كتاب فرنسي: الإصلاحيون و"الحرس الثوري" وجهان لقمع الإيرانيين

الكتاب كشف أن نظام ولاية الفقيه الذي يتظاهر بالاعتدال أصبح أكثر تطرفاً، وفرض رقابة على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

كشف الصحفي الفرنسي - الإيراني أرمين أريفي، في كتاب جديد، الوجه الحقيقي للنظام الإيراني وفشل سياسة ما يطلقون على أنفسهم إصلاحيين، موضحاً أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي جعلت حياة الإيرانيين جحيما.

وأريفي، صحفي بمجلة "لوبوان" الفرنسية، ومراسل سابق للمجلة لدى طهران، إلا أنه أُجبر على مغادرة البلاد عام 2007 بسبب انتقاداته اللاذعة للنظام الإيراني، لكنه عاد مرة أخرى عام 2016 بعد نحو عام من الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، لكن صُدم بأن الوضع قد تغير تماماً للأسوأ اقتصادياً وسياسياً، ما دفعه لتأليف كتاب "ربيع في طهران.. الوجه الحقيقي للجمهورية الإسلامية".

• الاتحاد الأوروبي يندد بحبس حقوقية إيرانية بارزة
• واشنطن عن سجن وجلد محامية إيرانية: هذا الحكم يتخطى الهمجية

ولدى عودة آريفي، فوجئ بأن النظام الإيراني الذي يتظاهر بالاعتدال والإصلاح أصبح أكثر تطرفاً، وفرض رقابة على جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، موضحاً أن الشباب الإيراني أصبحوا بارعين في الالتفاف على الحظر الحكومي لمواقع التواصل الاجتماعي في إيران.

وخصص أريفي في كتابه، فصلاً عما وصفه بـ"لوبي" الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، الذراع اليمنى للمرشد الأعلى، مشيراً إلى أنهم متوغلون بشكل مبالغ فيه بجميع قطاعات الاقتصاد الإيراني، كما أصبحوا في كل مكان في أرجاء البلاد حتى حولوا حياة الإيرانيين إلى جحيم، في ظل فشل الإصلاحيين.

وحول كيفية عودته مرة أخرى، قال آريفي "في إحدى ليالي عام 2016 فاجأه أحد أصدقائه بأنه يسمح له أن يكون له موطئ قدم مرة أخرى في إيران كصحفي، لكنه ظن أن السنوات الظلامية للمحافظين قد انتهت وخدع في ادعاءات الانفتاح والاعتدال للرئيس الإيراني حسن روحاني التي كان ينادي بها خلال حملته الانتخابية، الذي بدا ظاهرياً فقط في السماح للنساء بالسير في الأماكن العامة بدون حجاب، إلا أنه في حقيقة الأمر ازداد الوضع سوءاً اقتصادياً وسياسياً".

وأشار الصحفي الفرنسي إلى أن النظام لم يكتفِ بالتدهور الاقتصادي الذي يعاني منه الشعب الإيراني فحسب، بل أرسل الإيرانيين للقتال عبر الانضمام إلى مليشيا الحشد الشعبي في العراق وسوريا. 

ونوَّه أريفي بأنه خلال عام 2018 بلغت الميزانية العسكرية في إيران 16 مليار دولار، في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية في البلاد، فضلا عن تزايد معدلات الفقر والبطالة.