مستشار التجارة الخارجية الفرنسي يكشف لـ«العين الإخبارية» فوائد إنتاج النفط لاقتصاد السنغال
أكد مستشار التجارة الخارجية الفرنسي، جون لو بلانشيه، أن الإعلان عن أن السنغال دولة منتجة للنفط رسمياً، خطوة مهمة للغاية لتلك الدولة.
وأوضح أن النفط سيدر المليارات على السنغال وسيعزز الشراكة بين باريس وداكار من خلال مشاريع مشتركة بين الجانبين.
وذكر بلانشيه في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه بعد عدة سنوات من التأخير لاستغلال الآبار المكتشفة في عام 2014، أعلنت شركة "وودسايد" أنها بدأت في استغلال حقل سانجومار البحري الواقع قبالة ساحل داكار.
وقال: "بالفعل، أصبحت السنغال رسميًا دولة منتجة للنفط، وهذا أمر جيد للغاية بالنسبة لاقتصادها، موضحاً أن "هناك بالفعل عمليات استخراج النفط الأولى التي تمت في سانجومار، وأعتقد أنها ليست بعيدة عن داكار".
وأشار بلانشييه على أنه تم التخطيط له لأول مرة في عام 2021، ولكن تم تأجيله بعد تغيير في الاستراتيجية، ثم تباطأ مرة أخرى بسبب الصعوبات التي يواجهها فريق "إف.إيه.آر" الأسترالي الصغير، والذي اشترت شركة "وود سايد" أسهمه أخيرًا.
المرحلة الأولى
ومن المتوقع، أن تتراوح تكلفة المرحلة الأولى من تطوير الحقل، والتي لا تزال مستمرة حيث يتم التخطيط للحفر الاستكشافي الجديد، ما بين 4.9 و5.2 مليار دولار، وفقاً للسلطات السنغالية.
وتابع مستشار التجارة الخارجية الفرنسي، أن النفط الخام المستخرج، والذي يتوافق مع المعايير المتوقعة من قِبل الأسواق الأوروبية والآسيوية، مخصص للتصدير وكذلك للسوق الوطنية، لافتاً إلى أن المشروع سيدر إيرادات بعدة مليارات من الدولارات سنويًا على مدى 30 عامًا، وهي الإيرادات التي تنتظرها الحكومة الجديدة بفارغ الصبر لتنفيذ برنامجها الاقتصادي.
وأشار بلانشيه، إلى أنه: "لذلك فقد تم بالطبع تناول نقاط مختلفة في الاتفاق، والتي كانت في الواقع أهدافًا مناخية وتنموية، ولكنها ذهبت أيضًا في اتجاه رؤية كيف يمكننا تعزيز جميع الأبحاث المتعلقة باستخراج النفط.
وأعرب عن سعادته للغاية من تلك الخطوة، مشيراً إلى أن السنغال كانت جزءًا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه، لا سيما على مستوى العديد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك فرنسا قبل عام واحد فقط، والذي كان من المقرر أن يتم في مجال تحول الطاقة، موضحاً أن المشروع سيعزز العلاقات بين فرنسا والسنغال.
ورأى بلانشيه أن "دخول السنغال عالم إنتاج النفط خطوة مهمة للغاية لتلك الدولة، موضحاً أن المشروع سيدر المليارات على السنغال وسيعزز الشراكة بين باريس وداكار.
الدائرة النفطية
ودخلت السنغال دائرة الدول المنتجة للمواد النفطية رسمياً الثلاثاء الماضي، وقالت الشركة الأسترالية في بيان: "قامت وودسايد بأول عملية استخراج للنفط من حقل سانجومار، ونجحت في تسليم أول مشروع نفط بحري في البلاد"، بحسب إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية.
في بداية شهر فبراير/شباط الماضي، أعلنت شركة بترول السنغال (بتروسين)، وهي أيضًا أحد المساهمين في المشروع، عن وصول وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة إلى منطقة "سيدار سانجومار ".
وتقع سانجومار على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب داكار، وعلى عمق 780 مترًا، ويحتوي الحقل على النفط والغاز، ومن المتوقع أن يُنتج ما بين 100 ألف إلى 125 ألف برميل يوميًا.
بدوره، قال مدير التجارة في أفريقيا الإيفواري تشارلز ثيميلي لإذاعة "إر.إف إي" الفرنسية، "إن بدء إنتاج النفط في السنغال هو خبر جيد للغاية، موضحاً "أنه تحقيق لمشروع بدأ منذ سنوات عديدة ومن المفترض أن يتيح خفض فاتورة الطاقة في البلاد، والتي شكلت الكثير من المشاكل في الميزانية".
ووفقا لهذا المتخصص في قطاع النفط، ينبغي أن تكون البلاد في نهاية المطاف قادرة على إنتاج أكثر من 200 ألف برميل يوميا، مما يقترب من مستويات الإنتاج في دول مثل جمهورية الكونغو أو الجابون.
من جهته، قال المدير العام لشركة بتروسين للتنقيب والإنتاج، ثيرنو لي، إن "بدء الاستخراج من حقل سانجومار يمثل بداية حقبة جديدة، ليس فقط للصناعة والاقتصاد في بلادنا، ولكن قبل كل شيء لشعبنا".
ويمتلك المشغل الأسترالي 82% من المشروع، والـ18% المتبقية مملوكة للدولة السنغالية من خلال بتروسين، وهو عقد مشاركة الإنتاج الذي يرغب الرئيس باسيرو ديوماي فاي في إعادة التفاوض بشأنه.
ويسبق هذا الاستخراج الأول للنفط دخول المشروع الواقع على الحدود مع موريتانيا حيز الإنتاج والذي طورته شركة " بي بي" البريطانية مع شركة "كوزموس إنرجي" الأمريكية والشركة الموريتانية للهيدروكربونات وبتروسين، ومن المتوقع أن ينتج حوالي 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، ويمكن أن يبدأ الإنتاج هناك في الربع الثالث من العام الجاري.
وتطالب السنغال وموريتانيا بقوة باستغلال مواردهما من الغاز والنفط في مواجهة الجهود التي يبذلها جزء من المجتمع الدولي للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.