من الكوارث الطبيعية إلى الهجمات السيبرانية.. فرنسا تكتب «سيناريوهات البقاء»

في عالم تتسارع فيه الأزمات وتتنوع فيه المخاطر من كوارث طبيعية إلى تهديدات سيبرانية، تستعد فرنسا لخريف حاسم بإطلاق دليل بقاء رسمي بعنوان "Tous résilients – جميعنا صامدون".
هذا الكتيب، الذي يمتد على نحو 30 صفحة، يهدف إلى تزويد المواطنين بأدوات عملية وخطط واضحة لمواجهة أي أزمة قد تطرق الباب، من انقطاع الكهرباء إلى النزاعات المسلحة.
ليس مجرد أوراق مطبوعة، بل خريطة طريق نحو الصمود الفردي والجماعي، مبنية على تجارب دولية ناجحة كالنموذج السويدي.
تعتزم الحكومة الفرنسية توزيع دليل بقاء رسمي على المواطنين في خريف هذا العام، لمساعدتهم على مواجهة أي نوع من الأزمات.
ووفقًا لما ذكرته محطة "RMC" يوم الأربعاء، فإن الدليل الذي يحمل اسم "Tous résilients" (جميعنا صامدون) سيتألف من نحو 30 صفحة، ويرتكز على 3 محاور رئيسية: الاستعداد، الحماية، والانخراط كاحتياطيين.
كان من المقرر إصدار هذا الدليل خلال الصيف، لكن تم تأجيله إلى الخريف. وتوضح المصادر أن محتواه سيضم "نصائح جيدة" و"ردود فعل" عملية للتعامل مع أي أزمة محتملة، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، الحوادث الصناعية، أو النزاعات المسلحة.
كما سيشرح الدليل الخطوات الواجب اتباعها، وأفضل وسائل الحصول على المعلومات في أوقات الأزمات، إضافةً إلى كيفية تجهيز حقيبة الطوارئ التي تحتوي على مياه، مصباح، حقيبة إسعافات أولية، وراديو.
إعلان هذا الدليل في مارس/آذار الماضي أثار القلق لدى جزء من الفرنسيين، خاصةً في ظل التوترات الجيوسياسية.
ويستند تصميمه جزئيًا إلى كتيب سويدي تم توزيعه على جميع الأسر عام 2018، وأعيدت طباعته العام الماضي، بهدف الاستعداد لاحتمال وقوع نزاع مسلح.
ومن المتوقع أن يتزامن توزيع هذا الكتيب مع اليوم الوطني للصمود المقرر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، لكن لم يتم تحديد طريقة توزيعه بشكل نهائي.
وسبق أن ذكرت صحيفة "ليبراسيون" أنه سيُتاح عبر المواقع الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع احتمال طباعة نسخ ورقية محدودة.
وتملك الحكومة الفرنسية بالفعل موقعًا إلكترونيًا مخصصًا للمخاطر الكبرى، يحدد 5 أنواع رئيسية من التهديدات: المخاطر الطبيعية: موجات الحر، الفيضانات، العواصف والجفاف، وكذلك المخاطر التكنولوجية مثل الحوادث الصناعية وانهيار السدود، والمخاطر الصحية والأوبئة: الأمراض المعدية، الأوبئة المنقولة بالبعوض، الأوبئة الحيوانية، وكذلك التهديدات السيبرانية: هجمات DDoS، فيروسات الفدية، التجسس، والتهديدات الإرهابية: الهجمات والتطرف.