انتخابات فرنسا.. "المقاطعون" يتصدرون سباق "الإليزيه"
قبل أي اقتراع، تتعلق الأعين بنتائج استطلاعات الرأي المتتالية، ترى من المرشح المتصدر؟ ومن يضيق عليه الخناق؟ ومن يعاني تراجعا صعبا؟
لكن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة الأحد المقبل، تشهد واقعا مغايرا، فنسبة من قرروا الامتناع عن التصويت تفوق نسبة تأييد أي مرشح من الـ١٢ متسابقا على كرسي الرئاسة.
ووفق تقارير فرنسية، فإن الانتخابات الرئاسية لا تثير اهتماما لدى الفرنسيين، وتتجه إلى تحقيق نسبة امتناع قياسية عن التصويت.
ووفق استطلاعات الرأي التي نشرت في الأيام الماضية، فإن نسبة مقاطعة الانتخابات قد تبلغ حوالى 30%.
ولا تعكس نسبة المقاطعة المتوقعة، الأهمية الكبيرة للاقتراع الفرنسي، في ظل واقع أوروبي وعالمي صعب، وحرب في قلب القارة العجوز بين روسيا وأوكرانيا، لا يعلم أحد تطوراتها وتداعياتها المستقبلية.
وفي مواجهة يسار منقسم ويمين يراوح مكانه، تشير كل استطلاعات الرأي منذ أسابيع إلى تأهل الرئيس المنتهية ولايته ومرشحة اليمين المتطرف في الدورة الأولى.
فمرشحة حزب "التجمع الوطني" التي خففت لهجتها بشأن بعض الاقتراحات لكن بدون تغيير جوهر مشروعها المتشدد حيال الهجرة، تسجل ارتفاعا في نسب التأييد لتصل إلى 21,5% في الأيام الأخيرة للحملة، بحسب استطلاع أجراه معهد "ايبسوس/سوبرا ستيريا" ونشر أمس الأربعاء.
لكن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، يتقدم على مرشحة التجمع الوطني، ماريان لوبان، بخمس نقاط، إذ حصد (26,5%) من نوايا التصويت، فيما حل مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون في المرتبة الثالثة بـ(16%) من نوايا التصويت.
وتعني هذه النتائج، أنه لا يوجد مرشح فرنسي يحظى بنسبة تأييد تعادل أو تفوق نسبة المقاطعين المحتملين للانتخابات، ما يعكس حجم المشكلة التي يواجهها الاقتراع.
ومن المرجح وفق استطلاعات الرأي ونسبة المقاطعين الكبيرة، أن يتجه التصويت إلى جولة ثانية أواخر أبريل/نيسان، بين ماكرون ولوبان.
لكن الفارق المباشر مع لوبان يتقلص بحسب استطلاعات الرأي التي نشرت الثلاثاء، إذ أظهر استطلاعا لمؤسسة إيبسوس سوبرا، أن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته سيحصد 56% في الجولة الثانية من الانتخابات، مقابل 44% لمرشحة اليمين المتطرف.
فيما أظهر استطلاع آخر لمؤسسة إيلاب، أن ماكرون سيحصد 53% من الأصوات مقابل 47% لماريان لوبان.
طرق أبواب المقاطعين
وأمام نسبة المقاطعين المتوقعة، لجأت حملات المرشحين إلى حيل مختلفة لاقناعهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، والتصويت بدلا من البقاء في المنازل.
ومن ضمن هذه الحيل، تنظيم حملات طرق أبواب كثيفة من باب إلى باب في كافة مدن فرنسا، لحث الناس على التصويت.
ففي بلدة فير الريفية في نورماندي، يحاول أوليفييه غاوسينز، وهو متطوع في حركة اليسار المتشدد والمرشح ميلانشون، التواصل مع الناخبين بشكل مباشر.
وقال في تصريحات صحفية "قبل أيام فقط من التصويت، يمكن أن نزيل بعض التردد بين الناخبين في قضايا مثل التقاعد والحد الأدنى للأجور وزيادة الرواتب، وهو ما لا يمكنك القيام به إلا من خلال التحدث مع الناس وجهاً لوجه".
فيما يعتقد رئيس بلدية فير، مارك أندرو، الذي يدعم حزبه المنتمي ليمين الوسط، إيمانويل ماكرون، أن الكثير من القضايا الساخنة في الوقت الحالي، تساهم في قرار الناخبين.
وأوضح أن "هناك عدم اليقين. والكثير من الناس يترددون بين التعبير عن غضبهم لأنهم لا يستطيعون ملء السيارات بالوقود أو دفع فواتير الكهرباء، أو الحفاظ على وتيرة السياسة والنظام في البلاد".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز