفات التي ورثها تشارلز عن والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، فبفضيحة مقابلة "نيوزنايت" المزلزلة عام 2019 المتعلقة بعلاقته مع الملياردير المدان جيفري إبستين، أجبرته الملكة - بدعم من تشارلز والأمير ويليام - على الانسحاب من الحياة العامة.
ثم جاءت التسوية المالية المثيرة للجدل عام 2022 مع فرجينيا جوفري، التي اتهمته بالاعتداء عليها وهي قاصرة.
لكن التردد الملكي في معالجة جذرية للأزمة يشكل الآن عبئًا على العهد الجديد. فالملكة الراحلة، رغم حزمها في سحب الألقاب العسكرية والرعايات الملكية من نجلها، توقفت عند تخليه عن ألقابه النبيلة أو مغادرة قصر "رويال لودج".

ويعلق مصدر مطّلع بشؤون القصر بالقول: "كان أندرو نقطة الضعف الوحيدة للملكة، والثمن يدفعه تشارلز اليوم".
ويواجه مكتب الملك عملية إخماد دائمة لحرائق الفضائح، كان آخرها تقارير كشفت عن طلب أندرو من ضابط حمايته الشخصي جمع معلومات مسيئة عن جيوفري عام 2011.
هذه التفاصيل، رغم إنكار أندرو لها، تحافظ على استمرار الأزمة الإعلامية في وقت حرج للمؤسسة الملكية.
ويوضح مصدر مقرب من الملك: "النظرة هنا مؤسسية وليست عائلية، فالملك يرى أن استمرار الأزمة يشكل عائقًا أمام أداء العائلة المالكة لواجباتها نحو الوطن، ويصرف الانتباه عن أعمالها الرسمية".
معركة القصر.. تحدّي الملكية
وتمثل معركة "رويال لودج" اختبارًا حاسمًا لسلطة الملك. فالقصر الفخم ذو الثلاثين غرفة، الذي يشغله أندرو مع زوجته السابقة سارة فيرغسون، أصبح ساحة لصراع صامت بين الإرادة الملكية والعناد الشخصي.
المفاوضات المستمرة بين فريق الملك وأندرو لم تثمر عن حلول، في وقت كشفت تقارير عن دفع الأمير إيجارًا رمزيًا للقصر. وتتصاعد الضغوط مع دعوة زعيم حزب العمال كير ستارمر لتحقيق برلماني في الترتيبات المالية، وإعلان استطلاع رأي أن 80 في المائة من البريطانيين يؤيدون تجريد أندرو من ألقابه.
رسائل رمزية.. ونهاية متوقعة
وفي خطوة ذات دلالة عميقة، أمر الملك بإزالة لافتة شعار النبالة الخاص بأندرو من كنيسة سانت جورج حيث ترقد الملكة الراحلة.
هذه الخطوة، التي أنهت رمزيا عضوية أندرو في وسام فرسان الرباط منذ 2006، تظهر القطيعة النهائية بين الملك وشقيقه.
ويقول مراقبون إن العائلة المالكة تأمل أن تمثل هذه الخطوة بداية النهاية لفضيحة استمرت 15 عامًا. بينما يرى آخرون أن الطريق ما زال طويلاً أمام الملك، خصوصًا مع استمرار تحقيقات صحفية في علاقات أندرو الدولية المثيرة للجدل.
ويبقى السؤال: هل تستطيع الملكية تجاوز هذه الأزمة التي تهدد بتعكير صفو العهد الجديد، أم أن شبح الماضي سيظل يلاحق تشارلز في سنوات حكمه؟
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز