سياسيون فرنسيون: الهجوم على المسلمين ببلادنا يستهدف المجتمع بأكمله
ردود فعل النخبة السياسية الفرنسية من اليمين واليسار تتفق على إدانة الهجوم الإرهابي على مسجد مدينة "بايون" وتعتبره استهدافا للمجتمع بأكمله
أثار الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجداً في فرنسا، ردود فعل النخبة السياسية الفرنسية من اليمين واليسار، الذين أجمعوا على إدانة الهجوم الإرهابي الذي وقع، يوم الإثنين، على مسجد في مدينة "بايون" الفرنسية.
السياسيون الفرنسيون اعتبروا أن الهجوم استهدف المجتمع الفرنسي بأكمله، ودعوا إلى ضرورة التخلي عن خطاب الكراهية.
وأعلنت الشرطة الفرنسية، الإثنين، إصابة شخصين اثنين في حادث إطلاق نار على مسجد بمدينة بايون، وألقت قوات الأمن القبض على المشتبه به في إطلاق النار بالقرب من منزله.
وأوضحت الشرطة أن المشتبه به في إطلاق النار يبلغ من العمر 84 عاما وكان مرشحاً على قائمة حزب "التجمع الوطني" اليمين المتطرف في فرنسا في الانتخابات البلدية عام 2015، ورغم ذلك سارعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بإدانة الهجوم، بحسب مجلة "باري ماتش" الفرنسية التي نقلت ردود الفعل الفرنسية.
وقالت المجلة الفرنسية إن حاث الهجوم على المسجد أثار ردود فعل الطبقة السياسية بجميع أطيافها، من اليمين واليسار والوسط، حتى اليمين واليسار المتطرفان، فضلاً عن إدانات الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أن استهداف دار عبادة إسلامية بمثابة استهداف المجتمع الفرنسي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أدان "بشدة" الاعتداء ووصفه بالـ"شنيع"، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "الجمهورية لن تتسامح أبدا مع الحقد"، متعهّدا بـ"بذل كل الجهود لمعاقبة الفاعلين وحماية مواطنينا المسلمين".
من جانبها، قالت لوبن زعيمة حوب التجمع الوطني (يمين متطرف):"إن الهجوم على مسجد بايون هو عمل لا يوصف، ومخالف تماما لجميع قيمنا، مضيفة أنه "يجب مواجهة هذه الجرائم بأقصى درجة من الشدة".
بدوره، قال رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) ريتشارد فيران، على تويتر: "إن ضرب مسجد، استهدف مواطنينا المسلمين: كأن المجتمع الوطني بأسره هو الذي تعرض للهجوم"، مضيفاً: "دعونا لا ندع المتطرفين من جميع الأنحاء أن يفرقوننا.. دعونا نفعل ذلك".
من جهته، ندد زعيم حركة "فرنسا المتمردة" (يسار متطرف) جون لوك ميلانشون بالحادث، قائلاً: "في بايون، إن الاعتداء على المسلمين سيكون له تأثيره على المجتمع، موضحاً: "رجل مجنون أطلق النار على المسجد، إنها مسؤولية المجتمع"، ودعا ميلانشون إلى ضرورة توقف الخطاب العام عن تشجيع الكراهية!".
وجاء الهجوم عشية نظر مجلس الشيوخ، الثلاثاء، اقتراح قانون قدمه أعضاء من حزب "الجمهوريين" اليميني لحظر ارتداء الرموز الدينية للآباء المرافقين للرحلات المدرسية، الأمر الذي أحيا الجدل حول مكانة ووضع الإسلام في فرنسا.
إلى جانب ذلك، رأى الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل، أن حادث بايون نتيجة تغذية الكراهية، موضحاً أنه يتم التعبير عن الكراهية بالقتل".
وأضاف روسيل أن التضامن مع ضحايا هذا العمل الشنيع لا يكفي، مشدداً على مسؤولية الجميع في ذلك الحادث. وقال: "يجب أن يتصرف إيمانويل ماكرون. وعلينا الخروج من هذا المناخ الفاسد والخطير".
من جانبه، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "الجمهورية إلى الأمام (الحاكم) جيل لو جيندر، إن "نواب الجمهورية إلى الأمام يعلنون عن تضامنهم مع المصابين والمجتمع الإسلامي"، موجهاً التحية إلى يقظة وفاعلية الشرطة الوطنية الفرنسية"، كما دعا جميع المسؤولين إلى ضرورة تفعيل خطاب التهدئة.
فيما قال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الاشتراكي (يسار) رشيد تمال إنه "من الضروري استعادة الهدوء والسكينة في البلاد، موضحاً أن كلمات الكراهية والعنصرية لها عواقب".
ورأى رئيس حزب "اتحاد الديمقراطيين والاستقلاليين" (وسط) جون كريستوف لاجارد، أن هذا الهجوم على مسجد هو هجوم على بلدنا بأكملها وقيمنا وجمهوريتنا العلمانية".
واعتبر زعيم الجمهوريون في مجلس الشيوخ برونو ريتايلو أن "هذا العنف لا يطاق ومقلق للغاية"، مضيفاً أن "العلمانية الفرنسية يجب أن تسمح لجميع المسلمين بالعيش بسلام في بلادنا"، معتبراً أن كون منفذ الهجوم من اليمين المتطرف يزرع الكراهية في البلاد.
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA= جزيرة ام اند امز